في مثل هذا اليوم 23 ﺭﻣﻀﺎﻥ

في مثل هذا اليوم 23 ﺭﻣﻀﺎﻥ عام 9ﻫـ 631 ﻡ، أرسل ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ سرية على رأسها ﺃﺑو ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ عنهما لهدم صنم اللات ﻓﻬﺪﻣﺎﻩ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ “اللات والعزى ﻭﻣﻨﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ”، ﺃﻋﻈﻢ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ هدمها ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ.

وفي مثله عام 31 ﻫـ 652ﻡ ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ انتهت دولة الفرس ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﻳﺰﺩ ﺟﺮﺩ ﺑﻦ ﺷﻬﺮﻳﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺱ.

وفي مثله عام 220ﻫـ 835ﻡ ﻭُﻟﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻮﻟﻮﻥ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﻟﻮﻧﻴﺔ، ﻭُﻟﺪ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ، ﻭﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻬﺎ، ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺷﺐَّ ﻟﻔﺖ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻪ، ﺛﻢ ﻭﻟﻲ ﻣﺼﺮ ﺳﻨﺔ 254 ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 868 ﻡ، ﻭﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳُﻘﻴﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺷﺎﻫﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻗﻲ ﻭﺗﻘﺪﻡ.

وفي مثله عام 673 هـ 1274م فتحت أرمينيا الصغرى في الجنوب الشرقي من آسيا الصغرى بين جبال طوروس والبحر المتوسط تلك هي الحدود المتاخمة لبلاد الروم والتي كانت مدنها ومركزها ثغورًا من أهم الثغور الإسلامية وأكثرها خطرًا، لذلك كان الاهتمام الأكبر بثغور الشام من قبل الخلفاء والحكام المسلمين هكذا كانت تسمى نظرًا لموقعها الاستراتيجي على أبواب دولة الروم فجعلوا منها مراكز حصينة للدفاع عن أرض المسلمين. وبعد قرون من القوة والمنعة أصاب هذه الثغور الضعف وكان ذلك متلازمًا مع ضعف المسلمين وهوانهم فاستولى عليها الروم واستطاع النصارى الأرمن تشكيل كيان ثابت مهم في تلك البقاع، سرعان ما تحولت إلى دولة صليبية في شمال العالم الإسلامي انطلقت منها الحملات الصليبية وأعان الأرمن كل من يريد بيضة المسلمين ودلوهم على عورات المسلمين وكانوا سببًا في تشجيع المغول الوثنيين ودعوتهم لمهاجمة المسلمين وكانوا معهم، بل انضموا معهم في القتال ضد المسلمين فكانوا أخبث عدو للمسلمين كما قال المؤرخون.
وهنا يأتي دور بطل الإسلام السلطان بيبرس الذي كوَّن جيشًا عظيمًا وزحف به قاصدًا اقتلاع هذا الكيان الصليبي الخبيث، وأسرَّ ذلك ولم يُطلع عليه أحدًا من قادته الذين وزعهم فرقًا كلٌ في طريقه يمرون على جبال من حديد تتلوى سنابك الخيل عليها والأرض من تحتهم ترج رجًا والجبال تبس بسًا وتغدوا هباء منبثًا لا يوقف زحفهم شيء، تتساقط مدن الثغور الواحدة تلو الأخرى أمامهم حتى وصلوا مدينة (سيس) وهي كرسي المملكة الأرمينية فاستولى عليها وعلى قصر الملك واتجهت فرقة من الجيش المملوكي إلى مدينة (إياس) ميناء أرمينية على البحر المتوسط فاستولت عليها.
وهكذا لم يكتمل شهر رمضان إلا والجيوش الإسلامية قد أتمت استعادة بلاد الثغر واستحق السلطان بيبرس أن يوصف بقاهر الصليبيين والمغول.

وترامت كل البلاد وقالت:
ليتنا مثل سيس قد غزينا
ليت جيش السلطان وافى إلينا
ليت أنا بخيله قد وُطِينا

ﻭﻓﻲ مثله عام 1337ﻫ 1918م ﺗُﻮﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻣُﺤَﻤّﺪ ﺭﺷﺎﺩ، ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺎﺯ ﺣﻜﻤﻪ ﺑﺴﻴﻄﺮﺓ ﺣﺰﺏ “ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻗﻲ” ، ﻭﺍﻧﻬﺰﺍﻡ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺗﻮﻟﻰ ﻣُﺤَﻤّﺪ ﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺰﻝ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ـ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺺ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻮﻃﻴﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.
ﻛﺎﻥ ﻣُﺤَﻤّﺪ ﺭﺷﺎﺩ ﺭﺟﻼً ﻣﺜﻘﻔﺎً ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺃﻟﻢّ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻭﺍﻫﺘّﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ، ﻋﺎﺭﺽ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣُﺤَﻤّﺪ ﺭﺷﺎﺩ ﺭﻏﺒﺔ ﺣﺰﺏ “ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻗﻲ ” ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺍﻓﻖ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗُﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]

أبو يحيى الشامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى