شوارد أبي اليقظان 40) وا أسفاه.. يا ليتني تفرغت للقرآن.

وا أسفاه.. يا ليتني تفرغت للقرآن

على مشارف الخمسين من عمري؛ وا حسرتاه على عمرٍ ضاع بعيدًا عن القرآن الكريم.
لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفرغت حياتي كلها للقرآن الكريم تلاوةً ودراسةً وتدبرًا.

كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يختمون القرآن الكريم كل سبعة أيام وكانوا إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله: تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم.

وابن تيمية رحمه الله يختم حياته عاكفا على القرآن في سجنه وهو يقول: (ندمتُ على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن)

ولا زال الشيخ أبو إسحاق الحويني يقول: (يا ليتني أعطيتُ القرآنَ عمري)

مُفجر العلوم ومنبعها، ودائرة شمسها ومطلعها، لا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، ولم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً}.

آية من سورة الحديد حولت الفضيل بن عياض من شاطر طريق إلى عالم عابد.
وآية من سورة التوبة تحول مغنية ماجنة إلى عابدة زاهدة.

يا أمة القرآن:
صاحبوا القرآن الكريم قبل أن تنقضي أعماركم وتعضوا أصابع الندم ولات ساعة مندم.

صاحبوا القرآن ففيه شرفكم وعزكم {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
صاحبوا القرآن ففيه شفاء أمراضكم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}.
صاحبوا القرآن ففيه جنتكم في الدنيا والآخرة {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}.
صاحبوا القرآن ففيه حياة قلوبكم {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}

صاحبوا القرآن فكلما زاد حزبكم زاد حرزكم وبه يغنيكم الله عن الخلق وتلبسون به تاج الكرامة وتُكسون حلة الكرامة.

الشيخ محمد ناجي أبو اليقظان المصري

الشيخ محمد ناجي أبو اليقظان المصري
#شوارد_أبي_اليقظان
40) وا أسفاه..
يا ليتني تفرغت للقرآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى