إدلب في شهر ذي القعدة 1443هـ – صدى_إدلب – -مجلة بلاغ العدد الثامن والثلاثون ⁨ذو الحجة ١٤٤٣ هـ

إعداد: أبو جلال الحموي

استمر الوضع العسكري في إدلب في هذا الشهر على حاله في الشهور الأخيرة؛ حيث ظهر انشغال الروس بملف أوكرانيا فانخفضت نسبة استهدافاتهم للثغور والمدن، وانخفضت كذلك نسبة استهدافات الثوار لتمركزات العدو، مع ورود أنباء بين حين وآخر عن قصف هنا أو هناك، خاصة مع انعقاد الجولة الثامنة عشرة من مؤتمر الخيانة “أستانا”، ولم تظهر بعد حقيقة الاتفاقيات السرية التي توافقت عليها الدول الراعية لهذا المؤتمر.

واستمرت كذلك في هذا الشهر مساندة التحالف الصليبي الأمريكي للعدوان النصيري الروسي في سوريا باستهداف بعض القوى التي تعمل على إضعاف النصيرية خلف الخطوط، فاستهدف هذا التحالف أحد كوادر تنظيم حراس الدين على طريق قميناس إدلب مما أدى لاستشهاده.

 

ولا زال الجانب التركي يتحدث عن عملية له قريبة تستهدف مليشيات ال ب ك ك في تل رفعت ومنبج وشمال شرق سوريا، وتتحرك بعض الأرتال في هذا الاتجاه، دون أن تتأكد إلى الآن حقيقة هذه المعركة وأبعادها وتوقيتها..

* أما في الواقع الداخلي في إدلب فقد استمرت قيادة هيئة تحرير الشام في طريق التنازلات للأعداء وحرف البوصلة؛ ومن أبرز ما حصل في ذلك لقاء قائدها مع عدد ممن كانوا دروزا قبل الثورة وأعلنوا إسلامهم فيها، حيث أغراهم بالضلال حين تحدث بما لازمه أنه لا بأس بعودتهم إلى الدرزية لأنه لا إكراه في الدين؛ في تحريف واضح لأحكام الإسلام الذي يفرق بين المرتدين وأهل الكتاب وغيرهم من المشركين، وأضاف الجولاني في هذا اللقاء أن الثورة لا علاقة لها بالخلاف بين الأديان وأن مشكلته مع النظام فقط وليس مع النصيرية، في ترداد لأحاديث العلمانيين المجرمين.

كما استمرت حملات الاعتقال والمطاردة لكل التيارات الموجودة في إدلب، وقد طالت تلك الحملة عددا من كوادر المنطقة؛ منهم واحد من أبرز قضاة الهيئة وهو أبو القاسم الشامي الذي عمل في القضاء الأمني والعسكري واستقال قبل شهور قليلة من علمه معهم، فأصابه اليوم ما أصاب عامة الذين ظهرت لهم حقيقة قيادة الهيئة.

وعملت كذلك تلك القيادة على التضييق على مشروع مدارس دار الوحي التي قام على تأسيسها الزبير الغزي، فاستولوا على المدارس قبل مدة وطردوه منها، ومنعوا في هذا الشهر افتتاح أقسام عليا لطلابها الذين اجتازوا المرحلة الابتدائية، وألحقوا هؤلاء الطلاب بما تسمى الثانويات الشرعية، وهي مدارس مناهجها مستنسخة من المناهج التي وضعها النظام النصيري قبل الثورة، فيها ترويج للفلسفة الكفرية وتبني لعقائد غير عقائد أهل السنة والجماعة.

وفي صراع على النفوذ والمعابر اصطدمت هيئة تحرير الشام في هذا الشهر مع الفيلق الثالث وحصلت اشتباكات بين الطرفين في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات أدت لمقتل وإصابة العشرات، ثم اجتمع بالطرفين سيدهم التركي وأمرهم بإيقاف الاشتباكات فتوقفت.

* نسأل الله أن يجعل عاقبة الأمور إلى خير.


لتحميل نسخة من مجلة بلاغ اضغط هنا 

لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد 18 اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى