عشر من مجازر بشار سنة ٢٠١٤ – الركن الدعوي – مجلة بلاغ العدد السادس والثلاثون شوال ١٤٤٣ هـ
مجلة بلاغ العدد ٣٦ - شوال ١٤٤٣ هـ
الشيخ: محمد سمير
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛
فلا زال حديثنا مستمرا عن مجازر النظام النصيري وأشياعه في سوريا، وسنتناول في هذا المقال بعض المجازر التي ارتكبها في عام 2014، ونقتصر على عشر منها فقط، علما أن عدد المجازر فاق المائة، خاصة في النصف الثاني من هذا العام، وخاصة في غوطة دمشق.
1 – مجزرة اليادودة:
كانت يوم الجمعة 14 / 2 / 2014، فقد قام النظام عبر عملائه الأرجاس بركن سيارة مفخخة أمام مسجد عمار بن ياسر “المسجد الشمالي”، وما إن خرج المصلون من المسجد بعد أدائهم صلاة الجمعة حتى انفجرت السيارة لتفارق الأرواح أجسادا كانت قبل قليل تخر ساجدة بين يدي ربها تبارك وتعالى، وبلغ عدد الشهداء ستة وخمسين شهيدا.
تقول أم عمار والدة أحد الشهداء: “في صباح ذلك اليوم أُشيع في بلدة “اليادودة” أن مخابرات النظام سوف تستهدف المسجد الكبير وسط البلدة بسيارة مفخخة، ولم يكترث بعض الناس على اعتبار أنها “مجرد شائعة” ولرغبتهم بعدم إيقاف صلاة الجمعة، وبالمقابل قرر العدد الأكبر من المصلين التوجه إلى المسجد الشمالي للبلدة توخياً للحذر”.
وتضيف: “كنت خائفةً طوال الوقت، وحاولت منع ابني من الذهاب في ذلك اليوم إلى المسجد دون جدوى، وما إن انتهت الصلاة وبدأ المصلون بالخروج حتى سمعنا صوت انفجار قوي تلاه آخر بصوت مروع، ومن دون وعي ركضت تجاه المسجد، وكان الدخان الأسود يملأ المكان، فلم أستطع رؤية شيء، وصرت أتعثر بالجثث هنا وهناك، وأسمع أصوات بكاء المصابين الذين طلبوا النجدة”.
وتتابع أم عماد بعد تنهيدة طويلة “بدأت أصرخ وأبحث بين الجثث المتفحمة، ولم أتمكن من التعرف على أحد لأن جلها مشوه، ولم أجد ولدي في السيارات التي غصت بالجرحى”.
صمتت أم عماد برهة ثم قالت بحرقة: “إن أحد الناجين أكد لي أن ابني كان من أوائل الذين خرجوا من المسجد، وهذا يعني أنه تحوَّل إلى أشلاء” [نداء بوست].
2 – مجزرة المزيريب:
وكانت في 18 / 2 / 2014، واستشهد فيها ثمانية عشر فلسطينيا وجرح العشرات، عقب قصف مدرسة عين الزيتون ومستوصفها الصحي التابع لوكالة الأونروا بالبراميل المتفجرة، وكان القصف أثناء تواجد الطلاب داخل المدرسة. [مركز العودة الفلسطيني].
3 – مجزرة حي الهلك في مدينة حلب:
في أيار 2014، فقد قصفت طائرات النظام ببراميلها السوق في حي الهلك مما أدى إلى استشهاد أربعين شخصا وجرح العشرات. [مقطع مرئي على اليوتيوب بعنوان: مجزرة الهلك – الطيران الحربي يلقي أربعة براميل متفجرة 1 / 5 / 2014، يحتوي على عدد شهادات من شهود عيان].
4 – مجزرتا حي الأنصاري والسكري بحلب:
وقعتا في الشهر الخامس والسادس؛ حيث استهدف الطيران الحربي في الشهر الخامس بصاروخ فراغي مدرسة عين جالوت صباحا أثناء تواجد الأطفال بها للدراسة، مما أدى إلى استشهاد قرابة ثلاثين طفلا وعدد من المدرسين العاملين بها، وكانت هذه المجزرة من أكثر المجازر وحشية حيث إنها استهدفت بشكل مباشر أطفالا أثناء دراستهم.
وفي الشهر السادس ألقى الطيران المجرم برميلا متفجرا على حي السكري أدى لوقوع عدد من الشهداء والإصابات، فتجمع الناس لإخلاء الضحايا فألقى الطيران برميلا ثانيا مباشرا على تجمع الأهالي فوقعت مجزرة بشعة أودت بحياة عشرات الأهالي وأصيب عدد كبير [الجزيرة].
5 – سلسلة مجازر دوما:
في شهري أيلول وتشرين الأول، فقد ارتكب النظام سبع مجازر في هذين الشهرين بداية من 9 / 9 وحتى 17 / 10 / 2014.
ولعل أسوأ هذه المجازر كانت في 11 / 9 حيث يروي فؤاد الدومي -أحد الناجين من المجزرة- شهادته قائلا: “تلقى مجمع سكني مكتظ بوسط المدينة أول غارة جوية من الطيران الحربي عصر يوم الخميس، لتسقط الطائرة أربعة صواريخ فراغية سقطت في مناطق قريبة من بعضها”.
وتابع الدومي -الذي يمتلك محلا تجاريا في التجمع السكني الذي قصف- في حديث للجزيرة نت قائلا: “نجوت بنفسي من الموت، لكن متجري تحول إلى ركام”.
وأضاف: “ظل دوي سيارات الإسعاف في المكان لأكثر من نصف ساعة دون توقف وهي تقل القتلى، وأسهمت الآليات الثقيلة والجرافات وفرق الإنقاذ في رفع الأنقاض عن الجرحى والجثث لساعات متأخرة من ليلة يوم أمس الجمعة”.
ولم تمر سوى ثلاثين دقيقة على الغارة الأولى حتى عادت الطائرات من جديد لتنفذ غارة ثانية في السوق الشعبي وبنفس طريقة القصف الأولى وبعدد الصواريخ ذاته، وفق شهود.
أحد موظفي الدفاع المدني في المدينة -رفض الكشف عن اسمه- قال: إن الطائرات الحربية “ظلت تحلق في سماء المدينة وفي سماء الغوطة الشرقية أكثر من ساعتين متواصلتين، ونفذت ثماني غارات، ثلاث منها على المدينة والبقية على أطرافها وعلى المزارع المحيطة بها”.
ولم تكتف قوات النظام السوري بذلك فحسب، بل سلطت المدفعية على المدينة بعد القصف الجوي، وبدأت إطلاق القذائف على الأحياء السكنية أيضا لتسقط عشرات القذائف ولتزيد من هول اليوم ومن عدد القتلى والجرحى.
ولم تتمكن النقاط الطبية من إحصاء عدد القتلى بشكل موثق، خاصة أن الكثير من المصابين حالتهم حرجة، لكن ناشطين أكدوا أن ستين شخصا -على الأقل- قتلوا جراء هذا الهجوم أغلبهم من النساء والأطفال.
بينما قال المكتب الطبي في المدينة: إن أكثر من 220 شخصا مصابا قد حضروا إلى المكتب، الذي أجرى لـ29 منهم جراحات خطيرة.
6 – مجزرة مدينة الباب:
وقعت في الشهر التاسع؛ حيث استهدف الطيران تجمعات السكان في محيط أحد المخابز بشارع المكاتب وألقى حاوية متفجرة، مما أدى لاستشهاد أكثر من خمسين شخصا وإصابة أكثر من ثمانين آخرين [الجزيرة].
7 – مجزرة مخيم عابدين في ريف إدلب الجنوبي:
وقعت في تشرين الأول 2014، فقد قامت طائرات النظام برمي البراميل المتفجرة على مخيم عابدين الذي يحوي على مئات النازحين الفارين من قصف النظام وإجرامه.
وأعلنت مديرية صحة حماة التابعة لوزارة الصحة في الحكومة المؤقتة أن 60 شخصا قتلوا وأصيب نحو 190 في قصف لقوات النظام بالبراميل المتفجرة استهدف مخيما للنازحين في ريف إدلب الجنوبي.
وقالت المديرية في بيان لها: إن القصف استهدف مخيم عابدين الذي أنشئ قبل عدة أشهر لاستقبال المدنيين الفارين من قصف القوات النظامية على بلداتهم وقراهم في ريف حماة الشمالي، وأضاف أن عددا كثيرا من الضحايا أطفال ونساء. [الجزيرة].
8 – مجزرة قرية تل قراح في ريف حلب الشمالي:
في 23 / 10 / 2014، فقد قامت الطائرات المروحية بإلقاء برميلين متفجرين أحدهما على صالة للأفراح يقطنها نازحون، والآخر على مخبز القرية، مما أدى إلى مقتل عشرين شخصا وسقوط أعداد من الجرحى [الهيئة العامة للثورة السورية].
9 – مجزرة عربين:
في تشرين الأول 2014، فقد قصفت طائرات النظام الحربية بالصواريخ الفراغية سوقا شعبيا مكتظا وسط المدينة مما أدى إلى استشهاد 28 شخصا وجرح 225 بينهم خمسة عشر طفلا وعشرون امرأة، كما أفاد بذلك المسؤول الطبي في مستشفى عربين عصام أبو كنان [العربي الجديد].
10 – مجزرة الرقة:
في 24 / 11 / 2014، وقد أسفرت عن تسعين شهيدا، وأكثر من ستين جريحا عندما قامت طائرات النظام السوري بشن ثماني غارات على مناطق مختلفة من المدينة استهدفت إحداها تجمعا كبيرا من المدنيين في محيط المتحف الوطني وسط المدينة، وتجمعا آخر في منطقة الصناعة [الجزيرة].
ولنكتف بهذا القدر وإلى مقال قادم إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين.