استتابة شرعي الدولة || من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد للشيخ أبو شعيب طلحة المسير

استتابة شرعي الدولة[1]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..وبعد؛

فلما أكثر خوارج تنظيم الدولة من تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم، ودعوتهم للتوبة من الردة التي افتروها عليهم، نظرت في عجالة إلى بعض كتابات كبير شرعييهم المدعو تركي البنعلي “أبي همام الأثري”، فوجدته -على معاييرهم- أولى بالاستتابة من كثير ممن اتهموهم بالردة، وهذه بعض كلماته التي لو التزموا أصولهم لاستتابوه من الردة أو لقتلوه فورا بلا استتابة؛ لأنه شرعي ردته مغلظة!

*** 1- الافتخار بالسجود لغير الله:

يقول تركي البنعلي في مقالة: “كلنا أبناؤك”

إذا بلـغ الفطـام لنا صبـي *** تخـر له الجبـابر ساجدينـا

*** 2- الاستعانة بغير الله:

أ- يقول في مقالة: “كلنا أبناؤك”:

“ولما كان شيخنا أبو محمد حفظه الله في سجن المخابرات، وقف على طاقة زنزانته عصفور، فكلفه شيخنا بإيصال بعض الأبيات لابنه عمر، فوصلت وما ذلك بالسحر! وهي بعنوان: اذهب يا نغير إلى ابني عمير”…، ومن هذه الرسالة ذكر هذه الأبيات:

فاذهب لابني عمر …… يلقمك منه حجرة

اسمعني يا عمير ……. اترك ذاك النغير

اذهب يا نغير ……. إلى ابني عمير

أوصل له سلامي ……. أبلغ له كلامي

بلغه ذي المقالة ……. فإنها رسالة

ب- يعاهد الميت؛ فيخاطب الشيخ أسامة بن لادن بعد وفاته بقوله في رسالة “هطل الغمامة”:

فيا أسد الإسلام إني وأحرفي…. وشعري وأبياتي وقلبي نعاهدك

ت- يطلب من الغائبين بقوله في مقالة: “الحور وأهل الثغور”

تنح يا حور الجنان عنا      لا فيك قاتلنا ولا قتلنا

*** 3- رأيه في تمثيل الكفر للمصلحة:

سأله سائل كما في “مجموع فتاوى الشيخ أبي همام” بقوله: “في بعض ما يسمى بالأفلام الدينية: يأتون بأشخاص يمثلون الكفار..، يفعلون كفر كالركوع للتمثال، أو يرتدون الصلبان..إلخ، ويعتقد البعض أن هذا ليس بكفر ويقولون هذا تمثيل. فنقول لهم: هذا كفر، وإن لم يكونوا مستحلين هذا بقلبهم، وأن الكفر ليس محصورا فقط في الجحود القلبي كما يقول المرجئة.. نسألكم التوضيح أكثر بارك الله فيكم”.

فأجاب تركي البنعلي بقوله: “هذه المسألة التي تسأل عنها، وبعد طول تأمل ونظر، أرى أنها من قبيل نقل الكفر وحكايته، والقاعدة في مثل هذا: أن ناقل الكفر ليس بكافر..، مع مراعاة التفصيل الذي ذكره أهل العلم في شرح هذه القاعدة.. سجودهم للأصنام ولبسهم للصليب فهذه كلها أفعال مكفرة لا تجوز، ولكن نذكرك بالفرق بين تكفير الفعل وتكفير الفاعل، خاصة إن كان متأولا..”.

*** 4- موالاة من يراه يجيز التحاكم للطاغوت، ومن يفتي بالمشاركة في الانتخابات الديمقراطية، ومن يستغله الطواغيت في جدال المجاهدين:

أ- يصف الأستاذ محمد رشيد رضا في “مجموع فتاوى الشيخ أبي همام” بالشيخ وأنه: “بدأ صوفيا ثم ترك التصوف إلى مذهب السلف”، مع أنه في نفس الفتوى يعتقد أن الشيخ رشيد رضا له: “فتواه التي أفتى فيها بجواز الحكم بالقوانين الإنجليزية الوضعية، وأجاز فيها تولي المسلم لمنصب القضاء على أن يحكم بهذه القوانين”.

ب- يثني كثيرا على الشيخ ابن جبرين، ويفرد مقالة في ترجمته بعنوان: “جبر الرين في رثاء الجبرين” يصفه فيها بقوله: “شيخنا العلامة الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله”، وفي مقالة: “ما الترجمة العلمية للشيخ أبي همام” يصنف شيوخه إلى صنف “العلماء والمشايخ” وصنف “المبتدعة”، ووضع أول شيوخه العلماء: “العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله”..، مع أن الشيخ ابن جبرين رحمه الله ممن أفتى بالمشاركة في الانتخابات الديمقراطية، وشارك في مناصحة المجاهدين المسجونين لدى طغاة الخليج، ولا يرى كفر من قاتل مع أمريكا ضد المجاهدين في العراق.

وكذلك يثني على عدد ممن أفتى بالمشاركة في الانتخابات الديمقراطية ويصف بعضهم بالعلامة كالشيخ أحمد شاكر والشيخ عبد الله عزام والشيخ علي بن حاج والشيخ عبد الله السعد..، وكثير غيرهم..

ت- يثني على أحد أقطاب الدعوة للمشاركة في الانتخابات الذي يقود كما يصفه البنعلي “حوارا بالصوت والسوط” بحضور الرئيس والوزراء وقادة الأركان لمجادلة المجاهدين المسجونين عند الطغاة، وهو الشيخ محمد الحسن ولد الددو، فيقول عنه في رسالة “حوار أم خوار”: “لا زلت أذكر جيدا حين زاحمت دروس الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو وقت الامتحانات النهائية للكلية الشرعية، فكنت أحرص كل الحرص على إنهاء الامتحانات سريعا لأشرف بثني الركب عند الشيخ”، مع أنه ألف رسالة بعنوان: “الهجر والتقبيح لأهل الانتخابات والترشيح” قال عنها في مقالته “ما الترجمة العلمية للشيخ أبي همام”: “هي رسالة كتبتها بعد أن أحزنني تبسم بعض الإخوة في وجوه النواب المشرعين من دون الله، وربما مصافحتهم، بل ربما الاستحياء من الخروج من خلفهم إن تقدموا للإمامة في مساجد المسلمين”.

*** 5- يجيز علاج جنود الطواغيت القائمين على عملهم لمصلحة الدعوة:

جاءه سؤال كما في “مجموع فتاوى الشيخ أبي همام” نصه: “هل يجوز علاج رجال الأمن الشرطة؟” فأجاب بقوله: “الأصل في ذلك قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. فإن رجوت منه الخير والهداية فلا بأس في ذلك”.

*** 6- يؤمن بالمظاهرات السلمية حتى وإن خرج فيها دعاة الكفر:

كتب عقب ثورة مصر التي أطاحت بمبارك مقالة بعنوان “فاليوم ننجيك ببدنك” قال فيها: “وذلك بفضل الله ثم بجهود عوام أهل الإسلام، الذين خرجوا يدا واحدة، يهتفون: يا مبارك يا جبان، يا عميل الأمريكان، أزيحوا مبارك وضعوا خروف، ممكن يحكم بالمعروف! لن نخاف لن نطاطي، نحن كرهنا الصوت الواطي..، ولا يعكر عليهم بإذن الله خروج المتردية والنطيحة وما أكل الطاغوت؛ ممن ينادون بتحكيم الديمقراطية والحرية ونحوها من الكفريات. إذ إن هؤلاء اتفقوا من عامة أهل الإسلام في شق، وخالفوهم في شق”.

=== يا جنود البغدادي: ليس للعامة توحيد وللخاصة آخر! وتدبروا قوله تعالى لكفار قريش: ﴿أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾!.

فإما رجعتم للعلماء الراسخين ليحكموا بيننا وبينكم، وإلا فدونكم البنعلي فاستتيبوه أو اقتلوه.

نسأل الله الهداية والسداد.

 

([1]) كتبت سنة 1436هـ.

كتبها

أبو شعيب طلحة محمد المسير

لتحميل نسخة كاملة من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد  bdf اضغط هنا 

للقرأة من الموقع تابع

مائة مقالة في الحركة والجهاد الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى