إدلب في شهر رجب 1442هـ || صدى إدلب || مجلة بلاغ العدد الثاني والعشرون شعبان ١٤٤٢ هجرية
إعداد: أبو جلال الحموي
غموض سياسي وترقب هو المشهد الأبرز خلال شهر رجب المنصرم، فالأصل المعمول به في منطقة سيطرة النصيرية أن تجري انتخابات رئاسية خلال الشهرين القادمين، ومع ذلك فإن الغموض يحيط بتلك الانتخابات فلم يتأكد بعد هل سيترشح لها بشار ويستمر في الحكم أم سيضع المحتلون دمية جديدة تكمل مسيرته الإجرامية، فقد أعلن العدو عن إصابة بشار الأسد وزوجته بفيروس كورونا، وهو إعلان غريب في وقته وطريقته، فالمعتاد قبل الانتخابات أن يحصل تكتم على مثل هذا الخبر لو كان الخبر صحيحا، يضاف إلى ذلك أنه لم تلاحظ إلى الآن حملات انتخابية قوية كما هو معتاد في الأشهر الستة قبل الانتخابات، مع ازدياد انهيار العملة السورية واستمرار أزمات الشعب الساكن في المناطق الواقعة تحت سيطرة بشار، وهي أزمات يمكن حل كثير منها بسهولة ولو مؤقتا تمريرا لمرحلة الانتخابات -لو كانت توجد عند بشار رغبة في حلها-، وخرجت قرارات ضعيفة الأثر مثل إعطاء منحة لا تساوي خمسة عشر دولارا للموظفين، والإفراج عن عدد محدود جدا من المعتقلين.
وأمام هذا الغموض فقد انعقد مؤتمر أستانا 15 في ظروف ترقب لا تسمح للدول المتآمرة في هذا المؤتمر بأخذ خطوات كبيرة في الشأن السوري انتظارا لاكتمال تفاعل الأحداث خلال الشهور القادمة، فلم يحضر في المؤتمر سوى وفود لا تملك قرارا ولم تخرج بشيء جديد.
وظهر في هذا الشهر توجه جديد لربط الساحة السورية بملفات الخليج العربي، خاصة ملف اليمن؛ فقد بدأ الحديث عن تعاون سعودي تركي لمواجهة الحوثيين بل وتسرب كلام عن إمكانية نقل جنود من الثوار السوريين للقتال في اليمن أو لحراسة الحدود السعودية، كما جرى اجتماع قطري روسي تركي على مستوى وزراء الخارجية في قطر، يظهر منه أن هدفه استجلاب دعم قطري لمختلف مناطق سوريا، والعمل على تقارب النظام النصيري مع الدول العربية ومحاولة إعادته لجامعة الدول العربية.
وفي جانب مرتبط بذلك استمر مناف طلاس في الترويج لمجلسه العسكري، وكذلك ظهر رياض حجاب الذي كان رئيس وزراء حكومة بشار سنة 2012 وادعى بعد ذلك انشقاقه عن نظام الأسد، ظهر فجأة واجتمع في قطر مع مسؤولي بعض الدول وخرج بتصريحات توحي بانتهاء حكم بشار هذه السنة، وتحركات مناف طلاس ورياض حجاب يبدو أنها محاولات لاختزال الثورة في أشخاصهما وتقديم الثورة لقمة سائغة على طاولة المفاوضات الدولية بدعوى تمثيلهما لها.
– ميدانيا استمر العدو النصيري الروسي في قصفه المدفعي للثغور مثل بليون وسفوهن وكفر عويد والفطيرة والزيارة وتل واسط والبارة ومجدليا وجبل الشيخ بركات.. وغير ذلك، وقصف طيرانه الكبينة والبارة ومعرة مصرين ورحاب.. وغيرها، كما قصف العدو بصواريخ بعيدة المدى تجمعات ناقلات المحروقات في درع الفرات كمنطقة الحمران بريف جرابلس وترحين بريف الباب وتسبب في خسائر كبيرة.
وقد قام الثوار باستهداف تجمعات العدو في ميزناز وجدرايا والتفاحية وحنتوتين وبرج البيضا وكفر بطيخ وكفر نبل وتل مرديخ..، وغير ذلك.
– وبالنسبة للأوضاع الداخلية بإدلب فقد أقيم عدد من الاحتفالات العامة تتعلق بمرور عشر سنين على انطلاق الثورة السورية سنة 2011م.
وعلى جانب آخر استمرت قيادة هيئة تحرير الشام في تعقب واعتقال وأخذ بصمات أعداد من المجاهدين العاملين مع فصائل أخرى، كما أفرجت عن عدد من الأسرى كالصحفي بلال عبد الكريم وغيره بعد أخذ ضمانات تقيد جهودهم.
* أسأل الله أن يجعل قادم الأيام خيرا من سالفها، وأن يرد كيد المتآمرين في نحورهم، إنه على ما يشاء قدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل.