حوار صحفي يجيب على أسئلة مهمة
حوار صحفي يجيب على أسئلة مهمة
الشيخ أبو شعيب طلحة المسير:
تواصل معي قبل شهرين إعلامي في صحيفة مشهورة وطلب حوارا صحفيا حول الهيئة، فوافقت بشرط دقة نقل كلامي كما هو، وأن يعرض علي النص الكامل النهائي قبل النشر لأقره أولا، فوافق وأرسل الأسئلة، وأرسلت له الإجابات، وبعد أن وصلته لم ينشرها!!
فها هو النص الذي أرسلته له
حوار صحفي يجيب على أسئلة مهمة
📌أين يمكن تصنيف هيئة تحرير الشام اليوم وفي المستقبل؟
📌ما سبب دعوة أبي مارية القحطاني لحل تنظيم القاعدة؟
📌 وهل تحرير الشام تملك توجها داخليا مرتبطا بتعليمات صادرة عن القاعدة؟
📌 وأين ترى تنظيم القاعدة في سوريا بعد مقتل الظواهري؟
📌 هل تتوقع هجوما جديدا للهيئة على الفصائل؟
👇👇👇الحوار كاملا 👇👇
– حسب رأيك أين يمكن تصنيف هيئة تحرير الشام اليوم، وما هي التوجهات بالمستقبل؟
* تحرير الشام اليوم بالون منفوخ أو طبل أجوف تستخدمه وظيفيا بعض القوى الإقليمية والدولية لتحقيق توازنات معينة وكأوراق ضغط في ملفات ما، والظاهر أنه لا مكان لمثل هذا التنظيم في المستقبل؛ لأنه فقد عوامل القوة الداخلية؛ فلم يعد الرابط الذي يربط الجنود بالفصيل هو القناعة بل الرغبة أو الرهبة، ولم يعد الرابط الذي يربط المجتمع بالفصيل هو الاحتضان بل القهر، ومَن فقد عوامل القوة الداخلية واعتمد على عوامل خارجية فإنه زائل بتغير التوجه الخارجي نحو تشغيل قوة وظيفية غيره، أو حاجة القوة الخارجية لبيعه في سوق المساومات الدولية مقابل مغنم أفضل لهم، أو ضعف دور تلك القوة الخارجية في الساحة، أو ما شابه ذلك..
– بحسب تواجدك في الساحة السورية ومعرفتك بتنظيم القاعدة وهيئة تحرير الشام ما سبب دعوة أبي مارية القحطاني لحل تنظيم القاعدة الذي كان ينتمي إليه؟ وما رأيكم بالأسباب التي ساقها لذلك؟ وبحسب خبراتك بتحرير الشام هل لا تزال تملك توجها داخليا مرتبطا بتعليمات صادرة عن القاعدة؟ وأين ترى تنظيم القاعدة في سوريا بعد مقتل الظواهري؟
* كمتواجد في الساحة لم يعمل يوما مع تنظيم القاعدة، وعمل فترة مع هيئة تحرير الشام ثم اكتشف حقيقة قيادتها فانفصل عنها، فإن الظاهر أن قيادة الهيئة تعمل بطريقة تكامل “هم يسمونها بالتزامن” مع الطريقة الأمريكية، وهذه الطريقة تستفيد من الخطوات الأمريكية في تحقيق نكاية فيمن تريد النكاية بهم، ويستفيد الأمريكان من خطوات الهيئة في تحقيق نكاية فيمن تريد النكاية بهم؛ ولا زلنا نذكر كيف أن أمريكا استهدفت قساما الأردني في إدلب فهجمت هيئة تحرير الشام على غرفة عمليات فاثبتوا، وكذلك دعا الشيخ أبو محمد السوداني الهيئة لقضاء شرعي فاستهدفه الأمريكان عند ذلك فورا، وأعلن الأمريكان استهداف الدكتور أيمن الظواهري فانبرت قيادات الهيئة كالقحطاني والإدريسي لدعوة تنظيم القاعدة لحل التنظيم الذي عملوا فيه لسنين!، ولو كانوا مقتنعين بتلك الدعوة لأعلنوها منذ زمن، وليس تكاملوا مع الأمريكان؛ فالأمريكان يستهدفون القيادات وهم يدعون لحل التنظيم!
* وأبو مارية القحطاني شخصية نفعية لا قيمة فكرية لها؛ فلا يُتوقع وجود أدنى تأثير لكلامه على قيادات وقواعد التنظيم الذي تحدث عنه، وقصارى ما يمكنه تحصيله من هذا الكلام هو التودد للأمريكان، والأسباب التي ساقها تدور حول أربعة أمور تنطبق على هيئة تحرير الشام قبل غيرهم، فلو كان هو مقتنعا بها لكان الأولى به الدعوة لحل هيئة تحرير الشام التي تتوفر فيها الأسباب التي ذكرها وزيادة وزيادات، فـ:
1 – “سحب الذريعة على الدول التي باتت تجعل القاعدة شماعة”: وهذا سبب موجود في هيئة تحرير الشام إلى اليوم فهي مصنفة كمنظمة إرهابية عند أمريكا وروسيا بل وعند تركيا.
2 – “سيف العدل مقيم في إيران وهو يحرك الأفرع وهو تحت الأسر”: والجولاني على قائمة الإرهاب الأمريكية وهناك مبلغ مزعوم عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، وقد أدى هذا لابتزاز الجولاني فرفع الراية البيضاء للأمريكان وتوصل لتفاهمات لا يستهدفونه بسببها وأضحى يتحرك تحت المجهر الأمريكي وفق خطوطهم الخضراء والحمراء، وهذا ابتزاز كبير للساحة، فليحلوا هيئة تحرير الشام.
ودعوى أن سيف العدل في إيران دعوى قديمة لا دليل عليها الآن، إلا لو كان القحطاني يتواصل حاليا مع سيف العدل وأخبره سيف العدل أنه لا يزال في إيران.
3 – “عاينا في الشام ما فعله سيف العدل من فتن”: جمهور ساحة الشام متفق على أن الجولاني هو رأس الفتن في المناطق المحررة وأن جرائمه لا يحصيها بشر، وأرشيف الجهاد والثورة الشامية مليء بالأدلة والوثائق والبيانات والشهادات والإصدارات والمظاهرات التي تكشف بعض فتن الجولاني وجرائمه، ففتن الجولاني وجرائمه هي التي يعاينها الجميع حقيقة.
4 – “لو بقي لهم ارتباط سيضعف موقف من يحاول مساعدة الشعب من الدول الإقليمية” وعلى ذلك فهيئة تحرير الشام مصنفة على قائمة الإرهاب وهذا يضعف موقف الدول الإقليمية التي تريد مساعدة الشعب السوري، فلتحل الهيئة نفسها لذلك.
* أما مسألة ارتباط قيادة الهيئة بتعليمات للقاعدة؛ فالذي ثبت أن قيادة هيئة تحرير الشام ميكافللية لم تكن سابقا ولا لاحقا متقيدة بتعليمات أحد سوى ما يحقق لها منافع سلطوية شخصية؛ فهي تمردت على قيادة القاعدة عندما كانت تحتها، وتمردت على قيادة الشيخ أبي جابر هاشم الشيخ في أول تشكيل الهيئة، وتمردت على الاتفاقيات التي كانت توقعها مع الفصائل والجهات المتعددة؛ فالتلاعب والغدر سمة أساسية في مسيرة تلك القيادة..
* وبخصوص مستقبل تنظيم القاعدة بعد استشهاد قائدهم؛ فإن الجماعات المبنية على منهج حركي معين مثل القاعدة والإخوان والتبليغ تكون عادة أثبت من أن تتأثر كثيرا باستشهاد قائد أو غيابه، بل وكثيرا ما يؤدي استشهاد قادتها إلى نقيض ما أراده الأعداء من ذلك العمل.
– هل تتوقع هجوما جديدا للهيئة على فصائل إدلب خاصة الجهادية منها:
هجوم الجولانيين على الإسلاميين في شمال غرب سوريا سواء كانوا محسوبين على أنصار الإسلام أو حزب التحرير أو تنسيقية الجهاد أو جنود الشام أو حراس الدين أو المستقلين أو غيرهم لم يتوقف منذ سنين، وقد أدى هذا التهور إلى ازدياد احتقان النخب والكوادر وأعيان المجتمع ضد قيادة الهيئة؛ فأصبح عامة المجتمع في خانة الأعداء عند تلك القيادة المصابة بجنون العظمة، بل وازداد نفور كوادر الهيئة أنفسهم من تلك القيادة، وما الاستقالات التي ضربت مؤخرا أبرز مفاصلها الشرعية والقضائية عنا ببعيد، فالهيئة الآن تواجه المجتمع كله بتخبط ملحوظ لا بمخطط محدد.