إدلب في شهر رمضان 1444هـ – صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد ٤٨ – شوال ١٤٤٤هـ
إعداد: أبو جلال الحموي
* استمرت في هذا الشهر الجولات الدولية للتطبيع مع النظام النصيري والتسويق له وإعادة إنتاجه، فالسعودية تستقبل وزير خارجية النظام المجرم في جدة مرحبة باستئناف العلاقات القنصلية معه، ووزير الخارجية السعودي يزور دمشق ليلتقي بالسفاح بشار المجرم، ووزير خارجية النظام المجرم يقيم جولة زيارات تشمل عدة عواصم لدول عربية كمصر والجزائر وتونس، ويخرج أمين عام ما تسمى بجامعة الدول العربية مبررا ذلك بزعمه أن بشار الأسد ربح المعركة.
وعلى الجانب التركي تتابعت جولات التطبيع والتقارب مع النظام النصيري؛ فحصل اجتماع رباعي بين معاوني وزراء الخارجية لروسيا وإيران وتركيا والنظام النصيري، ثم حصل اجتماع لوزراء الدفاع ورؤساء المخابرات لهذه الدول الأربع، مع التحضير لاجتماعات أخرى قريبة، والذي يظهر من تلك الاجتماعات ومن زيارة وزير الخارجية الروسي لتركيا واتصال الرئيس الروسي بالرئيس التركي وافتتاح مشروع محطة نووية مدنية مشتركة بتركيا، وثناء الرئيس الروسي على الرئيس التركي، أن روسيا قررت دعم أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها بعد أيام وأن هذه الاجتماعات هي لأخذ ضمانات من تركيا لصالح الإيرانيين والنظام النصيري في مرحلة ما بعد فوز أردوغان بالانتخابات.
* وعلى جبهات إدلب استمر العدو في قصفه المدفعي المتكرر على الجبهات، وقام الثوار بعدة عمليات نوعية على نقاط العدو، وحاول العدو التسلل عدة مرات إلى نقاط الرباط، وكان من اللافت أن جماعة أنصار الإسلام قامت بعمليتين نوعيتين في هذا الشهر رغم التضييق الذي يعانون منه والأسر الذي وقع على بعض قياداتهم في سجون الجولاني.
* وإثباتا للوجود قام التحالف الصليبي باستهداف شخص في منطقة إدلب على الطريق الواصل بين قريتي كفتين وكللي، وزعم أنه استهدف شخصية داعشية، كما أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية الدكتور سامي العريدي شرعي تنظيم حراس الدين على قائمته المزعومة للإرهاب معلنا عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، وهو إدراج لا قيمة له ميدانيا؛ لأن التحالف الصليبي خلال السنين المنصرمة استهدف كثيرا من الشخصيات التي ليست في قائمة الإرهاب المزعومة هذه، مما يؤكد أن الوضع على القائمة تراد منه أمور سياسية أكثر من الأمور الميدانية.
* وفي إدلب استمر الجولاني في طريقه الخادم للثورة المضادة واستنساخ النظم البعثية؛
– فمن ناحية يشدد حصاره على إدلب فتزدحم الطرق التي تربط بين منطقة إدلب وغصن الزيتون والتي يسمونها “معابر”، ويفكك محطات الوقود القريبة من الجانب الآخر لتلك المعابر ليجبر المسافرين على شراء المحروقات من منطقة إدلب قبل العبور إلى منطقة غصن الزيتون.
– ومن ناحية ثانية تصدر أوقاف الجولاني تعميمات تمنع طلاب العلم من المشاركة في الإمامة أو الخطابة أو الدروس في المساجد أو المحافل العامة إلا بإذن منهم، وبعد أن انفضحت محاربتهم للدعوة بتلك الطريقة زعموا أنهم تراجعوا عن بعض ذلك، وقد شهد الشيخ عبد الرزاق المهدي وهو من أشهر مشايخ إدلب أنهم ضيقوا عليه في الدعوة وأرهبوا بالأمنيين من يحضرون مجالس العلم فصدوهم عن سبيل الله.
– ومن ناحية ثالثة يفتعلون المشاكل العسكرية مع المكونات الموجودة في المنطقة فقاموا بحملة اعتقالات ومضايقات وطرد من الرباط لأشخاص ومجموعات من فصيل فيلق الشام مستخدمين وسائل الإرهاب والقمع في تعاطيهم معهم.
– ومن ناحية رابعة تستمر السجون الأمنية البعثية في حربها على المجاهدين فمن اعتقالات لأفراد منهم وتعذيبهم كما حصل مع أبي الوفا عرب سعيد وغيره، إلى إعدام عدد منهم بلا محاكمات معتبرة ولا حقوق للشهيد ولا لأهله كما حصل مع أبي مريم الجزائري وغيره.
– ومن ناحية خامسة يستمر استقدام المفسدين وتقديمهم للحصول على اعتماد دولي؛ حيث استقدموا مصطفى سيجري المعروف بارتباطه مع البنتاجون وتنسيقه معهم وعمله في مراكز مكافحة الإرهاب التي أقيمت في المنطقة، وقدموه كحريص على الساحة!.
* وبالعموم فإن المجاهدين والصالحين في إدلب واعون لهذه المؤامرات راجين الله جل وعلا أن يرد كيد الأعداء في نحورهم وأن يهيئ لهم انطلاقة جديدة تعيد للساحة مجدها ولسوريا حريتها في ظل شريعة الإسلام.