ما حكم السفر للقيام بعملية جهادية في مكان آخر بسبب التضييق الأمني في ساحة الشام
السؤال
أعاني من التضييق الأمني في الساحة التي أعمل فيها وهذا يعيق جهادي فما رأيك في السفر للقيام بعملية جهادية في مكان آخر أو للجهاد في ساحة أخرى؟
الجواب
الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، وغربة الإسلام في آخر الدنيا تستوجب مزيد بذل وتضحية وتجرد من علائق النفس وعوائد المجتمع وعوائق الحياة عل المرء ينجو في زمن الفتن المتتابعة.
وإن المهمة الصعبة المناطة بطلائع الخير من شباب الإسلام الذي استجاب لأمر الله جل وعلا تقتضي منه أن يرتب أولوياته حتى يسلك سبيل أقرب الوسائل التي تؤدي إلى أفضل النتائج؛ فالأعمار قصيرة والمهام عظيمة جليلة، فيا فوز من استطاع أن يسد ثغرا واسعا أهمله أكثر الناس.
وإن التلبس بروح الصراع، واستحضار فصول المعركة، واستبصار وسائل القوة، والتبصر بكيد العدو، لهو الحال الذي ينبغي أن تكون عليه طلائع المد الإسلامي.
وإن نفض غبار الكسل واللامبالاة والتحايل والتلكؤ، واستنشاق عبير المسارعة والمسابقة والمبادرة وتحمل المسئولية، أساس مهم للحركة التصحيحية التي تريد العودة إلى سبيل الله المستقيم.
وليحذر المرء من مداخل الشيطان ووساوسه التي تمنعه من تحصيل الموجود طلبا للمفقود أو التي تزين له القريب ليزهد في البعيد، فاختيار القريب أو البعيد واختيار الموجود أو المطلوب ليس بالتشهي بل بالبحث عن رضا الرحمن جل وعلا وإلزام النفس أدب العبودية لله تعالى.
فإذا تيسر ما نفع الشخص فيه للإسلام أكبر فهو يقدم على ما النفع فيه أقل؛ فالجهاد والعمل للإسلام وإن كان فرض عين على القادر بشكل عام فإن تفاصيل الأعمال داخله فيها أعمال هي فرض عين وأعمال هي فرض كفاية..، وفروض الأعيان فيها فرض هو أوجب من فرض غيره..
فإذا تساوى الواجبان فالأولى منهما ما احتمالية إتمامه وحسن القيام به أعلى من الآخر، ومن استخار الله جل وعلا واستشار الأتقياء الأنقياء الأخفياء فسيوفق لما هو أولى بإذن الله تعالى.