كنَّاشة عَزّامْ
رسالة لإخواننا العسكريين(٢):
سلام الله عليكم وبعد:
انقضت تلك المرحلة العصيبة والتي أبليتم فيها بلاءً حسناً، وضربتم أروع الأمثلة في الصبر ومجالدة الأعداء طيلة أيام الحملة الأخيرة، فجزاكم المولى خير الجزاء.
إخواني القادة:
إنّ أيامنا هذه بهدوءها وتوقف هجوم العدوّ فيها؛ لهي أغنمُ الأيام وأولى اللحظات التي نذكّر أنفسنا فيها بما يلي -عملياً-:
١.قد تكون هذه الاستراحة أياماً وقد تكون شهوراً، فلابدّ من العمل وكأنّ الحرب غداً، في نفس الوقت الذي نخطط ونبني وكأنّ الهدنة أشهراً طويلة، وهذا التوازن كفيلٌ بإنجاز الأولى وكذلك البناء المتأدّ. [إنجازٌ بإتقان] ٢.يجب أن نراجع جميعاً المرحلة السابقة، ونقف على أيامها ومعاركها وغزواتها، وتقدماتها وتراجعاتها، وننصف أنفسنا وإخواننا بطرح الإشكالات والأخطاء والملاحظات بغرض تفاديها وإصلاحها في مقبل الأيام؛ وإلا فإننا نكرر التجارب الخاطئة ونعيد الفشل والخلل. [مراجعة وتقييم] ٣.حسن استغلال هذه المرحلة مرتبطٌ بحسن إدارته، وتقاسم المهامّ العسكريّة، والتوزيع الصحيح للواجبات بين المسؤولين، وغير ذلك من فنون الإدارة كالتفويض والتنظيم والتوكيل والتقييم المستمرّ والتطوير والتوجيه.[حسن إدارة] ٤.كما رأينا جميعاً وعرفنا أنّ الحرب تأكل الرجال، ولذا لابدّ من العمل على إنشاء وتدريب وتهيئة رجالٍ يقودون في المرحلة القادمة ويتحمّلون المسؤوليات ويصدّون الزحوفات ويرمّمون فقد الشهداء والجرحى، وذلك بإقامة الدورات والبرامج التي تبني المفاهيم والعلوم العسكرية الصحيحة. [إعداد كوادر] ٥.إنّ أعظم زادٍ هو التقوى، وخير تطويرٍ هو تطويرُ الإيمان؛ فلابدّ من برامج ومحطاتٍ للتزوّد إيمانياً من خلال الدروس الشرعيّة والدورات ومحاسبة النفس وقراءة القرآن وقيام الليل وصيام النوافل وغيرها مما يُتقى به العدوّ ويُتدرع به، ويُتقرب به إلى الله، قال أبو الدرداء : إنما تقاتلون بأعمالكم.[تضرّع وتقرّب]
وللحديث بقيّة..
سددكم الله..