وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ || من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد للشيخ أبو شعيب طلحة المسير

وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ[1]

 

هذا هو أمر الله جل وعلا لنبيه موسى عليه السلام أن يذكر بني إسرائيل ويسترجع معهم ذكرى نعم الله تبارك وتعالى عليهم، ولطفه بهم، ونصرهم في أيام الضيق والشدة والكرب؛ فقد أنقذهم من فرعون وجنده بعد أن ساموهم سوء العذاب، وأغرق عدوهم بعد أن قال بنو إسرائيل إنا لمدركون، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم.

ورغم أن الأيام كلها لله جل وعلا إلا أن تخصيص بعض الأيام وإضافتها لله جل وعلا إنما هو لزيادة شرف ما أنعم الله جل وعلا به على عباده في تلك الأيام وعظيم شأنه كما قال تعالى: ﴿هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ، وقال: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾..

 

وقد تكرر في القرآن الأمر بالتذكير بنعم الله وتذكرها خاصة نعمه للمؤمنين في مواجهة الكافرين، قال جل وعلا: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ، وقال سبحانه: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾.

 

فهناك أمران إلهيان هما تذكر أيام الله جل وعلا، والتذكير بها، ليبقى المجتمع المؤمن قوي الإيمان بالله سبحانه يأخذ من ماضيه شعلة يستضيء بها في حاضره ومستقبله، فما من محنة إلا وقد سبقتها محن لطف الله فيها، وما من بلية إلا وقد مرت قبلها بلايا رأى المؤمنون عندها كرامات الله لأوليائه.

 

فيا مجاهدي الشام: تذكروا أيام الله التي أنعم بها عليكم، تذكروا يوم كنا مستضعفين في الأرض يجهر المجرمون بكفرهم ويستعلنون بباطلهم ويسومون المؤمنين سوء العذاب، ثم بدل الله خوفنا أمنا وذلنا عزا وضعفنا قوة.

 

تذكروا يوم كانت مظاهراتنا تقض مضاجع الكافرين.

 

وتذكروا يوم حررنا بتكبيرنا القلاع والحصون.

 

تذكروا أيام الله في حلب وحماة وإدلب والساحل والرقة ودير الزور وحمص والقلمون ودرعا ودمشق والقنيطرة فكلها مواطن تنزلت فيها علينا البركات ورأينا بها الكرامات.

 

 كم من مطارات حررناها، وثكنات فتحناها، وقلاع وطئناها، وحصون أخذناها، ومستودعات غنمناها، وجيوش هزمناها، وأرتال نسفناها، ومؤامرات أفشلناها…، وما ذلك بحولنا وقوتنا بل لله في ذلك كله المنة والفضل.

 

فيا أيها الدعاة ذكروا الناس بأيام الله وتذكروها، فالله متم نوره ولو كره الكافرون.

 

والحمد لله رب العالمين.

([1]) كتبت سنة 1438هـ.

كتبها

أبو شعيب طلحة محمد المسير

لتحميل نسخة كاملة من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد  bdf اضغط هنا 

للقرأة من الموقع تابع

مائة مقالة في الحركة والجهاد الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى