عشر من مجازر بشار سنة ٢٠١٩ – الركن_الدعوي – مجلة بلاغ العدد ٤١ – ربيع الأول ١٤٤٤ هـ
الشيخ: محمد سمير
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛
فما زال حديثنا مستمرا عن مجازر النظام السوري النصيري خلال سني الثورة السورية، وسنتناول في مقالنا هذا بعض المجازر التي ارتكبها عام 2019م، وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان خمسا وستين مجزرة ارتكبها النظام النصيري وحلفاؤه أدت لقتل آلاف المدنيين، وإلقاءهم ما لا يقل عن 4378 برميل متفجر في تلك السنة، ومن تلك المجازر:
1 – مجازر كفر نبل:
في 4 / 4 / 2019 قصفت صواريخ الإجرام سوقا شعبيا مزدحما، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة عشر شخصا وجرح أربعين آخرين، وفيما يلي شهادة أحد الشهود العيان:
المواطن أحمد علي (34 عاماً) من مدينة كفر نبل يقول لـ “العربي الجديد”: “كان أمس من أصعب الأيام علينا في مدينة كفر نبل، الأهالي كانوا في سوق المدينة، الملتقى الأسبوعي لشراء حاجاتهم. لم يكن أحد منا يدرك أن هذا السوق سيتحول لمحرقة وترتكب فيه مجزرة بحق الناس. قُصف السوق بالصواريخ العنقودية، دماء من قضوا بالقصف ملأت المكان، وكان بالقرب منه حذاء امرأة قتلت هي وابنتها بينما نقل زوجها للمشفى بعد إصابته”.
وفي 19 / أيار / 2019 أوقع العدو النصيري مجزرة أخرى في كفر نبل أسفرت عن استشهاد عشرة أشخاص من بينهم عائلة كاملة، وفيما يلي شهادة متطوع في الدفاع المدني:
قال المتطوع في الدفاع المدني محمد الترك في شهادة عن المجزرة التي كان شاهدا عليها في مدينته: إن القصف كان سابقة في شدة انفجاراته، ولم يشاهد قصفا مماثلا له مسبقا، مؤكدا أن الأسلحة التي تم استعمالها في مجزرة كفر نبل كانت أسلحة شديدة الدمار، ما حول تلك الليلة إلى نهار بسبب عنف الانفجارات.
يصف محمد محاولاتهم في الوصول إلى أماكن القصف لإسعاف المصابين رغم صعوبة التحرك، وبخبرتهم التي اعتادوا فيها على تكرار القصف الروسي لذات النقطة أربع مرات، توجهوا إلى أماكن القصف بعد الغارة الرابعة، لكن استهدافا خامسا واجههم أثناء تقدمهم، وعلموا أن طائرة أخرى تقوم بالقصف مجددا، لتستمر الغارات حتى بلغت عشر غارات.
بعد دخولهم هالهم ما شاهدوه من حجم الدمار وتغير شكل الحي، كانت النيران مشتعلة والحرائق تلتهم البيوت، صراخ النساء وبكاء الرجال والأطفال في كل مكان، كان جحيما مشتعلا يبحثون فيه عن حياة ينقذونها.
يروي محمد عن رجل كان يبحث عن عائلته، ليجدوها كاملة تحت سلالم المنزل، كانوا قد التجأوا إلى هذا المكان ظنا منهم بأنه سيحميهم من القصف، ولم يكونوا يدركون أن قوة القصف أكبر من قدرة السلالم على حمايتهم. “المصدر زيتون”.
2 – مجازر سراقب:
كانت الأولى في 7 / 4 / 2019، وأسفرت عن خمسة شهداء، فيما كانت الثانية في 23 / 6 / 2019، وتضرر فيها اثنا عشر شخصا بين شهيد وجريح، والثالثة في 21 / 12 / 2019 وأسفرت عن استشهاد ثمانية أشخاص بينهم نساء وأطفال.
3 – مجزرة قرية النيرب:
في 7 / 4 / 2019 قصفت قوات النظام النصيري القرية مما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص بينهم طفل.
4 – مجزرة مزرعة أم التونية:
في 18 / 4 / 2019م استهدفت قوات النظام مزرعة أم التونية في ريف إدلب الجنوبي بأكثر من ثلاثين قذيفة، مما أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص منهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال، وجرح سبعة آخرين.
5 – مجزرة خان شيخون:
في 23 / 4 / 2019، وسقط فيها سبعة شهداء عندما قصفت قوات النظام النصيري المدينة.
6 – مجزرة قلعة المضيق:
في 26 / 4 / 2019، وأدت إلى استشهاد خمسة مدنيين وخروج مشفى 111 التخصصي للنسائية والأطفال في المدينة عن الخدمة بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت به.
7 – مجزرة معرة النعمان:
في 22 تموز 2019، والتي ارتكبتها الطائرات الروسية وأوقعت أكثر من خمسين شهيدا، وزاد عدد الجرحى على ستين جريحا.
وتمت المجزرة عبر أربع ضربات متوالية على المناطق السكنية؛ بدأت في الثامنة والنصف صباحا في وسط منطقة السوق، لتليها الضربة الثانية في الموقع ذاته بعد ثمان دقائق، حيث أراد الروس من خلال تلك الضربة قتل المسعفين أيضا، وكذلك استهدفوا مسجدا ومستشفى ومحيط المركز الثقافي.
8 – مجزرة مخيم حاس:
في 16 / 8 /2019 قصفت طائرتان حربيتان روسيتان المخيم، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة وعشرين مدنيا.
9 – مجزرة كفروما:
في 10 / 11 / 2019 شنت طائرات الاحتلال الروسي عدة غارات على البلدة مما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال والناشط الإعلامي عبد الحميد اليوسف، كما جرح ثمانية آخرون.
10 – مجزرة مخيم قاح:
في 20 / 11 / 2019 استهدف العدو مخيمات قاح، واستشهد سبعة عشر مدنيا بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء وأصيب ثلاثون آخرون، بعد استهداف المخيم من قبل المليشيات الإيرانية بصاروخ يحمل قنابل عنقودية.
ويقول فادي السلوم أحد شهود العيون: إن الهجوم تم بعد صلاة العشاء، وهي الفترة التي يجتمع فيها معظم سكان المخيم في بيوتهم بعد إنهاء عملهم؛ ويكمل: «سمعنا صوت انفجار، تلاه انفجارات متلاحقة لقنابل عنقودية أدت إلى احتراق عدد من الخيام بمن فيها، بينهم عائلات كاملة».
ويروي السلوم ما حدث في ذلك الوقت من خوف وهلع بين الأهالي، وكيف لم تحمله قدماه حين رأى عائلة أحد جيرانه في المخيم وهي تحترق، والأشلاء والدماء التي ملأت المكان، قبل أن تصل سيارات الإسعاف والدفاع المدني لإطفاء الحرائق التي ارتفعت فيها ألسنة اللهب. “المصدر الجمهورية”.
وأما الأمم المتحدة فقد اكتفت بالشعور بالاشمئزاز من هذه المجزرة؛ إذ يقول منسقها للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كاتس: “روعتني التقارير الواردة حول الاعتداء الغاشم على مدنيين في منطقة إدلب، وأشعر بالاشمئزاز من استهداف المدنيين الضعفاء بالصواريخ ومن بينهم كبار بالسن ونساء وأطفال لجؤوا إلى خيام ومساكن مؤقتة في مخيم للنازحين داخل سوريا”.
أما الأطفال في طرابلس، فقد كان موقفهم خيرا من موقف الأمم الكسيحة؛ فقد نظم أطفال طرابلس وقفة تضامنية مع ضحايا مجزرة مخيم قاح، حملوا لافتات كتبوا عليها: مدن القماش وصواريخ العار، ثورة الشام لألف جيل قادم مستمرة، نظام الإرهاب يواجه أطفال قاح بالصواريخ.
ولنكتف بهذا القدر في هذا المقال، وإلى مقال قادم إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين.