إدلب في شهر جمادى الأولى 1443هـ – صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد الثاني والثلاثون

العدد الثاني والثلاثون جمادى الآخرة ١٤٤٣ هجرية – كانون الثاني ٢٠٢٢ ميلادي

إعداد: أبو جلال الحموي

 

شهد هذا الشهر انخفاضا في وتيرة قصف العدو لإدلب ثم ارتفاعا ثم انخفاضا ثم ارتفاعا؛ فقد انخفضت وتيرة القصف قبل اجتماع أستانا 17 في منتصف الشهر، ثم ازدادت وتيرة القصف بعد الاجتماع، مع تعمد لاستهداف منشآت اقتصادية وخدمية مثل المداجن ومحطات المياه مما تسبب في خسائر اقتصادية وتوقف ضخ الماء عن مدينة إدلب بضعة أيام، ثم انخفضت وتيرة القصف مع قيام الثورة في كازاخستان وانشغال الروس بقمع الشعب هناك إضافة إلى التوتر القائم في أوكرانيا، ثم عادت وتيرة القصف للارتفاع مرة أخرى خاصة في ليلة دخول السنة الميلادية الجديدة، وكأن النصارى الروس يحتفلون بأعيادهم بقصف المدن والقرى، مما يؤكد أن الوضع في إدلب يتأثر كثيرا بالأجواء الدولية.

* وبخصوص مؤتمر أستانا 17 الذي انعقد في هذا الشهر فلم تظهر للعلن النتائج الحقيقية لما جرى فيه من مؤامرات، واكتفى المشتركون بترداد جمل مكررة من قبيل: سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها واستمرار التعاون في محاربة الإرهاب..، إلا أن القصف الذي أعقب الاجتماع يدل على وجود نية للتصعيد الميداني تنتظر ظرفا دوليا ما.

 

* وفي سياق متصل بالمؤامرات الدولية جرى بإشراف الأمم المتحدة تبادل أسرى في معبر أبو الزندين بمنطقة درع الفرات تم فيه إطلاق سراح خمسة أسرى للعدو النصيري وحلفائه الإيرانيين مقابل خمسة أسرى تسلمتهم الفصائل المعارضة، لتكون المفاجأة أن الأسرى الذين تحرروا من سجون النصيرية هم في المجمل مساجين مدنيون لا علاقة لهم بالثورة، بعضهم دخل السجن في مخالفات مرورية، وعاد أحدهم بعد الوصول لمناطق المعارضة تهريبا لمناطق سيطرة النصيرية!؛ ليتأكد أن الهدف من هذه التمثيلية الدولية هو تلميع النظام النصيري وإظهاره بمظهر المتعاون في مجال الإفراج عن المعتقلين.

* وفي تمثيلية دولية مشابهة أطرافها كالعادة النظام النصيري وفئة محسوبة على المعارضة ويحركها الروس والأتراك، دخلت قافلة مساعدات أممية من مناطق سيطرة عصابات الأسد إلى المناطق المحررة عبر معبر تعاون في فتحه النظام النصيري وقيادة هيئة تحرير الشام من سراقب إلى ترنبة بريف إدلب، وهي القافلة التي طلب الروس من الأمم المتحدة العمل على إدخالها عبر الجبهات ليؤكد لهم أن الجبهات صالحة وآمنة لدخول موظفي الأمم المتحدة ولا مخاطر ولا معارك فيها، وأنها الأصل الذي ينبغي العودة له ومنع دخول المساعدات الأممية من معبر باب الهوى، والروس بهذا الإدخال وعدم تعرض القافلة لمخاطر يربحون ورقة ضغط قوية في اجتماع مجلس الأمن المقرر هذه الأيام للنظر في آلية دخول المساعدات الأممية هل تظل تدخل من تركيا إلى معبر باب الهوى، أم تتحول لتدخل من مناطق سيطرة النصيرية فتكسب تلك المناطق كميات إضافية من المواد الإغاثية إضافة إلى جعل هذا التحويل ذريعة لإدخال مشاريع إعادة الإعمار التي تصب معظمها في خزينة النظام النصيري، أم يزاوج بين الأمرين.

 

* وفي الجانب الاقتصادي لا زالت إدلب تتأثر بالتذبذب الكبير الذي يحصل لليرة التركية التي انخفضت في هذا الشهر إلى 18 ليرة مقابل الدولار، ثم ارتفعت إلى 11 ليرة مقابل الدولار ثم إلى 14 ليرة، فارتفعت أسعار الكهرباء إضافة إلى الغلاء المستمر من شهرين، مع الزيادة المتكررة للمصاريف في فصل الشتاء.

* وفي جانب آخر لا زال كثير من المجاهدين والثوار أسرى في سجون الهيئة يتعرضون لأصناف التعذيب، وقد قام أحد المهتمين وهو أبو العلاء الشامي “عمل كمسؤول للتواصل في جبهة النصرة” بتوثيق أساليب التعذيب في سجون الجولاني فعد منها قرابة عشرين أسلوبا، ونشر نبذة عن تلك الأساليب في قناته على التليجرام، منها: التعذيب بالشبح، وبالكرسي الكهربائي، وبقلع الأظافر وكسر الأصابع والعظام، وبالتقييد بالعقربة، وباللكم والركل والدوس على الرأس، وببساط الريح، وبالتابوت.. وغير ذلك من الأساليب.

هنا بقية مقالات مجلة بلاغ العدد ٣٢ جمادى الآخرة ١٤٤٣ هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى