في مثل هذا اليوم 17 رمضان سنة 2 هـ 623ﻡ حدثت غزوة بدر الكبرى

في مثل هذا اليوم 7⃣1⃣ رمضان سنة 2 هـ 623ﻡ حدثت غزوة بدر الكبرى، حيث بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر عير لقريش مقبلة من الشام فيها تجارة كثيرة فخرج مسرعًا في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، ولم يكن معهم سوى سبعين بعيرًا، وبلغ الصريخ مكة فنهض المشركون مسرعين، وخرجوا جميعًا لم يتخلف منهم أحد ولا من أشرافهم.
وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء وتضرع لله لا ينقطع، والمسلمون يستنصرون الله ويستغيثونه في تذلل وإخلاص فاستجاب لهم ربهم وأوحى إلى ملائكته {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} وأوحى الله إلى رسوله {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}.
وابتدأت المعركة بالمبارزة، واستشاط الكفار غضبًا بعد قتل رجالهم وحمي الوطيس، ونزلت الملائكة تثبت المؤمنين وتقتل المشركين، وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر بأن هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع أن أتاك نصر الله الذي وُُعدته.
وشُدِه العرب قاطبة للنصر الحاسم في بدر، فقد كانت ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺳُﻤﻴﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻧﺴﺒﺔً ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ آبار ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ، كما سماها الله عز وجل في القرآن الكريم يوم الفرقان.

وفي مثله عام 2ﻫـ 623ﻡ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺭﻗﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، زوجة عثمان بن عفان ذي النورين رضي الله عنه فهي النور الأول وأختها أم كلثوم النور الثاني رضي الله عنهما، ولقد تخلف عن غزوة بدر لانشغاله بمرضها.

وفي مثله سنة 40 ﻫـ 660ﻡ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ رضي الله عنه، ﺭﺍﺑﻊ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ .
ﺃﺳﻠﻢ ﻣﺒﻜﺮًﺍ، ﻭﺷﻬﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺗﺰﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ، ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ، ﻭﻗﺪ ﺍﻏﺘﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ، ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺛﻤﺎﻥ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ .

وفي مثله عام 223ﻫـ 838م ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ بقيادة الخليفة المعتصم العباسي ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ وفتحوها، حيث ﺑﺪﺃ ﺣﺼﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ 6 ﺭﻣﻀﺎﻥ 223 ﻫـﺠﺮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪﺍ، ﺫﺍﺕ ﺳﻮﺭ ﻣﻨﻴﻊ ﻭﺃﺑﺮﺍﺝ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺗﺤﺼَّﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺗﺤﺼﻨﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ، ﻭﻣﻸﻭﺍ ﺃﺑﺮﺍﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻭﻟﻜﻦَّ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ َﻳﻔﺖ ﻓﻲ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺚ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﺮﺳﻮﻟﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺼﻠﺢ، ﻭﻳﻌﺘﺬﺭ ﻋﻤّﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺟﻴﺸﻪ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻠﻄﻴﺔ، ﻭﺗﻌﻬّﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﺒﻨﻴﻬﺎ ﻭﻳﺮﺩّ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﻩ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻳُﻔﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﺪﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺼﻠﺢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺠﺰ ﻓﺘﺢ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ .

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]

 

أبو يحيى الشامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى