مقابلة الدكتور فاروق كشكش – مجلة بلاغ العدد ٦٠ – شوال ١٤٤٥ هـ • April 20 at 07:27 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد؛
من هو الدكتور فاروق كشكش وما دوره في الثورة السورية خاصة فترة ما بعد تحرير إدلب؟
محمد فاروق بن عبد القادر كشكش من مواليد سلقين 1970
ــ تفوق في دراسته ودخل كلية الطب جامعة حلب في العام 1989 وأتم دراسته ليتخرج طبيبا عاما في العام 1995حيث تزوج والتحق باختصاص طب الطوارئ في العام 1996 ليحصل على اختصاص طب الطوارئ من مشفى المجتهد بدمشق في العام 2000 بتقدير جيد جدا حيث كان رئيس مقيمي طب الطوارئ للشؤون العلمية.
ــ مارس مهنة الطب في مدينته سلقين وعرف بتوجهه الداعم للعمل الجهادي.
ــ في العام 2011 ومع بداية الثورة عُرف بفكره الثوري رغم تأخر مدينته نسبياً عن باقي المناطق وأصابه أول اعتداء من الشبيحة على الوسط الثوري حين تمت حملة التكسير المشهورة في سلقين وتم تكسير سيارته.
ــ تحولت عيادته لمشفى ميداني استقبل فيها جرحى الثورة قبل تواجد المشافي الميدانية إبان المناوشات بين الثوار والشبيحة.
ــ مع دخول جيش النظام لمدينة سلقين غادر إلى تركيا ليعود بعد أسبوع ويؤسس أول مشفى ميداني في الشمال السوري مشفى رأس الحصن حزيران 2012، ومع تحرير سلقين أسس أول مشفى ميداني فيها.
ـ عمل في الكثير من مشافي المحرر؛ وأسس مع زملائه أول مشفى في إدلب بعد التحرير (مشفى المرور) والذي أصبح الآن مشفى المحافظة وشارك في تأسيس جامعة إدلب (معهد التمريض) .
ــ رافق المجاهدين في معاركهم في جميع المناطق المحررة كطبيب ميداني وفي المشافي وكان متواجدًا في معركة كسب.
ــ استشهد ابنه أحمد ذو الستة عشر ربيعاً في معارك نبل ليبقى جثمانه هناك ينتظر العودة مع تحرير الأرض.
ــ استشهد أخوه فادي في معارك الشيخ نجار بحلب وبقي جثمانه أسيرًا لدى النصيرية كذلك.
ــ مؤسس مشروع المقاومة الشعبية والذي كان يطمح لبناء الآلاف من أمثال أحمد الحصري الذي بقي يقاتل الجيش لوحده في معرة النعمان ثلاثة أيام تقبله الله ليكونوا حصن البلاد ضد عدوان الأسد واختطف المشروع من المستبد الجديد ليفرغه من محتواه.
ــ كان رئيس المؤتمر السوري والذي انبثقت عنه حكومة الإنقاذ ثم ابتعد بسبب تسلط الجولاني على الحكومة.
ـ شارك في الحراك الثوري الأخير لإسقاط الاستبداد الجديد، حيث شكل مع مجموعة من الأكاديميين ما سمي بمبادرة الكرامة التي لاقت قبولًا واسعًا من قبل الشعب والتي لبت طموح الشارع الثوري في إسقاط الاستبداد والوصول إلى تحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة وتحرير الأرض والإنسان.
كيف وصل الدكتور فاروق إلى القناعة بضرورة عزل الجولاني وتشكيل قيادة للمنطقة؟
وصلت للقناعة بإيجاز عن تجربة شخصية عبر أمرين:
١_ مشروع المقاومة الشعبية والذي كان يهدف لإعادة زج الطاقات الثورية للمحرر في معركة الوجود ضد الأسد والذي هيمن عليه الجولاني بسطوته العسكرية وحوله لكتيبة تابعة له.. فأفرغه من محتواه.
٢_ المؤتمر السوري العام والذي كنت رئيسًا له والذي نتج عنه أول انتخابات لمجلس الشورى..
والنتيجة كانت التفاف على الاتفاقات المعقودة بيننا نحن كمنظمين والجولاني وما نتج عنه من مجلس صوري يهيمن عليه الجولاني.
الأمر الثاني الشأن العام:
١_ افتعال الاقتتالات مع الفصائل بعد تحرير إدلب وما نتج عنه من هيمنة على القرار العسكري وما تلا ذلك من هيمنة على القرار الإداري للمحرر وبالقوة.
٢_ الهيمنة على القرار الإداري بواجهة حكومة الإنقاذ ومجلس الشورى أدى لسلطة فردية جديدة دفعنا للتخلص منها مليون شهيد.
٣_ سطوة أمنية ضمنت عدم مقاومة هذه الهيمنة.
٤_ هيمنة اقتصادية ضمنت منابع المال بيد عصبة السلطان فآل الأمر لفقر مدقع تجاوزت نسبة من هم تحت خط الفقر٨٥% وهذا حول شريحة من أهالي المحرر لأناس تم شراء ذممهم بقوت أطفالهم فتحولوا لأداة بطش بيد السلطان.
٥_ عقلية الجماعة والتي اعتبرت أن الجماعة هي الصفوة ولها السيادة على مراكز القرار والبقية لا يقدرون مصلحة الجماعة وبالتالي مصلحة الأمة فالأمة اختزلت بالجماعة والجماعة اختزلت بالسيد القائد.
كل ما سبق أورثني القناعة أن هذه الجماعة بهذه الإدارة التي تحمل هذه العقلية لا تستطيع الإصلاح.
لأن الإصلاح الحقيقي يعني زوال ملك السيد أبو محمد الجولاني.
*ما هي مبادرة الكرامة وكيف انطلقت؟
بعد الأحداث الأخيرة المتمثلة باعتقال القادة والعناصر العسكريين من بين صفوف هيئة تحرير الشام ومن ثم إطلاق سراحهم دون أن ينجلي حقيقة أمرهم إلى الآن بتورطهم أو براءتهم، وما تلا ذلك من اكتشاف هول و رعب آليات التعذيب المعتمدة بشكل ممنهج في السجون الأمنية والتي كانت تأتي بعض التسريبات عن فظاعتها من هنا وهناك في المجالس الضيقة لينتشر الحديث بها على الملأ، إضافة لاكتشاف ما هو أفظع من ذلك وهو التعذيب حتى الموت والأكثر قهرًا هو عدم إبلاغ ذوي القتيل بحقيقة الوضع والأفظع من هذا وذاك هو إنكار وجود الموقوف أصلًا لدى أفرع الرعب!
ثار الناس هنا مطالبين بمطالب سبق وأن كانت سببًا في خروجهم ضد بشار الأسد وانتشرت المظاهرات في أرجاء المحرر.
كان الأكاديميون جزءًا من هذا المجتمع الذي اكتوى بنار الاستبداد فوقفوا مع أهليهم بمطالب موحدة أساسها الخلاص من الاستبداد والذي يتجلى بالقيادة المتفردة الممثلة بقيادة السيد أبو محمد الجولاني.
باقي المطالب منشورة وهي تحصيل حاصل من تشكيل مجلس شورى بتمثيل حقيقي وعدالة وغيرها.
*هل تكفي مبادرة الكرامة لتقديم البديل المقنع الذي يقود الثورة في هذه المنطقة؟
مبادرة الكرامة جزء من حراك شعبي شامل تتكامل معه ومع رابطة طلبة العلم بوضع تصور الحل ووضع الآليات الكفيلة بالوصول لتحقيق الهدف.
إن أعضاء هذه البنى الثلاث نواة لبنية تفتح ذراعيها لكل صاحب هم وهمة يسعى بالوصول بالتحرر لبر الأمان وهي بنية مؤقتة لحين عبور المرحلة الانتقالية.
*ما هي الخطوات العملية المتخذة لتحقيق الأهداف المعلنة؟
أم أنكم ستكتفون بالمطالبات في المظاهرات؟
إن المظاهرات السلمية وسيلة حضارية مشروعة لمطالبة الناس بمظالمهم بعد أن فقدوا الأمل بالطرق الأخرى والتجارب متواترة بعدم جدوى الطرق ما دون التظاهر إلا أنها لوحدها غير كافية.
إن التنظيم المرافق للمظاهرات بالتشبيك بين نقاط التظاهر المختلفة، واختيار أسماء موحدة لأيام الجمع دليل على البنية الموحدة للحراك وهذا من آليات تقوية الحراك الشعبي.
إن التماسك ما بين التنسيقيات ومبادرة الكرامة ورابطة طلبة العلم تشكل أركان كيان ثلاثي سينبثق عنه إدارة موحدة للحراك الشعبي تكسبه قوة شعبية ووعي علمي وتأصيل شرعي مما يملك إدارة الحراك هذه القوة التي تمكنه من تحقيق أهدافه.
آليات الضغط السلمية الأخرى والتي سيتم اللجوء لها في حينها أيضًا من أجل تحقيق أهداف الحراك الشعبي.
*برأيك هل سيرحل الجولاني بغير مواجهة، وهل سيحقق الشعب ما نزل إلى الساحات من أجله؟
لدي حسن ظن عالي
١_ بالله أولًا أنه لن يخذل المظلومين والذين طالبوا بحقوقهم المشروعة والتمسوا لذلك ما في وسعهم من الأسباب.
٢_ بحكمة السيد أبو محمد الجولاني وقيادة هيئة تحرير الشام والذين لن يألوا جهدًا في تجنيب أهالي المحرر المزيد من المآسي وقد نالهم الحظ الوافر منها وتغليب مصلحة الأمة على الجماعة، فالأمة ليست معلقة بجماعة والجماعة ليست معلقة بفرد أيًا كان فقد عزل سيدنا عمر سيدنا سعد بن أبي وقاص ومن ثم أبو موسى الأشعري عن ولاية الكوفة لعدم رضا طائفة من أهلها عنهما وكانا من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن يضير السيد الجولاني شيئًا لو انحاز خطوة للخلف لا بل سيُكبر أهالي المحرر فيه ذلك، فالحقيقة الكرة في ملعب السيد أبو محمد الجولاني.
ختامًا؛ أنا على يقين أن التغيير قادم لا محالة فليتخذ كل منا موقعه الآن لأنها مرحلة تمحيص.
فمن وقف مع المطالب المحقة لناس ذاقت الأمرّين فهو في موقع نصرة المظلوم، ومن وقف مناصرًا أعمى لمظالم أرهقت الناس فهو في صف الظلم، وبينهما درجات.
*برأيك هل يوجد كوادر بديلة بين أهالي المحرر؟
أم أن الحقيقة أن الكوادر هي التي نبت وقادت المحرر والجولاني تسلط على المكتسبات؟
برأيي الخاص
بمجرد إزالة (المساعد جميل) من جانب أي وزير أو أي مسؤول آخر فستسير الأمور بالشكل الأمثل، فالمحرر يمتلك حاليًا نخبة أكاديمية وثورية جمعت من مناطق سوريا جميعًا وهي نخبة مرت باختبارات جودة قاسية أيام المصالحات وصعدت الباصات وآثرت الحرية والكرامة المأمولة في المناطق المحررة وضحت بأملاكها ومدارج طفولتها سعيًا وراء حياة كريمة بعيدًا عن الطغاة، إن هذه النخبة موجودة وبوفرة إلا أن أكثرها أُبعد عن الواجهة عندما ظهرت منهم إمارات الحنين للحرية المفقودة فانكفأوا بعيدًا عن الأضواء.
سألني قاضي مرة؛ أين أنت ما منسمع صوتك كنت كل يوم عندك مشروع.. فأجبته بيقين بفرج الله القادم.. لكل أجل كتاب..
لتحميل نسخة BDF من اللقاء اضغط هنا
هنا بقية مقالات مجلة بلاغ العدد ٦٠ شوال ١٤٤٥ هـ