الدنيا دار بلاء؛ والسعيد من نجا والشقي من هوى
فكل من حولك في هذه الحياة إنما هم لهذا الامتحان {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}
فمنهم من جعله الله سببا للخير ومنهم من جعله الله سببا للشر {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}
وأشقى القوم من جعله الله شرًا يُفتن به الناس {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا} {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}
فلكل عبادة عوامل يُهيئوها الله عز وجل ليتقلب أولياؤه في ملذات طاعته:
فعبادة الشهادة لا بد لها من قاتل
وعبادة الصبر على السجن لا بد لها من سجّان
وعبادة دعاء المظلوم لا بد لها من ظالم
وعبادة الرضا على شظف العيش لا بد لها من آكل لحقوق الفقراء والمساكين
فإياك أن تصد عن سبيل الله فيزّل الناس بسببك عن طريق الهداية {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.