لماذا أنكر الإمام النووي على بيبرس ولا نجد في ترجمته كلاما عن التتار

لماذا أنكر الإمام النووي على بيبرس ولا نجد في ترجمته كلاما عن التتار

عامة التحريض على جهاد الكفار قد يصدر من الشيخ وغيره، وربما استطاع عجوز أو امرأة أو طفل أن يكون أبلغ تحريضا من شيخ، وذلك لأن عامة التحريض تشجيع وتذكير بما تقرر في نفوس الناس من جهاد الكفرة.

أما الإنكار على ظلمة المسلمين فمهمة الشيوخ فيه أكبر ولا يستطيع كثير من الناس مجاراتهم فيه لحاجته للعلم ولأن الشبهة تدخل على الناس بخصوص فعال الظلمة أكثر من دخولها في جهاد الكفرة.

لذا لا عجب في قراءة تراجم جل علماء الأمة أن تجد أن مواقفهم المشهودة ضد الظلمة أكثر من مواقفهم المشهودة ضد الكفرة؛ لأن الأولى تكون غالبا فرض عين في حقهم..

اقرأ إن شئت ترجمة الإمام النووي رحمه الله الذي دخلت جيوش هولاكو دمشق وهو بها في ريعان شبابه عمره سبع وعشرون سنة، ثم قامت معركة عين جالوت، ثم مئات المعارك مع التتار والصليبيين والباطنيين إلى أن توفي، قد لا تجد في كثير مما كُتب عنه كلمة له عن التتار ولا الصليبيين، ولكنك ستجد جل من ترجم له ذكر صدعه بالحق أمام المماليك الجائرين، وإنكاره القوي على الظاهر بيبرس.
ومن تتبع سير كبار العلماء كالأئمة الأربعة وغيرهم وجد هذا المعنى ظاهرا.

فالبيان وظيفة الشيوخ الأولى، والأمة قد تكون حاجتها لبيان حال الظلمة أكثر من حاجتها لبيان حال الكفرة؛ لأن حال الكفرة لا يخفى على كثيرين.

الشيخ أبو شعيب طلحة المسير 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى