مصيدة ما البديل؟
مصيدة ما البديل؟
التفكير المادي يؤدي إلى أن:
البديل عن النظام السعودي هو نظامان أحدهما يسير على خطا العلمانية المصرية فيزداد انحلال المجتمع ويكثر انتشار المنكر العام فيه، ونظام صفوي يرفع راية الشرك فوق المقدسات.
والبديل عن النظام المصري نظام علمانية شاملة تركي يحطم بقايا الدين في النفوس فيزداد الفحش والإلحاد.
والبديل عن النظام التركي هو نظام علماني فاشي على غرار النظام الفرنسي يحارب الإسلام حتى في البيوت.
والبديل عن النظام الفرنسي هو نظام روسي يهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها.
وهذا الكلام ليس تخيلا بل هو حقيقة ما يقوله مشايخ السلطة في كل بلد من تلك البلدان، في السعودية يقولون: لو سقط آل سعود لهدم الرافضة قبر أبي بكر رضي الله عنه، ولحرق النساء الحجاب في ميدان كما حرقته بعض نساء مصر في ميدان التحرير.
وفي مصر يقولون: لو سقط السيسي لأصبح الشذوذ قانونيا كما هو في تركيا.
وفي تركيا يقولون: لو سقط أردوغان لسب الكفار النبي صلى الله عليه وسلم جهارا كما يسبونه في فرنسا.
ثم تنقلب المقارنة فيقال: فرنسا أفضل من روسيا، وتركيا أفضل من فرنسا، ومصر أفضل من تركيا، والسعودية أفضل من مصر، فهل تريدون هدم بقايا الخير ليعم الشر؟!
وهذه التحليلات قائمة على سفسطة تخالف الشرع والواقع.
فوجود المنكر واتساعه هو الذي يهدم البلاد ويسرع بها للأسوأ، وإنكار المنكر هو الذي يحافظ على بقايا الخير ويمنع الأسوأ.
وبقاء تلك النظم هو برضا النظام الدولي، لأنها تحقق غاية مقصودة له، ولو أراد أسيادهم إحلال النظم الأشد سوءا لما عجز عن ذلك غالبا، وانظر إلى حركة الأمراء الأحرار في السعودية قبل أكثر من نصف قرن، لو شاء أسيادهم لمكنوهم من علمنة البلاد بشكل أسرع يومها.
واعتبار كل كلمة أو حركة أو حتى مقاومة أنها تهدم بقايا الخير وتعين على ازدياد الفساد، من الغلو في فهم الأسباب والمسببات، وهو غلو في هذه الجزئية يكون أحيانا أسوأ من غلو الدواعش الذين يعدون كل تعامل مع كافر موالاة للكفار ، أما هؤلاء فيعدون كل إنكار لمنكر موالاة للكفار!!
ويظهر سوء هؤلاء القوم في أنهم يزعمون أنهم مشغولون بالمعركة ضد الفساد الأكبر، ولذا فهم لا ينكرون جرائم مطاعيهم، ولكن واقع الحال أنهم مشغولون بمهاجمة من ينكر جرائم كبرائهم، والدفاع عن المجرمين ضد الصالحين لا ضد الكافرين.
إن طريقة التفكير هذه هي نفسها طريقة التفكير التي يتبعها مشايخ السلطة في كل مكان، والاختلاف بينهم هو اختلاف مكان التواجد، فلو كان المطبل يعيش في السعودية لكان منافحا عن ابن سعود، ولو كان يعيش في بني غازي لنافح عن حفتر، ولو كان يعيش في الموصل أيام البغدادي لهتف: باقية وتتمدد، ولو كان يعيش عند دجال لاشتهر باسم المرقع.
الشيخ: أبو شعيب طلحة المسير