من آخر الرسائل الخاصة من الشيخ القاضي أبي بكر الحلبي الذي قُتِل البارحة غدراً

نقلها عنه الشيخ أبو شعيب المصري

أبو بكر الحلبي -تقبّله الله- :

الحمد لله على كل حال
(إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)
الأرض تذهب ثم تأتي اذا نحن تبنا ورجعنا إلى الله ونصرنا الله (إن تنصروا الله ينصركم )
(إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده) فهذه المحنة فرصة لتفقد حالنا مع الله ومعرفة مواطن الخلل والتقصير

كما أن على الإنسان أن لاييأس فدين الله منصور بنا أو بغيرنا وعلى المرء أن ينظر إلى موضع قدمه هل هو مع أهل الحق ام مع أهل الباطل وماذا قدم لدين الله فإن أدى ما عليه فلاتثريب عليه بعدها فقد قال السحرة لفرعون حين توعدهم لايمانهم بموسى وتركهم لفرعون(قالوا لاضير إنا إلى ربنا منقلبون)قال الإمام القرطبي في تفسيره :قالوا لا ضير ” أي لا ضرر علينا فيما يلحقنا من عذاب الدنيا ; أي إنما عذابك ساعة فنصبر لها وقد لقينا الله مؤمنين ، وهذا يدل على شدة استبصارهم وقوة إيمانهم .انتهى
وهذه المحنة تتطلب ثباتاً واستمرارا على طريق الجهاد فالجهاد مستمر لقيام الساعة طالما أن بلادنا مدنسة وطالما أن الكفر حاكم في الأرض
فإن ذهبت قرى وبلدات فقد فقدنا غيرها ايضا من قبل بل لقد ذهبت العراق وقبلها الاندلس وفلسطين
ومضى الناس إلى ربهم بأعمالهم فمنهم الباذل نفسه في سبيل الله ومنهم الخائن لدينه وأمته … وهذا سبيل الناس في كل وقت ثم كانت العاقبة للمتقين .
وأمامنا شاهد معاصر فهذه حكومة الطالبان بعد أن سيطر الامريكان الكفرة على أفغانستان وانهارت طالبان فما كلوا ولا ملوا بل استمروا في البذل والعطاء والان بفضل الله يتفاوض الامريكان معهم وهم ذليلون للانسحاب من ارض أفغانستان
(فلا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
فاللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وثبتنا عليه واختم لنا بشهادة في سبيل الله يكفر بها عن ذنوبنا ويبلغنا بها جنته ونسأل الله فتحا ونصرا قريباً

نقلها عنه الشيخ أبو شعيب المصري

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى