هل يمكن لمن سجل على عملية استشهادية ولا يعلم متى يأتي موعد تنفيذه أن يتزوج
السؤال
هل يمكن لمن سجل على عملية استشهادية ولا يعلم متى يأتي موعد تنفيذه أن يتزوج
الجواب
الأصل استحباب الزواج للمجاهد، وهو سنة الأنبياء من قبل، وسنة سيد المجاهدين وقدوة المرابطين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم القائل: «وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» متفق عليه.
بل إن على المجاهد أن يضع نية إنجاب الولد الصالح المجاهد ليستمر الجهاد من بعده، وليدعو له بعد وفاته، قال البخاري رحمه الله “باب من طلب الولد للجهاد”، وذكر فيه قول سليمان بن داود عليهما السلام: «لأطوفن الليلة على مائة امرأة، أو تسع وتسعين، كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله». وحث النبي صلى الله عليه وسلم على طلب الولد، فقال: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم» رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في جهادهم علم أن المرحلة المدنية كلها جهاد وغزو، ومع ذلك كانوا يتزوجون في كل أحوالهم قبل الغزو وبعده، وما سيرة جليبيب وحنظلة عنا ببعيد، وتزوج أبو بكر رضي الله عنه أسماء بنت عميس عند الغزو، وهذا جابر رضي الله عنه يتزوج فينادي المنادي للجهاد فيخرج، وعند العودة من المعركة يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسبقهم إلى المدينة؛ لأنه عروس تزوج قريبا، فيأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم، متفق عليه.
وهذا الأصل وهو استحباب زواج المجاهد يشمل الاستشهاديين كذلك، وليتذكر المجاهد قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}.
مع ملاحظة أن الزواج كما يكون من البكر يكون من الثيب، وكما يكون من الصغيرة السن يكون من الكبيرة، وكما يكون من السليمة يكون من المصابة..، فيسدد الاستشهادي ويقارب حسب ظروفه وبيئته.
وإن كان الاستشهادي عزم أمره وهو في بيئة لا مخاطر معتادة فيها على الاستشهادي، فالأولى عندما يتقدم للخطبة أن يخبر أهل المخطوبة بظروفه كي يكونوا على بينة من أمرهم.
أما إن علم الاستشهادي من نفسه أن الزواج يفت في عضده ويضعفه عما عزم عليه وأنه إن تزوج تغير حاله، وكانت عنده قدرة على الصبر وعدم الزواج، فليمض في طريق الاستشهاد وثواب الله خير وأبقى.
الشيخ أبو شعيب طلحة المسير