يا لثارات مجزرة التضامن – كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد السادس والثلاثون ⁨شوال ١٤٤٣ هـ

مجلة بلاغ العدد ٣٦ - شوال ١٤٤٣ هـ⁩⁩⁩

كلمة التحرير

فوجئ العالم بفيديو صادم تظهر فيه بوضوح تفاصيل جريمة بشعة من جرائم النظام النصيري في حي التضامن بدمشق؛ حيث تقوم مجموعة من جنوده السفاحين باقتياد عشرات من الأهالي مقيدي الأيدي معصوبي الأعين، وإلقائهم واحدا إثر واحد في إحدى الحفر، ثم إطلاق النار عليهم، ثم حرقهم، والقتلة يتلذذون بذلك ويتفننون فيه.

ورغم أن الحادثة وقعت في سنة 2013 أي قبل 9 سنين، إلا أن الفيديو الذي صوره المجرمون بأنفسهم لم ينتشر سوى مؤخرا هذا الشهر في تقرير لصحيفة أوربية.

لم تكن المجزرة رغم شدة بشاعتها وشناعتها بأبشع ولا أشنع من كثير من المجازر التي ارتكبها النظام النصيري المجرم في كل ربوع الشام سواء بالكيماوي أو البراميل المتفجرة أو الصواريخ الفراغية أو السكاكين أو التعذيب في السجون والأفرع الأمنية.. إلخ.

ولم يكن فيديو المجزرة رغم شدة بشاعته وشناعته بأبشع ولا أشنع من كثير من الفيديوهات التي انتشرت خلال السنين الماضية لجرائم تلك الوحوش الإبليسية..

ولكن توقيت ظهور الفيديو في ظل التوتر السياسي بين المعسكرين الشرقي والغربي وكذلك المنصة الإعلامية الغربية العالمية التي أظهرته ساعد في انتشار المقطع وحصول تعاطف كبير مع الثورة السورية، ولكن!

ولكن أليست مشاعر “التعاطف” مع الثورة السورية موجودة منذ انطلاقتها، وتعبيرات الأسى والحزن والشجب والتنديد والمواساة والقلق والتضامن على المستويين الشعبي والرسمي تتكرر حينا بعد حين في كثير من الدول؟

ولكن ألسنا -أهل سوريا- رأينا مثل تلك المجازر وأفظع منها رأي العين، وما منا إلا ووقع له قريب أو صديق ضحية لتلك العصابات الإجرامية؟

 

إننا لا ننكر أهمية استمرار التعاطف مع الثورة السورية، ولا ننكر أهمية استمرار استثارة الأشجان والأحزان في أفئدة الشعب المجاهد الثائر المكلوم، ولكن!

ولكن إذا لم تكن تلك المجزرة وأخواتها دافعة للانتصار الحقيقي لهذه الدماء الزكية والأنفس البريئة الشريفة، ومحفزة للعمل الجاد لكسر قيود الأسرى، ومحطمة فعلا لاتفاقيات الذل وهدن العار، ومجددة بقوة لأيام العز ومعارك البطولة وصولات الفرسان الشجعان، فإنها ستكون -وواحسرتاه- مشجعة للعدو النصيري الغاصب لارتكاب مزيد من الجرائم؛ فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

إننا لا نتوقع من: مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، والدول الإقليمية، وقادة الفصائل الذين ارتضوا بالارتهان للقوى الإقليمية والعالمية ونفذوا اتفاقيات الأستانا وسوتشي، غير ما كان خلال السنين الماضية؛ فالعادة محكمة.

ولكننا نرجو أن تعين تلك الأحداث الأفذاذ من الرجال، والثلة الثابتة من الأبطال، الصادقين الصابرين في زمن الانتكاسات، فتكون البيئة مهيأة ليقلبوا السحر على الساحر، والطاولة على المتآمرين، ويجددوا للأمة معاني الجهاد والعزة؛ فتتجدد الثورة بعد كمود ويقام سوق الجهاد في سبيل الله تعالى بعد ركود.

– فيا أبطال الإسلام..

– أيها النُّزاع من القبائل..

– القابضون على الجمر..

– المتمسكون بالجهاد..

– سواء كنتم في فصيل مضيق عليه، أو سرية، أو مجموعة، أو خلية، أو كنتم ذئابا منفردة..:

إنكم لا تقاتلون بعدد ولا عدة، ولا ترهنون جهادكم بدعم طاغوت ولا مصلحة طاغية، وإنما سلاحكم هو عملكم الصالح الذي به يبارك لكم ولو في القليل من العمليات؛ فتنصرون وترزقون وتثأرون وتُنكلون وتردعون وتحررون..

– فامضوا في طريق الجهاد الصافي، واجتهدوا في قتال الأعداء..

– واحرصوا على العمليات النوعية والضربات الموجعة..

– ضعوا قضية الأسيرات والأسرى نصب أعينكم..

– واستهدفوا أئمة الكفر..

– وانقلوا المعركة لديارهم..

– وهاجموا العدو في مأمنه..

فانهضْ لأخذِ الثار غير مقصِّر

حتى تُبيد من العداةِ عديدها

(عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى