نصيحة للثابتين / الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

من إدلب

فتاوى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الغالي
معك مجاهد من جموع المجاهدين الذين ضيق عليهم في حملة الزعيم الأخيرة ..

كما تعلمون كيف ضيق علينا الجولاني وحاربنا وطاردنا وشردنا ، فمن كان عنده منا مشروع دعوي أو جهادي فقد توقف بسبب التضييق والملاحقات ، فنريد منك نصيحة ( مطولة ) ترشدنا فيها إلى العمل الدعوي والجهادي في هذا الواقع الجديد وكذلك نصيحة إيمانية وتربوية ومنهجية للعاملين في سبيل الله
ولكم جزيل الشكر


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله
الدنيا دار ابتلاء واختبار، والجهاد في سبيل الله تعالى ماض إلى يوم القيامة، والأمة تكالب عليها الأعداء منذ أكثر من مائة عام ومكروا مكرا كبارا..، فعلى الأخ المجاهد أن يعلم:
– أن سيره في طريق الجهاد هو سير أصيل مستمر ليس عارضا وطارئا، وبناء على ذلك يعيد ترتيب علاقاته وأعماله وحياته الخاصة والعامة.
– وأن العلائق والعوائق التي تعترض السائر في هذا الطريق هي أصل في طبيعة الصراع بين الحق والباطل، فلولا المشاق لما قيل عن الجهاد جهاد فهو من الجهد والمشقة والتعب، فعلى المجاهد ألا يتعجب من حصول تلك المشاق والتحديات فضلا عن أن تُحدِث في نفسه هزة وتراجعا.
– أن الصبر والثبات هو من أهم الأسلحة التي يمتلكها المجاهد في سبيل الله تعالى، وهو السلاح الذي يعمل كل الأعداء على انتزاعه من يد المجاهد ليصبح جثة لا روح فيها وبدنا لا عزة فيه، فإن تحقق الصبر والثبات فكل ما أصاب المجاهد فهو له خير سواء انتصر فكان من الفاتحين أو قتل فكان من الشهداء الفائزين، وسيعقب كلَّ شهيدٍ مجاهدٌ يكمل المسير ويتابع التضحية ويدافع عن الأمة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
– راقب قلبك وزد إيمانك، وحافظ على المحطات الإيمانية التي تزود القلب في طريقه إلى الله، ومنها المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد في كل الصلوات، والمحافظة على ورد القرآن، والدعاء الخاشع، وصيانة العين والأذن واللسان عما يغضب الله جل وعلا.
– ابحث عن صديق صدوق يصاحبك الطريق ويعينك على نوائب الحياة ويحمل هما مثل همك وحبا للجهاد مثل حبك.
– ارجع لمن تثق في دينه وتقواه وثباته وعلمه بالواقع من أهل العلم فشاوره واستنصحه في سيرك إلى الدار الآخرة.
– لا تنظر إلى ضيق اللحظة الحاضرة ولكن انظر إلى بركات المجاهدين في اللحظة القادمة، فهل خطر ببال عمر المختار وسيد قطب رحمهما الله حين تقدما للقتل في سبيل الله تعالى في زمن قل فيه النصير وتكالب فيه العدو أنه سيأتي زمان يكونان فيه شعلة للأمة ورمزا للجهاد وقدوة للعاملين.
– واقع اليوم يحتاج ثلة صابرة فوق حاجته لجموع مضطربة، فاحرص على المشاريع العلمية والجهادية الصغيرة الحجم الكبيرة النفع؛ فالدعوة الفردية وإعداد طلاب علم، وتهيئة كوادر عسكرية ومجموعات نوعية نفعه في واقعنا أكبر بكثير من كثير من المشاريع العامة، خاصة أن المشاريع العامة لها عادة من يهتمون بها..
– العمل بالعلم الموجود يحتاج جهودا كبيرة وبذلا واسعا، فاحذر التقصير في العمل بدعوى التوسع في العلم، فالأصل أنهما خطان متلازمان، واحذر الخوض فيما لا تعلمه من المسائل التي تحتاج مختصين ويستغرق فيها عادة غير أهلها فتنتج تخبطات وتشوهات كثيرة؛ مثل بعض مسائل الحكم على الأعيان وتكفير الأشخاص والجماعات..
– خذ حذرك وأنت سائر في طريق الحق، فالمعلومة على قدر الحاجة، والتلطف لئلا يشعر بك الأعداء مطلوب، والاستعداد لمختلف الاحتمالات متعين..

أسأل الله أن يغير الحال وأن ينصر المجاهدين وأن يكف بأس الروس الكافرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى