وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ – #ركن_المرأة – مجلة بلاغ العدد ٥٢ – صفر ١٤٤٥هـ⁩⁩⁩⁩

الأستاذة خنساء عثمان

بسم الله الرحمن الرحيم

أمر المرأة في الإسلام مبني على المبالغة في الستر

أختي المؤمنة.. يا من رضيت بأوامر خالقها منهجا لحياتها، وعلمت أن الخالق يعلم ما يناسب خلقه من أحكام فأطاعته، اعلمي أن أهم عبادة للموَحِدة هو حجابها وسترها وابتعادها عن الخلطة بالرجال، تماما كما أمر الله الرجال أيضا بهذا في كتابه العزيز

قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ}

والآيات التي بعدها تأمر النساء بالابتعاد عن موضع نظر الرجال {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور 31]

هذا الكلام أسوقه لك أختي لتكوني خير ناصح لنفسك وأخواتك وأبناءك ومحارمك..

لفصل الرجال عن النساء مهما كانت الأسباب والحجج حتى لو ادعوا بأنها علاقات دعوة أو جهاد..

فالرجل رجل له مشاعره وعواطفه التي غرسها الله في فطرته ووجههاالتوجيه الصحيح كما يريد الله، وحدّ لها الحدود والحواجز لكي لا تصل لمرحلة الخطر والهدم، والمرأة امرأة لها عواطفها ومشاعرها التي غرسها الله في فطرتها وحدّ لها الحدود فلا ينبغي أن تتجاوزها مهما كانت الأسباب والحجج حتى لو كانت دعوة أو جهاد أو.. أو..

نعم دفعني لهذا القول هذا الاستهتار العجيب من قبل من يتصدرون لنصرة المسلمات بنشر صورهن ولا ينكر عليهم منكِر!!!

فهذه مريم فايز التي أسلمت ثم خطفها رجال الكنيسة ومارسوا عليها أنواع الظلم والقهر والله المستعان، قام الغيورون بنصرتها والمطالبة بها وهذا الواجب على المسلمين..

لكن يا للأسف لم يلتزموا أوامر الخالق بعدم جواز النظر الى النساء، ونشروا صورها بدون أن يرف لهم رمش من خطورة ما يفعلونه من مخالفة لأوامر الله ومعصيته إما جهلا أو استهتارا..

حتى صرنا نرى صورة الملتحي وبجانبه صورة المرأة لا يحجبها عن الأعين حاجب..

هذا مثال واحد فقط والأمثلة صارت كثيرة واستهتر كثير من المسلمين بأوامر ربهم..

أين ذهبنا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) وكونها عورة، أي لا يجوز النظر إلى زينتها أو شيء من جسدها، والاختلاط المتتابع لها مع الرجال أو تكريسنا نشر صورها وعدم إنكار ذلك من أحد.

أين نحن من قوله تعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) قال ابن عباس: “والرجل يدخل على أهل بيت ومنهم المرأة الحسناء تمر به فإذا غفلوا عنها لحظها، فإذا فطنوا غض بصره عنها، وقد اطلع الله من قلبه أنه ود لو نظر إلى عورتها”.

نعم… إن الله عز وجل علم أن الرجال والنساء يكون من بعضهم لبعض حاجات ومعاملات يحتاج الرجل للكلام مع المرأة الأجنبية فقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} وهذا التوجيه موجه ابتداءً لمن نزل عليهم القرآن، أي: لأبي بكر وعمر وعائشة وحفصة وهم وهنّ أطهر منا قلوباً وأصدق إيماناً ومع ذلك يقول الله تعالى لهم: {ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} أي لابد من وجود حائل بين الرجل والمرأة.

أختاه؛ ونحن في ظروفنا الصعبة التي صرنا فيها شذر مذر مِن تسلط الأعداء علينا، ومصائب نزلت بنا، نحتاج إلى الرجوع إلى الله وإطاعة أوامره وترك المعاصي التي تسبب الخذلان من الله لنا، قال تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [سورة آل عمران 160]

وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم من أسباب هلاك الأمم السابقة، الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم

وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل بابا للنساء وقال: “لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد”.

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم)، وهذا المحرم يكسر نظرات الرجال عنها ويجعل لها هيبة وحياء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “الرجال إذا اختلطوا بالنساء فإن ذلك بمنزلة اختلاط النار والحطب”.

فيا للخطورة إن لم نتخذ الإجراء والحيطة والحذر، فكم من بيوت تزلزلت أو كادت جراء الاختلاط ولو عن طريق أجهزة الاتصال.

وكم من زوجة تغيرت على زوجها بعد أن سمعت الكلام المنمق والمدح لجهودها من أجنبي عنها..

وكم من زوج أصابته تعاسة من جراء سقوط الحواجز بين الرجال والنساء الأجانب..

وكم من بيوت غادرتها السعادة لنفس السبب..

ويا لغضب الله علينا إن لم نلتزم بأوامره..

اللهم إني أسألك العفو والعافية، والإعانة للرجوع إلى دينك إنك ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لتحميل نسخة من مجلة بلاغ بصيغة BDF اضغط هنا

لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى