الثبات الثبات يا أبطال الإسلام || من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد للشيخ أبو شعيب طلحة المسير

الثبات الثبات يا أبطال الإسلام[1]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..، وبعد؛

فقد أمر الله جل وعلا بالجهاد في سبيله، وبين لنا فضائل الجهاد وأحكامه وآدابه، ومن ذلك أن الله تعالى أمر المؤمنين بالصبر على مشاق النزال، والثبات عند لقاء العدو، وذكر الله القوي القهار ذكرا كثيرا يرسخ في القلوب حقيقة معية الله جل وعلا للمؤمنين.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.

وقال جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.

ومع الأمر بالثبات جاء النهي عن التولي والفرار من الزحف، هذا الفرار الذي يشجع أهل الباطل على باطلهم، ويطعن المجاهدين في ظهورهم، ويفتح ديار الإسلام للأعداء الحاقدين.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُن وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ» متفق عليه.

فالثبات الثبات أيها المجاهدون الأبطال لا يؤتى الإسلام من قبلكم، ولا تنتهك الحرمات بسبب تقصيركم، واعملوا جاهدين على رد عدوان المعتدين، وخذوا حذركم فهيؤوا العدة للقاء عدوكم، وضعوا السواتر، واحفروا الخنادق، ولغموا الطرقات، ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا.

ويا أمراء الجبهات: كونوا بين الجنود، شاركوهم وأعينوهم، وشاوروهم وأكرموهم، ولا تتركوهم فريسة للشيطان، ولا عرضة للتخبط والفوضى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» متفق عليه.

نسأل الله أن يثبت عباده المجاهدين وأن يمكن لهم دينهم وأن يفتح على أيديهم.

([1]) كتبت سنة 1435هـ.

كتبها

أبو شعيب طلحة محمد المسير

لتحميل نسخة كاملة من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد  bdf اضغط هنا 

للقرأة من الموقع تابع

مائة مقالة في الحركة والجهاد الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى