الإرجاء السياسي
الردود على شبههم التي ينشرونها للتلبيس على الشباب والناس نأخذها من كتاباتهم ومن ألسنتهم👇👇
⚡️ الإرجاء السياسي:
كان العلماء زمن الحجاج حيارى بين فتنة الخوارج ومظالم الحجاج؛ حتى أنه لما قام بعضهم يدعو الخوارج للسلم والدخول في الطاعة؛ أنكر عليهم آخرون وقالوا: “إلى من تدعوهم؟ إلى الحجاج؟!”
ثم إنه في هذا الجو الحالك أعلن ابن الأشعث تمرده على الحجاج، ودعا الناس للنهوض معه لإقامة العدل ورفع الظلم وتحكيم الكتاب والسنة، وفعلا: “قام معه علماء وصلحاء لله تعالى؛ لما انتهك الحجاج من إماتة وقت الصلاة، ولجوره وجبروته” [السير، للذهبي: 4 / 183].
لكن انتصر الطاغيةُ الحجاج في حربه لابن الأشعث، وأخذ في ملاحقة العلماء المخالفين له، وكان أشهرهم سعيد بن جبير الذي قتله بحقد..
وهنا برز قرن الإرجاء بين صفوف هؤلاء اليائسين المستسلمين للأمر الواقع، كما تجرأ الذين كانوا مرجئة من قبل فأعلنوا مذهبهم، واستغلوا آثار الهزيمة لنشره؛ وفي ذلك يقول قتادة: “إنما ظهر الإرجاء بعد هزيمة القراء!” [السنة للخلال: 1230]!
وهذا ما صار في واقع الثورة السورية؛ حيثُ إنه مع فتنة الخوارج الدواعش، انتشر فكر الإرجاء كردة فعل على غلو الخوارج..
🖌 وللتحذير من بدعة المرجئة؛ كتب -قبل 8 سنوات- د.مظهر -شرعي الجناح العسكري في الهيئة وعضو شوراها- رسالةً سماها: “كلمات في الإرجاء السياسي”؛ ردَّ فيها على المرجئة الجدد من الفصائل الإسلامية التي ترفع شعارات السنة مع تلبسها لَبوس المرجئة.. وهي اليوم تضلح للرد على التغيرات الفكرية التي يقودها مظهر في الهيئة!
استوقفتني هذه الرسالة؛ لأن ما فيها -للأسف- باتت قيادة الهيئة تمارسه في أعمالها؛ فلنقرأ سوية هذه المعالم الإرجائية، ثم لنتفكر: ما الذي جعل الهيئة تقع فيما كانت تحذر منه؟!!
يقول د. مظهر: “أبرز مظاهر الإرجاء السياسي:
1- الروح الانهزامية وإيثار السلامة والدعة: الفكر الإرجائي يتضايق من التضحية والفداء.. ولا يجاهد إلا بجهاد مضمون النتائج وربما مرضي عنه حسب المقاييس الدولية! وسرعان ما ينكصون لأدنى ضغط لأن الجهاد على خلاف الأصل عندهم، ويميلون مع الحلول السلمية التصالحية ويرضون بثقافة الذل والخنوع والانبطاح، التي تضمن لهم حياتهم ومناصبهم دون مزيد بذل وأسلوبهم في ذلك هو:
2- الرضوخ للأمر الواقع وشرعنته وتسويغه (الجبرية السياسية):
يمشون ضمن قواعد اللعبة لا يخرجون عنها، ويتذرعون بصعوبة تغيير الأمر الواقع، ولذلك كانت عقيدة الجبر موافقة دائما لعقيدة الإرجاء لأنهما يتوافقان في الخضوع للأمر الواقع بحلوه ومره، وتغيب عن القوم حتى إرادة التغيير التي ينجحون في تبنيجها.!
3- الانخداع بألاعيب الحكام الفجرة (الدروشة السياسية) وتسويغ فجورهم:
مشكلة أهل الإرجاء سرعة انخداعهم بألاعيب الحكام، فالهوى والخور والضعف النفسي مع حب الدنيا يجعلهم يمشون في ركاب الحكام الفجرة بل ربما يكونون ملكيين أكثر من الملك، كما قال السلف عن الإرجاء: دين يوافق الملوك.
4- التجاسر على الفجور (التنازلات السياسية) مع تزكية النفس:
يجرؤون العوام على الفجور ومنه الفجور السياسي ولكن باسم الدين..
وتجد العجب والتزكية للنفس وادعاء الفهم والعلم والتشبع، مع الهوى والاستعلاء على الناس بغرور وعنجهية، فيبدأ القوم بالدروشة السياسية؛ ليترقى بهم الحال إلى التسول السياسي ومن ثم إلى التسكع السياسي وصولا لمرحلة الفجور السياسي..!
5- الخداع والمراوغة وعدم وضوح الموقف:
دائما يحسبون خط الرجعة ويمشون في عدة طرق مع سرعة التلون والتملص!!
6 نشر أجواء النفاق والتمهيد للعلمنة:
يجد النفاق متنفسا من خلالهم؛ لزعزعة الجبهة الداخلية ودفعها إلى الاستسلام، والتنازل عبر الأراجيف والأكاذيب والإشاعات وخاصة في وقت ضعف المسلمين..
ومن شدة نقدهم للعمل الإسلامي وخاصة الجهادي؛ لا يجد الناس أمامهم إلا أحضان العلمانيين مع تزيين العلمانية والديمقراطية وتسويقها تحت شعار التنوير والشورى ومحاربة الاستبداد!
7- تعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة الخلاف في المسائل:
حتى لو كان الفاعل فاجرا؛ بحجة أن المسألة خلافية مع أن الفاجر لم يستند للدين أصلا ولم يخطر له على بال، ولم يستفت أحدا وإنما هو الترقيع المجاني والتسويغ الشيطاني تزلفا ونفاقا!
8- التضايق من الأسماء الشرعية:
كالإسلام والشريعة والجهاد ويتغنون بغيرها من المفاهيم المحتملة؛ كالوطنية والقومية والثورية، ويتدرج بهم الأمر من التورية في هذا المصطلحات إلى سلخ المعاني الإسلامية منها، والتلبيس على الناس فيها؛ حيث يختلط الحق بالباطل!” اهـ.
والسؤال هنا:
كم مظهرا من مظاهر الإرجاء الثمانية تلك فعلته قيادة الهيئة لليوم؟ وإذا كان أكثر من نصفها متوفرًا فيها؛ فهل تصير مرجئة بذلك؛ باعتبار أنَّ الحكم للغالب؟!
وما السبب الذي جعل الهيئة تقع فيما كانت تُحذر منه أمس؟
ولماذا يُشرعن د. مظهر هذه الأمور وينظر لأكبر مشروع إرجاء سياسي في المحرر اليوم، ويعنف على المتمسكين بكلامه القديم؟!!
حقا؛ الفتنة أن تُنكر اليوم تعرف بالأمس؛ فلنضبط البوصلة، لئلا يضيع جهادنا المبارك..
#الزبير_الغزي