بعض الفتاوى المتعلقة بمسألة الجمع في المطر والبرد

جاء فصل الشتاء وبدأ بعض الأئمة يتهاونون بمسألة الجمع في المطر والبرد، لذلك أورد الشيخ أبا واقد الشامي -جزاه الله خيراً- بعض الفتاوى المتعلقة بهذا الموضوع ومنها :

1 : هل يجوز الجمع في المطر؟

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (٨ / ١٣٥)، يرخص في الجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم بأذان واحد وإقامة لكل منهما، من أجل المطر الذي يبل الثياب، ويحصل معه مشقة من تكرار الذهاب إلى المسجد لصلاة العشاء، على الصحيح من قولي العلماء، وكذا الجمع بينهما جمع تقديم للوحل الشديد”.

2 : ما هو ضابط المطر الذي يبيح الجمع؟

قال الشيخ ابن عثيمين في الممتع (٤ / ٣٩١)، إذا كان هناك مطر يبل الثياب لكثرته وغزارته، فإنه يجوز الجمع بين العشائين، فإن كان مطراً لا يبل الثياب فإن الجمع لايجوز، لأن هذا النوع من المطر لايلحق المكلف فيه مشقة .. فإن قيل ما ضابط البلل؟ فالجواب : “هو الذي إذا عُصر الثوب تقاطر منه الماء”.
وقال في لقاء الباب المفتوح (١٦ / ١١١) ومعنى يبل الثياب أن الثوب يحتاج إلى عصر من هذا المطر، أما مجرد الرذاذ فإنه لايبيح الجمع”.

3 : عند الشك في سبب الجمع بماذا أعمل؟

قال الشيخ ابن عثيمين في فتاواه (١٥ / ٣٩٣)، إذا كان المطر ولكن شككنا هل هو مطر يبيح الجمع أو لا؟، والجواب : أنه لا يجوز الجمع في هذه الحال، لأن الأصل وجوب فعل الصلاة في وقتها فلا يُعدل عن الأصل إلا بيقين العذر، فاتقوا الله يا عباد الله، والتزموا حدود الله، ولا تتهاونوا في دينكم، واسألوا العلماء قبل أن تقدموا على شيء تحملون به ذممكم مسؤولية عباد الله في عبادة الله، واعلموا أن الأمر خطير، وأن الصلاة في وقتها أمر واجب بإجماع المسلمين.

4 : هل يصح الجمع لأجل البرد الشديد؟

قال الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح (٣٠/ ٢٢٤)، والله هذا يُنظر : هل في هذا البرد الشديد هواء يلفح الناس ويؤذيهم؟ فنعم يجوز الجمع، ودليل هذا حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- وهذا يدل على أنه كلما وجدت المشقة جاز الجمع”، وقال في لقاء الباب المفتوح (٥ / ١٧٠)، ومن ذلك أن تكون الليلة باردة ذات ريح تؤلم الناس فيجوز الجمع، لدعاء الحاجة إليه، ولأن المشقة في الوصول إلى المسجد في مثل هذه الحال أعظم من المشقة في الوصول إلى المسجد بالمطر”.

بعد هذا العرض لأحكام الجمع في المطر ننبه إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها الناس :

  • لا يجمع في المطر الخفيف الذي لا يؤذي ولا يوقع في الحرج.
  • يقدر مسألة الجمع في المطر الإمام وحده لأنه ضامن كما قال المعلم الأولﷺ.
  • لا يجوز أن ترتفع الأصوات في المسجد من أجل هذه المسألة.
  •  ليس لعوام الناس التدخل في هذه القضية فهذا يقول نجمع وهذا لا وغالب الناس تحب الرخص والتوسع بها.
  • إذا تم الجمع بين الصلاتين في المطر ينبغي عدم إغلاق المسجد في الصلاة التي جُمعت وإنما يترك المسجد مفتوحاً لمن لا يريد الترخص ولايؤذن فيه للصلاة الثانية لانه لم يثبت عن النبيﷺ أنه أذن للصلاتين أثناء الجمع وإنما ثبت أذان واحد وإقامتين. الجمع بين الصلاتين في المطر لا يسقط السنن الراتبة للصلاتين.
    والله تعالى أعلم.

بقلم الشيخ أبو واقد الشامي
-غفر الله له ولوالديه-
جمعها العبد الفقير لله أبو عماد الحمصي
-غفر الله له ولوالديه-
سائلين المولى عزّ وجل الإخلاص والقبول.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى