وفاء جاهلي يهودي
إن كثر الغدر في زمن فترحم على الأخلاق وتذكر وفاء السموأل الجاهلي اليهودي.
قال ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء:
“السموأل بن عادياء من أهل تيماء وَهُوَ الذي كَانَ امْرُؤ الْقَيْس استودعه سلاحه فَسَار إِلَيْهِ الْحَارِث بن أَبي شمر الغساني فَطَلَبه، فأغلق الْحصن دونه، فَأخذ ابْنا لَهُ خَارِجا من الْقصر، وَقَالَ: إِمَّا أَن تُؤَدّي إِلَي السِّلَاح وَإِمَّا أَن أَقتلهُ، قَالَ: اقتله فَلَنْ أؤديها، ووفى، فَضرب بِهِ الْأَعْشَى الْمثل، فَقَالَ:
كن كالسموأل إِذْ طَاف الْهُمام بِهِ
في جحفل كسواد اللَّيْل جرار
بالأبلق الْفَرد من تيماء منزله
حصن حصين وجار غير غدار
إذْ سامه خطتي خسف فَقَالَ لَهُ:
قل مَا تشَاء فإني سامع حَار
فقَالَ: ثكل وغدر أَنْت بَينهمَا
فاختر، وَمَا فيهمَا حَظّ لمختار
فشك غير طَوِيل، ثمَّ قَالَ لَهُ:
اقْتُل أسيرك إني مَانع جاري”