إدلب في شهر شعبان ١٤٤٢هـ ||صدى إدلب ||مجلة بلاغ العدد الثالث والعشرون

إعداد: أبو جلال الحموي

 

كان التصعيد المتدرج هو المشهد الأبرز في إدلب بشهر شعبان 1442هـ؛ حيث استهدف العدو الروسي العمق المدني لمنطقة إدلب في رسالة تهديد واضحة بأنه لا قِيم تحد من عدوانه، فقد استهدف المحتل الروسي مشفى الأتارب الطبي مما تسبب في وقوع شهداء وجرحى وخروج المشفى عن الخدمة، كما استهدف طيران العدو وصواريخه المنطقة الحدودية المتاخمة لتركيا القريبة من معبر باب الهوى وسرمدا وبابسقا وقاح وما حولها، إضافة لاستهدافه المعتاد للجبهات وما يليها بالمدفعية والطيران فاستهدف الزيارة وتل واسط والبارة ومجليا وجرادة ورويحة وجوباس وسان وحرش بنين وبكفلا ومرتين وحرش بسنقول والناجية وأريحا وكفر نوران وكفر عمة وتقاد ورحاب ودارة عزة وجبل الشيخ بركات.

كما استهدف الثوار تجمعات العدو في البريج ومعرة النعمان وكفر نبل وغيرها.

ويبدو أن هذا التصعيد المتدرج للعدو له أهداف منها التضييق على معبر باب الهوى تمهيدا لمنع دخول المساعدات الأممية منه؛ حيث إن دخولها متوقف على موافقة مجلس الأمن والموافقة السابقة كانت مدتها سنة تنتهي قريبا، وتسعى روسيا لجعل دخول المساعدات الأممية عن طريق مناطق سيطرة النظام النصيري وما ينجو من سرقتهم يعبر من تلك المناطق لإدلب، ولذلك عملت روسيا في هذا الشهر على فتح معابر بين مناطق سيطرة النصيرية وإدلب، وهو الأمر الذي كانت تسعى له عدة أطراف دولية ومحلية ولكنه قوبل برفض شعبي في المناطق المحررة أدى لفشل فتح تلك المعابر إلى اليوم.

 

على جانب آخر لا زال هناك غموض حول الانتخابات الرئاسية في المناطق المحتلة ومدى استمرار بشار فيها، والتي من المفترض أن تبدأ خلال الشهر القادم، في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية الشعبية في مناطق سيطرة النصيرية وفقدان الشعب للمحروقات وكثير من المواد الأساسية.

 

* وفي تطور جديد لتشابك القضايا والأحداث الإقليمية والدولية تصاعدت حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، وحشدت روسيا قوات كبيرة داخل الجزء الذي تحتله من أوكرانيا، وأظهر الاتحاد الأوربي وأمريكا وتركيا وقوفهم مع أوكرانيا ضد التهديد الروسي، في مشهد يبدو أنه تصعيد للضغط وإعادة تقسيم الخرائط وتبادل الدول للمصالح على غرار ما حصل ويحصل في سوريا وليبيا وأذربيجان وشرق المتوسط، ولكن الجديد في المسألة الأوكرانية أن تدخل الجيش الروسي ميداني بشكل أكبر من تدخله في بقية الدول التي يكون تدخله فيها أكثره إدارة لجيوش من تلك الدول أو لمقاتلين مرتزقة، مما يعني أن تطور الأوضاع في أوكرانيا قد يسبب انشغالا وضغطا على الجيش الروسي يمكن الاستفادة منه في إضعاف الاحتلال الروسي في سوريا.

* داخليا لا زالت الثورة السورية تعاني من أزمة انحراف البوصلة عند قيادة هيئة تحرير الشام، وقد ظهر في هذا الشهر الجولاني في مقطع مع صحفي أمريكي وهو يتهم الفصائل المخالفة له بالتشدد، وينكر حقائق التعذيب في السجون الأمنية، وقد رد عليه أبو العبد أشداء في إصدار بعنوان “سرطان الثورة” بين فيه بالأدلة كثيرا من الممارسات التي قام ويقوم بها الجولاني وأدت لضياع المناطق وزعزعة الأمن وإذلال الشعب وغلاء المعيشة وإصدار قوانين تخالف الشريعة الإسلامية.

 

والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى