إدلب في شهر ذي القعدة 1444هـ مجلة بلاغ العدد ٥٠ – ذو الحجة ١٤٤٤هـ
إعداد: أبو جلال الحموي
انطلقت من إدلب في هذا الشهر الحرام قوافل الحجيج متجهة لمكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وقد خرج من معبر باب الهوى قرابة خمسة آلاف شخص متجها إلى الحج، إضافة إلى قرابة ثلاثة آلاف شخص خرجوا من معبري باب السلامة وتل أبيض الواقعين في منطقتي درع الفرات ونبع السلام، وقد وصلوا بسلام لمكة المكرمة والمدينة النبوية المطهرة، عسى الله أن يتمم لهم نسكهم ويتقبل منهم حجهم ويوفقهم فيه لصالح الدعاء لهم ولأهلهم ولبلدهم ولأمتهم.
وقد واجه بعض المسافرين عقبات وعراقيل من الجانب التركي؛ حيث رفض إدخال بعض المسافرين الحاصلين على تأشيرات الحج إلى تركيا ليسافروا منها إلى الحجاز؛ بل واعتقل بعضهم تعسفا في المعبر كما حصل مع القيادي في الثورة السورية أبي العبد أشداء أحد الثوار المعروفين، وهو الاعتقال الذي ندد به كثير من وجهاء المناطق المحررة وصدرت بيانات عدة تطالب بالإفراج الفوري عنه والسماح له بإكمال رحلة الحج المبارك، وهو ما تتعنت الإدارة التركية في تنفيذه إلى اليوم.
وداخليا كانت الأحداث الميدانية المتعلقة بالاحتلال الروسي والإجرام النصيري تسير في مسارها المتكرر في الشهور الماضية؛ حيث قصف الطيران الروسي بعض القرى المدنية مما أدى إلى استشهاد بعض الأهالي ورد الثوار بقصف بعض نقاط رباط العدو، كما حصل رد بقصف طيران مسير للقرداحة وبعض القرى المحتلة.
وانتهت في هذا الشهر مؤتمرات أستانا بعد عشرين جولة من المفاوضات بين روسيا وتركيا وإيران والنظام النصيري وأطراف محسوبة زورا على الثورة السورية، معلنين وجود مفاوضات قادمة في مكان لم يحددوه بعد، ولكن سبحان الله، فبعد انتهاء اجتماعهم هذا بأيام قليلة حصل الإشكال الضخم في روسيا بين الجيش الروسي ومرتزقة فاغنر، وبدأت قوات فاغنر التقدم للإطاحة ببوتين، ووقعت اشتباكات بين الطرفين، وهو تطور مؤذن بتغير كبير جدا ليس في روسيا فقط بل وفي الخريطة العالمية جمعاء، ولكن لا يتوقع أن تستفيد منه الثورة السورية قبل فك ارتباطها بالقيادات الذليلة الوظيفية التابعة للمنظومة الدولية المعادية، فهؤلاء عدو داخلي يكبل الأهالي ويحارب كل حراك مخلص فيه جدوى.
وفي إدلب زادت قيادة هيئة تحرير الشام من حربها على المجاهدين والثوار والأهالي؛ فاعتقلت مجاهدين ومشايخ ووجهاء وناشطين، واعتدت على مسيرات نسائية وعامة، وتسببت في مقتل السيدة مطيعة المعيرية، وازداد الحراك الشعبي المتظاهر والمندد بها قوة، وخرجت بيانات عديدة تحذر من مغبة الانضغاط الحاصل في إدلب.
وفي حادث متوقع تماما من هؤلاء الذين يحاربون المجاهدين فقد أبلغت المخابرات التركية قيادة هيئة تحرير الشام وجود خلية تابعة لأمريكا داخل مفصلهم الأمني؛ فاضطرت قيادة الهيئة لتوقيف تلك الخلية التي تبين أنها تضم عشرات الأشخاص في المفصلين الأمني والإعلامي، لبعضهم مواقف ظاهرة الشدة ضد المجاهدين والثوار، تزامن ذلك مع تسرب كثير من بيانات أهل إدلب التي جمعتها أجهزة الجولاني واختراق وسائل تواصلهم، فتأكد بذلك أن هذا السعار الذي تسير فيه قيادة الهيئة منذ سنين ضد أعيان المجتمع هو مخطط سارت فيه بوعي بعضهم وحماقة آخرين لتنفيذ أجندات الأعداء.
هنا بقية مقالات مجلة بلاغ العدد ٥٠ ذو الحجة ١٤٤٤هـ