الثورة السورية والاستعراضات العسكرية
الاستعراض العسكري يكون بعد انتصارات، أو في زمن السلم لإرهاب العدو ومنعه من بدء الحرب أو حرمانه من نتائجها، بكسر روحه المعنوية أو جزء منها.
في حالنا مع أعدائنا لن تنفع الاستعراضات الفصائلية الهزيلة، وهي حقاً هزيلة، ومظهر من مظاهر الفرقة والتفرد، تثير سخرية وشماتة العدو، وغضب الله وعباده المؤمنين.
لا يمكن أن يظهر الاستعراض كما يريد من أخرجه، فأجهزة التصوير متاحة للجميع، وستظهر بداية الاستعراض ونهايته وحجمه بالتأكيد، ومستوى الانضباط والتسليح، وهذا يوصل أفكاراً ورسائلَ للقريب والبعيد.
هنا أشهد لله أن أجمل وأقوى استعراض رأيته كان استعراض جيش الإسلام في الغوطة قبل أن تسقط ويهجَّر أهلها.
الاستعراض العسكري سنة نبوية (أمر النبي صلى الله عليه وسلم العباس رضي الله عنه أن يوقف أبا سفيان رضي الله عنه -وقد كان مشركاً- قبيل فتح مكة ليرى جنود الاسلام… القصة معروفة) ، ولهذا فوائد هامة، لا يمكن تحصيلها إلا بالاستعراضات الشاملة الضخمة.
من الظلم أن نحكم على النيات فالله بها عليم، لكننا نرى ما يظهر إن كان في شوارع وساحات المدن أو على الجبهات وساحات المعارك، ونشهد لمن نراه شديداً على الكافرين رحيماً بالمؤمنين، ومن هو عكس ذلك… ومن هنا وبدعاء المؤمنين يكون التوفيق واليسر والرفق، وعكسه.
إن أكثر ما يرهب عدونا هو العدد الكبير المتمسك بثوابت الدين والثورة، الرافض فكرة الاستسلام، المشتعل جمراً لاهباً، يحسبه الجاهل خامداً وهو في طور ثورة تجديد العهد وتصحيح المسار.
أبو يحيى الشامي
لنشر الوعي بالسياسة الشرعية، والتعليق على الأحداث الهامة في العالم والشام خاصة.