هل السياسة الشرعية هي عباءة يوضع تحتها أي عمل وماهي السياسة الشرعية المعتبرة ؟؟؟

السؤال :
السلام عليكم
الكثير من الاخوة عندما يريد إثبات اي عمل يقوم به فصيله يتحجج بأنه سياسة شرعية والمصلحة والمفسدة تبيح ذلك
فهل السياسة الشرعية هي عباءة يوضع تحتها أي عمل وماهي السياسة الشرعية المعتبرة ؟؟؟
وجزاكم الله خيرا

الجواب :

أخي الفاضل باب السياسة من أعقد الأبواب لذا قال عنه شيخ الإسلام بن القيم : أنها مزلة أقدام، ومضلة أفهام، وهو مقام ضنك، ومعترك صعب ..

ولم يرد في السنة شيئ بهذا اللفظ خلا ماورد عن رسول الله كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ..
والسياسة شرعا هي :
القيام على شأن الرعية من قِبَل ولاتهم بما يصلحهم من الأمر والنهي والإرشاد والتهذيب، وما يحتاج إليه ذلك من وضع تنظيمات أو ترتيبات إدارية تؤدي إلى تحقيق مصالح الرعية …

والناظر في حال السياسة اليوم يجد أن الشباب المسلم فيها طرفان ووسط :
منهم من عدها خيانة !! وكره هذا المصطلح لردة فعل أصابته من تصرفات بعض السياسيين
ومنهم من جعلها بوابة لإعلان الهزيمة

ويقول ابن حجر في السياسة :

(والذي يظهر من سيرة عمر في أمرائه الذين كان يؤمرهم في البلاد أنه كان لا يراعي الأفضل في الدين فقط، بل يضم إليه مزيد المعرفة بالسياسة مع اجتناب ما يخالف الشرع منها) ..

ولقد اعتمد صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة المسلمة على السياسة اعتماداً لايقل عن اهتمامه بالعسكرة فأول قرار قام به رسول الله بعد قدوم المدينة بناء المسجد ثم البدء بعمل سياسي !!
ألا وهو كتابة وثيقة بينه وبين دولة مجاورة هم اليهود فكتب عقداً بينه وبينهم ينص على الدفاع المشترك عن المدينة .. وهكذا حيدهم وتفرغ لعدوه الأصلي ففتح الله له مكة ..

إلا أن خلاصة الأمر :
أن لايولى السياسة إلا رجل صاحب علم وفطنة ودين وذكاء وأن لايكون القرار فيها فردي وأن يتم ذلك بإشراف مجلس علمي مؤصل جمع بين فقه الواقع وسعة المدارك العلمية ..

المفتي : الشيخ د/ عبد الله المحيسني

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى