لا جديد في أحكام الصلاة ولا الجهاد || من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد للشيخ أبو شعيب طلحة المسير

لا جديد في أحكام الصلاة ولا الجهاد[1]

“لا جديد في أحكام الصلاة” هو عنوان رسالة للشيخ بكر بن عبد الله أبي زيد رحمه الله كتبها لما رأى “مفاهيم..، في العبادات الظاهرة المتكررة والشعائر المعظمة لا عهد للعلماء بها منذ صدر الإِسلام حتى عصرنا” وسبب هذه المفاهيم الطارئة هو “التوغل في فهم السنن تارة، وعدم الالتفات إِلى المعاني والأصول اللسانية والحديثية والفقهية تارة أخرى، وهذا من خطر التجريد في دليل التقرير، والغفلة عن سنة الوسطية والاعتدال في الصلاة، والإعراض عن كتب الفقه والخلافيات للوقوف على علل الأحكام ومداركها وخلافهم فيها”..

والجهاد مثل الصلاة شعيرة عظيمة اكتملت معالمها واتضحت أحكامها في عهد النبوة وطبقها المسلمون عبر تاريخهم الطويل وتناولها العلماء بالشرح والتفصيل، فلا جديد فيها..

ففضل الجهاد وأنواعه ومراحله وأهدافه وأحكامه، وكذلك أسباب النصر وعوامل الهزيمة، وما يعترض المجاهد في طريقه من: عجز الثقة، وجلد المنافق، وإرجاف الجبان، وخذلان الفاسق، وخيانة المندس، وتربص المجرم، وحقد الكافر…

وما يراه في طريق الجهاد من كرامات الأولياء ومدد الملائكة، ومكر الكافرين بالليل والنهار، ومداولة الأيام بين الناس..

كل ذلك يجعله مطمئنا في طريق الجهاد يردد دوما في كل أطواره: ﴿هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾.

وتلك الطمأنينة تدفعه إلى أن يكون في طريق الجهاد متبعا لا مبتدعا فلا جديد في أحكام الجهاد، ولم يكلفه الله جل وعلا أن يبتدع طريقا أو أن يسلك سبيلا غير شرعي لنصرة الدين، فما النصر إلا من عند الله، وإلا تنصروه فقد نصره الله.

وتلك الطمأنينة تدفعه للرجوع إلى المنهل العذب الصافي وتدارس الوحيين وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخبار الخلفاء الراشدين وكلام العلماء العاملين دراسة متزود مستبصر مجدد لمعالم الجهاد السني الحق بعيدا عن الغلو والإفراط والتمييع والتفريط، فلن يزيد الغلو أو التمييع الأمة إلا خبالا والجهاد إلا ضعفا، والله متم نوره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

([1]) كتبت سنة 1439هـ.

كتبها

أبو شعيب طلحة محمد المسير

لتحميل نسخة كاملة من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد  bdf اضغط هنا 

للقرأة من الموقع تابع

مائة مقالة في الحركة والجهاد الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى