تفريغ فتوى الشيخ أبي اليقظان المصري حول حكم سفر السوريين للقتال في أذريبجان في حربها ضد أرمينيا

مع اندلاع القتال بين أذريبجان وأرمينيا

تفريغ فتوى الشيخ أبي اليقظان المصري حول حكم سفر السوريين للقتال في أذريبجان في حربها ضد أرمينيا.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

ما حكم الذهاب إلى أذربيجان كجنود مرتزقة للقتال ضد أرمينيا؟

الجهاد في سبيل الله، في سبيل الله، شُرع لإعلاء كلمة الله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (يا رسول الله، ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، ويقاتل ليحمد، ويُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ وَيُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَيُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله”). فلا بد من وضوح الهدف من القتال وأنه في سبيل الله لإعلاء كلمة الله وأما غير ذلك فقِتلة جاهلية فإياك أن تُقتل فطيسا فتخسر الدارين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل تحت راية عِمِّيَّةٍ، يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ». أما الاسترزاق بالقتال فهو محرمٌ… قال السرخسي وهو حنفي: “واستئجار المسلم على الجهاد باطل“.. قال ابن القاسم: “والذي يؤاجر نفسه في الغزو، أن ذلك لا يجوز في قول مالك“. هذا عند المالكية. قال النووي وهو شافعي طبعا: “لا يجوز أن يستأجر الإمام، ولا أحد الرعية مسلمًا للجهاد“.. قال ابن النجار الفتوحي وهو حنبلي: “ولا تصح الإجارة على الجهاد“. واستمع إلى هذه النصيحة الغالية يقول العملاق المجاهد عقبة بن نافع سألت ابن عمر رضي الله عنهما مع من أقاتل؟ فقال: «مع الذين يقاتلون لله، ولا تقاتل مع الذين يقاتلون لهذا الدينار والدرهم». وبالنسبة للإخوة السوريين فجهاد دفع الصائل في الشام فرض عين على كل قادر منهم ولا يجوز الفرار من الزحف وترك القتال في سوريا بحجج واهية فالمعركة لا زالت قائمة والعدو لا زال يحتل معظم سوريا ويهدد الشمال المحرر ولا زال المعتقلون والأسيرات ينتظرون الفرج من الله على أيديكم ولا زال النازحون والمهجرون في المخيمات ينتظرون العودة بعون الله على أيديكم (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) دافعوا عن دينكم وأعراضكم وأموالكم المغتصبة: فعن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد»… وأما الشبهات التي يلقيها بعض الشباب فما هي إلا شهوة حب المال والارتزاق ولكنها تساق في شكل شبهة محاولا أن يقنع حاله بجواز السفر إلى أذربيجان:

  1. يقول أحدهم: نحن في سوريا نأخذ منحة شبهة شهرية من الفصائل أليس هذا ارتزاق؟ نقول يا أخي الكريم هذه كفالة تضرب للغزاة في جهاد شرعي لدفع الصائل. والمجاهد قد خرج في سبيل الله سواء أعطي أو لم يعطى. يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني، فيقول: «خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك».
  2. يقول أحدهم: يوجد ألاف من الشباب قد سافروا للارتزاق في تركيا وألمانيا وغيرِها فلماذا تنكرون علينا؟ ويوجد ألاف من الشباب باركين في المخيمات تاركين للجهاد. نقول يا اخي الحبيب: لقد أفتى المشايخ أن هؤلاء فارون من الزحف وتاركون لفرض الجهاد عليهم ونحن ندعوهم للعودة لسوريا والمشاركة في القتال. وندعو كل الشباب في المخيمات للالتحاق بركب الجهاد فأزمتنا أزمة عدد فلو تم تجنيد مائة ألف شاب الآن ستتغير المعادلة كلها وسنقلب الطاولة على كل المتآمرين على الجهاد الشامي.
  3. يقول أحدهم: لا توجد معارك حاليا في إدلب. نقول يا أخي الفاضل: الجهاد في سوريا مثل الصلاة لا يصح أن يصلي أحد بدلا منك ((فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك)) فهذا فرض عين عليك، ثم إن توقف القتال جريمة يتحملها من تسبب فيها ويُسأل عنها أمام الله وأمام الأمة أما أنا وأنت فواجبنا الإعداد ومواصلة الرباط والقتال.
  4. يقول أحدهم: هل تعرف نية المسافرين إلى أذربيجان؟ باركي هو نيته جهاد في سبيل الله… شو عرفك أنت؟ نقول يا أخي الغالي: النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد. خروج الشباب من سوريا وتركهم للجهاد المتعين عليهم كبيرة من كبائر الذنوب. والقتال هناك بين جيوش علمانية يتقاتل فيها نصارى وشيعة. وهي روح واحدة هي أغلى ما تملك فإياك أن تبذلها لغير الله. إياك أن تذهب مع من سيلقيك للموت بلا تخطيط ولا ترتيب ويضعك بين جيوش علمانية رافضية يحبون موتك ويبغضون الخير لك وقد تقتل بسبب إهمالهم لك أو تفقد رجلك أو تخسر عينك أو تعرض نفسك للأسر ثم تسلم إلى بشار الأسد لتفتن في دينك في سجون المجرمين فتخسر الدنيا والآخرة. اللهم أصلح أحوالنا واهد شبابنا وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

الشيخ أبو اليقظان المصري

 

لمتابعة فتاوى الشيخ | أبو اليقظان المصري يمكنك زيارة القسم الخاص بالفتاوى بالضغط هنا 

لمتابعة قناة الشيخ أبو اليقظان المصري على تطبيق التليجرام يمكنك زيارة القناة بالضغط هنا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى