حكم الإكثار من النكت على كورونا للشيخ المحيسني
رقم الفتوى ( 410 ) #كورونا
حكم الإكثار من النكت على كورونا
📌 السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثرت النكت على كورونا في مواقع التواصل الاجتماعي
فما حكم ذلك؟!
شكر الله لكم مشايخنا الأجلاء
✍️ الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كورونا وباء سلطه الله على عباده لبعدهم عن الهدى وإغراقهم في الظلم والطغيان، والفساد الأخلاقي..
قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى:30] فما عفا الله عنه أكثر مما يؤاخذنا به.
والواجب عند الوباء هو التضرع إلى الله سبحانه وتعالى، والخوف من غضبه، قال سبحانه: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَهمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ [الأنعام:42].
ولكن للأسف؛ كثير ممن أعمى الله بصائرهم؛ قست قلوبهم، واستهزؤوا بآيات الله؛ ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:43].
وهنا مثال آخر، وهو الكسوف والخسوف الذي يعتبره البعض ظاهرةً طبيعيةً محضةً؛ كيف كان حال النبي ﷺ أثناء الكسوف والخسوف؟!
قال أبو موسى: خَسَفَتِ الشمس، فقام النبي ﷺ فَزِعًا، يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: «هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ، لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ» رواه البخاري ومسلم.
وعند ابن أبي الدنيا، وابن عساكر بسنده حسن: «كان رسول الله ﷺ إذا كان ليلة ريح شديدة؛ كان مفزعه إلى المسجد، حتى تسكن الريح، وإذا حدث في السماء حدث من كسوف شمس أو قمر؛ كان مفزعه إلى المصلى حتى تنجلى».
فالفزع إلى الله قبل الفزع إلى الأسباب، ولهذا قيل:
(الاعتماد على السبب شرك، وترك الأسباب قدح في الشريعة).
وحتى لو حيل بيننا وبين المساجد فعلينا بالصلاة في البيوت جماعات وفرادى، واللجوء إلى الله ليرفع العذاب؛ ﴿فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس:98].
فالله الله في التوبة والرجوع إلى الله والاستغفار والدعاء بكشف الضر والتضرع إلى الله تعالى ليرحم أهل الأرض.
والله أعلى وأعلم.
المجيب: عبد الله المحيسني