ركضا إلى الله يا أبا ناصر جوبر //الزبير الغزي

📝 ركضا إلى الله يا أبا ناصر جوبر

جاء أبناء عمرو بن الجموح بأبيهم المسن الأعرج يشكونه إلى المصطفى قبيل يوم أحد:
يا رسول الله نحن شباب أربعة نغزو معك ونقاتل دونك غير أن أبانا هذا يصر على الغزو معك وهو كما ترى.
ويقول له الرحمة المهداة: أنت ممن عذر الله يا ابن الجموح.
وينتفض ذلك الأسد وتشتعل حمية الدين في رأسه وتلوح أمام عينيه بوابة الجنة.
يا رسول الله؛ إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة.
فيقول نبينا صلى الله عليه وسلم لأبنائه: وما عليكم ألا تدعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة.
وتدور رحى الحرب، ويلقى ذلك الأسد الهصور ما تمناه، ويقتل مقبلا غير مدبر، ويعطيه رسول الله وسام الصدق والعزيمة “أراه يطأ بعرجته الجنة”..

📚 ها نحن اليوم نعيد أمجاد سلفنا و عظماء أمتنا..
“أبو ناصر جوبر” لله درك من بطل؛؛ شابٌّ في مقتبل العمر، مقاتل شرس، ومرابط ثابت، وصاحب همة وعزيمة وحماسة منقطعة النظير.
عرفه شباب الغوطة ومجاهدوها وخاصة المرابطون في جوبر الصمود التي كسرت أنف النصيرية، ومرغت أنوفهم في التراب.
لطالما ألهب مشاعر إخوانه بكلماته ونصائحه التي كانت تفيض بمشاعر الصدق والإيمان بموعود الله.

📌 لكن أكثر ما كان يؤثر في إخوانه ليس كلماته فحسب، ولكن إعاقته التي لم تكن في يوم من الأيام حاجزا بينه وبين تأدية الواجب.
📣📣 لقد كان أبو ناصر مبتور أحد الساقين من فوق الركبة، وقد استعاض عن ساقه التي سبقته إلى الجنة بطرف صناعي بالكاد كان يفي بالغرض أيام حصار الغوطة المطبق.
رغم ذلك لم يعرف عن أبي ناصر هذا ضعف أو تقاعس أو خور عزيمة أو تقصير في واجب.
لطالما أصر على أن يكون ضمن “سرية الاستشهاديين” منذ أكثر من ست سنين، لكنه كان في كل مرة يستبعد بسبب إصابته والتي قد تعيقه عن إتمام مهمته؛ لكنه لم ييأس ولم يكل ولم يمل، وآثر أن يلزم سرية الاستشهاديين على أنه إداري يقوم بخدمتهم، ويساعدهم في مهامهم..
إلى أن شاء الله سبحانه أن يحقق له مبتغاه ويعطيه ما تمناه، ويتم رصد الهدف:
تجمع كبير لأعداء الملة والدين الذين يتربصون بالمسلمين وأعراضهم، ويشاء الله أن يكون أبا ناصر حاضرا مستعدا جاهزا يتلمظ ليشرب من دم عدوه ويذهب غيظ قلبه.
وينقض كالنسر ليجعل الرتل أثرا بعد عين، ولترتاح هذه النفس الطموح، ولينهج نهج ابن الجموح، ولينال رضى الله إن شاء الله، ولسان حاله يقول ما قاله ابن الجموح قبل أن يقتل:
ركضا إلى الله بغير زاد .. إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد

💠 كان آخر ما أوصى به إخوانه هو الإصرار على طلب الشهادة، والإلحاح على الله في ذلك، والعمل الدؤوب والاجتهاد والمثابرة من أجل تحصيلها..

رحمك الله يا أبا ناصر فما أبقيت بعدك لصحيح معافى حجة أبدا.
أسأل الله أن يجمعنا وإياك بنبيه وأصحابه لنقص عليهم ما لقيناه من شدائد وما صب علينا من بلاءات وفتن..
كل ذلك ونحن صابرون محتسبون نرجو أن نكون على نهجهم ونقتفي آثارهم

والحمد لله رب العالمين

📝 كتبه/ أبو عبد الله الدمشقي

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى