(أئنك لأنت يوسف؟!!)
(أئنك لأنت يوسف؟!!)
رغم أن يوسف عليه السلام مشغول بأمور العامة يدخل عليه الناس من كل حدب وصوب إلا أنه بمجرد دخول إخوته عليه (عرفهم وهم له منكرون)…
وكذلك يعقوب عليه السلام علم من وصفهم أخلاق العزيز وخبره دون أن يرى طلعته البهية أن ابنه يوسف هناك فقال لبنيه: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه).
أما هم فرغم أن تعاملهم مباشر مع يوسف عليه السلام، ورغم معرفتهم لصورته وطريقته وأخلاقه، ثم اختصاصه لهم بمزيد إكرام، وإلحاحه في طلب أخيه.. كل ذلك لم يثر فيهم -وهم عشر أنفس- شكا بأنه هو يوسف الذي أرادوا أن يلتقطه بعض السيارة..
حتى إذا كشف يوسف عليه السلام لهم حقيقة فعالهم بيوسف وأخيه وحقيقة ما كانوا فيه من جهل..، عندها وعندها فقط اكتشفوا السر الظاهر منذ زمن، وراحوا يؤكدون الحقيقة وكأنها غائبة!! (أئنك لأنت يوسف؟!!))..
بعض النفوس الظالمة تستمر على ظلمها سنين طويلة تنكر فيها الحقائق وتتعامى عن البديهيات حتى إذا ووجهت بالحقيقة جلية قاطعة عندها وعندها فقط تذعن وتقر… وتعلن التوبة.
ولكن ما يدريها أن هذه المواجهة الفاضحة ستكون في الدنيا وتتوب؟ فقد تتأخر الفضيحة إلى الآخرة حين لا ينفع ندم ولا تُقبل توبة.. وعندها : (فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ).