مواليد الثورة هم حملة رايتها غدا

مواليد الثورة هم حملة رايتها غدا.
قدمت ثورة الجهاد الشامي ملايين الشهداء والجرحى والأسرى، وانتشر في أرجاء الأرض بعيدا عنها ملايين أُخر، ويعيش ملايين تحت ظل طغيان النظام النصيري، وواصل جزء من الشعب ثورته ضد الطغيان، وتحمَّل شدة القصف والتهجير مرددا: “الموت ولا المذلة”.

وإن من أقوى ما يعين البقية الثائرة المواصِلة للجهاد على أداء الرسالة وتبليغ الأمانة للأجيال القادمة استمرار النسل وكثرة المواليد، فتلك هي القنبلة الديموغرافية أحد أسرار قوة المسلمين عبر التاريخ وإحدى أدوات مواجهة المجرمين المحتلين جيلا بعد جيل، وهي القنبلة التي يخشاها اليهود في فلسطين ويخشاها النصيرية في سوريا ويخشاها الفرنسيون في أوربا.

نعم، فإن التكاثر وطلب الأولاد الذي هو من مقاصد الإسلام والذي تلقته الأمة بالجدية والقبول، قوة حضارية للأمة المسلمة لم تستطع أي أمة أخرى مجاراتها فيه.

– وإن مما يبشر بالخير أن وعي الأهالي بذلك كبير فلم تمنعهم محن الحرب وآلامها من السعي في طلب الولد وزيادة النسل، موقنين أن ذلك من نعم الله التي يجب حفظها ومن رزقه الطيب الذي يجب شكره، كما قال جل وعلا: (وَالله جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ الله هُمْ يَكْفُرُونَ).

– ولإيمان أهلنا في إدلب بالله جل وعلا فإنهم لم يلتفتوا لصوت الشيطان الذي يخوفهم الفقر إن زاد عدد أولادهم، متذكرين قوله تعالى عن رزق الوالد والولد: (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)، وقوله سبحانه: (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)، وقوله جل وعلا: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).

– وإن من خطوات الشيطان التي عمل عليها لإهلاك نسل المسلمين الدعوة لتحديد النسل وتقليله، وعمل البرامج الإعلامية والطبية التي تسعى لنشر هذه الدعوة الخبيثة التي يراد منها مواجهة تفوق المسلمين في التكاثر على غيرهم من الأمم، ولئن كان الشيطان وحزبه نشروا تلك الدعوة في بعض بلاد المسلمين فإنه من الواجب ألا يكون لها أي وجود في أرض حُررت بالدماء وقدمت الشهداء وتبغي مواصلة الجهاد.

– وإن من خطوات أولياء الشيطان التي يسلكونها في سبيل تحقيق مآربهم التدرج في إظهار حقيقة دعوتهم، فيُظهرون التعاطف مع حالات إنسانية خاصة مدعين أن سبب معاناتهم هو في عدد الأبناء، ثم يدعون لتأخير سن الزواج، ثم لتنظيم النسل بعد الزواج، ويشجعون على الولادة القيصرية، وينشرون أدوية منع الحمل..، لا لهدف إلا للوصول إلى غايتهم في تحديد النسل وتقليله، والحقيقة أن المجتمع في غنى عن دعوات تلك المنظمات المشبوهة، فعنده من التجربة والثقافة ما يكفيه، والوالدان يعلمان متى يصلح أبناؤهم للزواج، وكيف يتعاملون مع الحمل والولادة والرضاعة بما يناسب كل حالة، ومتى يضطرون للولادة القيصرية…، إلى غير ذلك من مسائل توضع في إطارها الصحيح لا في إطار برامج منظمات معادية للإسلام.

 والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى