إدلب في شهر ذي الحجة 1441هـ / مقال / مجلة بلاغ العدد الخامس عشر لشهر محرم 1442هـ

إعداد: أبو جلال الحموي

 كانت الأحداث بإدلب في أول شهر ذي الحجة تسير نحو التصعيد المنظم الذي يتجه نحو مواجهة جديدة بين المحتل الروسي ومقاتلي إدلب؛ فحشودات العدو مستمرة بل ووصل لأول مرة عدد من قوات مصرية تقدر بحدود مائة وخمسين شخصا انتشروا في أماكن المليشيات الرافضية والحرس الثوري الإيراني قريبا من جبهات ريف حلب وريف إدلب.

 – وتعددت محاولات العدو للتسلل والاستطلاع بالقوة في عدة جبهات؛ فقام بعدة محاولات تسلل على محور الحدادة والفطيرة ودير سنبل ومعارة النعسان، وكثف طيران الاستطلاع الروسي دورانه في المناطق المحررة، وتم إسقاط عدد من تلك الطائرات.

– ولكن جاء التفجير الضخم لمرفأ بيروت في لبنان، والذي انفجرت فيه كميات ضخمة من نترات الأمونيوم وتسببت في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى وتدمير واسع في بيروت، ليجعل الجميع يعيد حساباته ويتأمل المشهد الدولي الجديد ومعادلات توازنات القوى التي طرأت على المنطقة، وإن كان الظاهر أن النظام العالمي لا زال يدعم تقوية حزب الله الرافضي في لبنان، وقد ظهر ذلك في إعلان المحكمة الدولية الخاصة بمقتل رفيق الحريري؛ حيث اتهمت أحد عناصر حزب الله بتدبير التفجير، ثم نفت وجود أدلة على تورط منظمة حزب الله في التفجير! فكانت أحداث لبنان سببا في تهدئة مؤقتة لوتيرة التصعيد في إدلب.

ولعل من الأسباب التي أدت كذلك إلى بعض التهدئة المؤقتة حصول انقلاب عسكري في دولة مالي أطاح بالحكومة وأظهر وجوها جديدة تحتاج القوى المتصارعة في المنطقة إلى وقت لترتيب أسلوب التعامل معها، وهذا الانقلاب في مالي له تأثير على الوضع في ليبيا، والوضع في ليبيا مرتبط بالوضع في إدلب؛ حيث إن روسيا وتركيا طرفان رئيسيان في إدارة الصراع في سوريا وليبيا، لذلك لم يكن مستغربا الإعلان عن تهدئة في منطقتي السرت والجفرة بعد أن كان الطرفان المتصارعان في ليبيا يحشدان حولهما ويجلبون المقاتلين من خارج ليبيا ويعدون العدة لمعركة مرتقبة.

 – ومع ذلك ظلت حالة القصف المتبادل موجودة في محيط الجبهات، فتكرر استهداف العدو لكنصفرة وسفوهن وفليفل والفطيرة وبليون وعين لاروز وأرنبة والكبينة ودوير الأكراد وبرزا والعالية وكفريدين وبينين وتل واسط والزيارة وجبل التركمان ومعربليت وقسطون والبارة والنيرب وتديل وكفر تعال.

 

 وقصف مقاتلو إدلب تجمعات العدو في حاس وجدار وكفر نبل وداديخ ومعصران وسراقب وبسقلا وكنسبا وجورين ومعرة الصين وحزارين.

* أما في داخل إدلب فقد استمر سير الدوريات الروسية التركية على طريق m4، وقد تعرضت إحدى عربات تلك الدوريات لاستهداف جزئي يؤخر عادة معدل سير الدوريات في هذه المناطق.

 – كذلك قام وفد من الضباط الأتراك بزيارة عدد من مقرات التطوير والتصنيع بهيئة تحرير الشام وأخذوا تصورا عن طبيعة عملهم، وبعد تلك الزيارة بأيام قام المحتل الروسي باستهداف أحد تلك المواقع بأكثر من عشرة صواريخ متفجرة.

 – وحصل في هذا الشهر تبادل أسرى مع العدو النصيري نتج عنه الإفراج عن ست أخوات معتقلات في سجون النصيرية مقابل الإفراج عن ثلاثة أسرى من قوات العدو.

 – واستمرت هيئة تحرير الشام في ضغطها على عدد من الفصائل المجاهدة؛ فاعتقلت الشيخ أبا محمد عاصم شرعي جبهة أنصار الدين، وأعادت اعتقال الإغاثي أبي حسام البريطاني والإعلامي الأمريكي بلال عبد الكريم بدعوى تعاونهم مع فصيل تنسيقية الجهاد الذي كان يرابط في جبهات حلب، وتم توقيف عدد من الأشخاص لأنهم يعملون مع حراس الدين أو مع مجموعات أخرى مستقلة، وكذلك تم الإفراج عن الشيخ أبي مالك التلي أمير لواء المجاهدين الأنصار ولكن قامت الهيئة بالسيطرة على الموارد المالية التي يقوم عليها اللواء.

 

 – وكذلك استمر الطيران الأمريكي العامل في التحالف الصليبي في استهدافه للمجاهدين؛ فاستهدف أبا يحيى الأوزبكي رحمه الله أحد المدربين المستقلين العاملين في الساحة، كما سقطت بفضل الله طائرتان أمريكيتان بلا طيار اصطدمتا ببعضهما فوق إدلب.

 

 حفظ الله أهل إدلب الأطهار ونصر بهم الإسلام والمسلمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى