معلومات خطيرة عن ملف عملاء الهيئة، وعمل الجولاني على دفنه. (2)
معلومات خطيرة عن ملف عملاء الهيئة، وعمل الجولاني على دفنه. (2)
الذي غير مجرى التعامل مع قضية العمالة كلها هو أن الكتل العسكرية تحركت لإخراج القادة العسكريين الذين سقطوا في أقبية التعذيب لا في قاعات المحاكمات والأدلة، وهذا ما أذاقوه لغيرهم من مجاهدين فذاقوه وأنكروه لكن عندما وقع عليهم هم شخصياً فقط وجحدوا حق غيرهم، فعل بني إسرائيل.
لقد أمر الجولاني بزج العميل وكل من يعترف عليهم، مع الذين يشكلون خطراً على كرسي العمالة والإجرام الذي يشغله، وفوض المحققين في المسالخ التي أنشأها لتعذيب أبناء الثورة والجهاد أن يعذبوا الأمنيين والعسكريين الذين كانوا البارحة يلاحقون ويقتلون المجاهدين ويبغون على الفصائل بحجة توحيد الساحة تحت المشروع والمؤسسات، التي تمتعوا مؤخراً بخدماتها على يد المحققين الجهلانيين.
ولئن كان الدور الأبرز في هذه القضية لأبي أحمد حدود وأبي عبيدة منظمات، إلا أن الأوامر من الجولاني ذاته الذي أراد إنهاء أي تكتل أو قوة غيره في الهيئة، لكن حدث ما لم يحسب له حساباً، وهو زيادة عدد المعتقلين عن قدرة الاستيعاب والتصديق لدى العسكريين، ووصول معلومات عن طرق التعذيب ونزع المعلومات، والتي شملت السلخ حرفياً، مع الحرمان من الحقوق ومن أداء الواجبات الشرعية، مع التكفير والوصف بأقذع الأوصاف، وسب الأعراض والتهديد بها، وهذا ما يفعله المحققون بخصوم الهيئة، لكن العسكريين الذين يدعون العدل تحكيم الشريعة كذباً، لم يثوروا لذلك لأنه يستعمل ضد غيرهم، وعندما مورس على من يخصهم هددوا باقتحام السجون والانشقاق عن الجولاني.
والجهة الثانية التي غيرت مجرى قضية العملاء أن أبا عبيدة منظمات قام باعتقال “أوس أبو محمد” أخو الأمني وسام بدون إذن من الجولاني، فتدخل الجولاني مباشرة كي لا يمتد الكشف إلى الكتلة التي تعمل تحته وتسير له خفاياه، فاعترافات أوس تأتي بوسام، ووسام يأتي بالجولاني ذاته، ولكي ينهي الجولاني هذا الخطر، تدخل لإنهاء كل قضية العملاء وإخراج المقبوض عليهم ابتداء بأوس وأبي زيد القابوني ومن معهم وصولاً إلى المعتقلين من كل الكتل، ونقض كل ما قاله عبر إعلامه من نصر استخباري وأخذ الاعترافات بدون ضغط ولا إكراه.
وظهر خائراً متناقضاً منافقاً في المسرحية التي شارك المعتقلون المفرج عنهم بتمثيلها، أنه هو القائد المفدى المخلص، وأن أبا عبيدة منظمات والمحققين الذين اعتقلوا معه هم البلاء وهم من لاحقوا واعتقلوا وحققوا عذبوا من تلقاء أنفسهم، ولم ينسوا أثناء التمثيل ذكر “المشروع” وضرورة البقاء في “الجماعة”، طالما أن الزعيم أخرجهم.
ولا يهمهم من بقي من الثوار المجاهدين أبناء الفصائل والمستقلين والمشايخ الصادعين وأعضاء حزب التحرير والمسلمين المختطفين المغيبين في الأقبية الأمنية وسراديب التعذيب، التي يشرف عليها نائب أبي أحمد حدود الذي اسمه شاهر الأزرق = أبو قاسم 105 = الدكتور أبو البراء وهو جاهل لم يحصل على شهادة الابتدائي، ومحققون بأسماء شيطانية منهم أبو الجماجم وأبو الغضب وما شاكلها من أسماء مجرمين وشبيحة.
وأكثر من ذلك تواصل بعض المفرج عنهم ينكر على المشايخ الذين طالبوا بمحاكمات عادلة تشمل كل المعتقلين والمفرج عنه، لإدانة العميل ورد اعتبار البريء، الجاهلون يظنون أنهم نجوا وزالت التهمة بخروجهم من السجن، ولا يعلمون أن هكذا تهمة لا تزول إلا بقرار قضائي، وإن لم يكن فستبقى وصمة في سجلهم لا يأمن أبناء الثورة لهم طالما أنهم تحت التهمة وتحت الجولاني الذي سلخهم وهم يهتفون له، كما يهتف جنود الطغاة حذو القذة بالقذة..
يتبع……
أبو يحيى الشامي
https://t.me/fromidlib/27710