فائدة: حول معنى قولهم “قتال الدفع لا يشترط له شرط|| من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد للشيخ أبو شعيب طلحة المسير
فائدة: حول معنى قولهم “قتال الدفع لا يشترط له شرط”[1]
اشتهر قول ابن تيمية رحمه الله: “وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعا؛ فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان”.
وقد فهم البعض من هذا الكلام أن تعدد الجماعات في جهاد الدفع سائغ لا حرج فيه ولا يجب السعي إلى توحد المجاهدين؛ لأنه بحسب فهمه جهاد دفع لا يشترط فيه شرط.
وهذا خطأ نتج عن الخلط بين شروط الجهاد وواجبات المجاهد؛ ففي جهاد الطلب تشترط لوجوب الجهاد شروط منها: أن يكون حرا ذكرا، ويراعى إذن الإمام والدائن والوالدين..
أما في جهاد الدفع فلا تشترط تلك الشروط؛ فقد يجب جهاد الدفع على العبد والمرأة وعلى المدين وعلى من لم يأذن له أبواه..
وهذا يختلف عن واجبات المجاهد في جهاده طلبا كان أو دفعا؛ فيجب على المجاهد في جهاد الطلب وفي جهاد الدفع: إعداد العدة، ورص الصفوف، وطاعة الأمير، والثبات عند اللقاء..
فمن خرج للمعركة يجاهد في جهاد الدفع بسكين مع قدرته على الجهاد بالرصاص فهو آثم على تفريطه في الإعداد الذي أمره الله جل وعلا به.
ومن خرج للمعركة يجاهد بصفوف متفرقة وأحزاب متناثرة مع قدرته على الجهاد صفا كالبنيان المرصوص، فهو آثم على تقصيره في جمع الكلمة الذي أمر الله جل وعلا به.
إن جهاد الدفع يدفع للتحصيل الأتم والعمل الدؤوب لتحقيق أسباب النصر الشرعية والكونية، فما كان منها واجبا في جهاد الطلب فهو في جهاد الدفع أوجب وآكد، وأي تقصير في تحقيق تلك الأسباب هو تفريط في الأمانة التي حملنا الله جل وعلا إياها وعلقتها الشعوب في رقابنا.
والحمد لله رب العالمين.
كتبها
أبو شعيب طلحة محمد المسير
لتحميل نسخة كاملة من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد bdf اضغط هنا
للقرأة من الموقع تابع ⇓
مائة مقالة في الحركة والجهاد الشيخ أبو شعيب طلحة المسير