عقائد النصيرية / 31 – عشر من مجازر بشار سنة 2016 – الركن_الدعوي – -مجلة بلاغ العدد الثامن والثلاثون ⁨ذو الحجة ١٤٤٣ هـ

الشيخ: محمد سمير

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛

فلا زال حديثنا مستمرا عن مجازر النظام النصيري، وسنتناول في هذا المقال بعون الله عددا من المجازر التي تلطخت بها أيدي النظام في عام 2016، وقد وثق تقرير اللجنة السورية لحقوق الإنسان الخامس عشر قيام النظام ومليشياته والقوات الأجنبية المتحالفة معه بارتكاب ما يزيد على خمسمائة مجزرة، أكثر من نصفها كان من نصيب المدينة المنكوبة حلب، وخاصة أسواقها وأفرانها ومشافيها وأحياءها المكتظة، ولا سيما مع استخدام أسلحة جديدة كالصواريخ الارتجاجية التي تؤدي إلى تحول البنايات إلى حطام.

 

* ومن هذه المجازر:

1 – مجزرة سوق الخضار في معرة النعمان:

في 19 / نيسان / 2016 وكعادة الطيران الأسدي استهدف سوق الخضار، مما أدى إلى وقوع 150 شخصا ما بين قتيل وجريح.

2 – مجزرة مشفى القدس في حلب:

في 27 / نيسان / 2016 استشهد أكثر من خمسين شخصا في قصف استهدف مشفى القدس ومحيطه، مما أدى إلى دمار في المشفى واستشهاد عدد من الكارد الطبي العامل في المشفى والمرضى الزائرين للمشفى.

3 – مجزرة مخيم كمونة :

في 5 / أيار / 2016 فقد قصفت طائرات العدوان المخيم، مما أدى إلى مقتل عشرات النساء والأطفال واشتعال النار في عدد كبير من الخيام، وذكرت شبكة أخبار إدلب أن عدد الضحايا وصل إلى 70 ما بين قتيل وجريح، وقد أثارت هذه المجزرة عددا من الإدانات الدولية، وكالعادة فالأمر لا يعدو القلق والدهش والشعور بالرعب والاشمئزاز كما في تصريحات سادة النفاق الدوليين.

 

4 – مجزرة المستشفيات في حلب:

في 8 / 6 / 2016 الموافق 3 رمضان حيث قام طيران النظام السوري وطيران العدو الروسي بإلقاء البراميل والصواريخ في أكثر من سبعين غارة استهدفت أربعة مراكز صحية مما أدى إلى خروجها عن الخدمة، ومنها مستشفى البيان في حي الشعار، وقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل ما يزيد على خمسة وستين شخصا وجرح العشرات [الجزيرة].

5 – مجزرة ساحة بزة في حلب القديمة:

في 11 / 7 / 2016 مما أدى إلى مقتل خمسة عشر شخصا وضعفهم من الجرحى، وذلك بقصفه للسوق الشعبي هناك.

6 – مجازر 13 / 10 / 2016 في عدد من أحياء حلب:

مما أدى إلى مقتل ما يزيد على ثمانين شخصا في خمسة عشر حيا في حلب وريفها كبستان القصر والصاخور وغيرها [الجزيرة].

7 – مجزرة تجمع مدارس حاس:

في 26 / 10 / 2016 شن طيران النظام غاراته على ثلاث مدارس في البلدة، ونتج عن ذلك مقتل 38 شخصا بينهم 18 طفلا و6 نساء، وكان القصف على مرحلتين؛ حيث شملت الأولى أبنية المدارس، مما أدى إلى خروج الطلاب من الأبنية، لتبدأ المرحلة الثانية فيقصف الأطفال بشكل مباشر، وفيما يلي مقال يصور جزءا من مآسي تلك المجزرة:

“لجأت أم عبد الله وهي في بيتها إلى زاوية الدرج علَ سقف الدرج يخفف عنها إن نزل عندهم أحد تلك الصواريخ، ولكنها قدّرت أن الصواريخ بعيدة نوعا ما عن بيتها، وابنها عبد الله اليوم خارج القرية في دوامه..

يخطر للإنسان وهو يرقب حركة الناس والسماء التي يأتي منها الموت مع الصواريخ المحمولة على مظلات أنها تترك للمرء حرية الموت مرات ومرات قبل أن تصل إليه…

خرجت الأم بعد أن قدرت أن الهجوم انتهى لتسأل عن الضحايا، ولكنها فوجئت بشخص مصاب وقع على الأرض قريب من باب بيتها والدم ينزف منه…

اقتربت منه لتكتشف أنه ابنها، وأنه حضر رغم القصف للاطمئنان عليها، خاطر بحياته من أجلها وهو الآن بين يديها يلفظ أنفاسه الأخيرة التي تلفح وجنتيها..

احتضنت الأم ابنها ونادت من يسعفه وحملته معهم للإسعاف، ولكنها إرادة الله…

بالقرب منه كان شاب آخر ورجله إلى جانبه مقطوعة، وما زالت تنتفض، والدم من حوله، ويطلب المساعدة.

بنت صغيرة تنزف الدم من رقبتها طلبت مني تركها وإسعاف من إصابته أخطر منها..!

شاهدت أحد الصواريخ في الجو في طريقه إلينا، طلبت من الأطفال الانبطاح كل في مكانه، وكل يضع يديه على أذنيه، التفت أحدهم نحوي وسألني:

عمي أنا هلق بدي موت؟؟

طفل آخر قال لأبيه: لو كنت تحبني لما أرسلتني إلى المدرسة حتى أموت هناك…!

شاب قال لي: أوصلت أبنائي إلى البيت وعدت لأتابع المساعدة في الإسعاف ولكنه قضى في الصاروخ التالي ليكون شهيدا من شهداء النخوة، إضافة إلى شهداء القلم..

من الذين استشهدوا الأب والأم الذين هبَّا إلى المدرسة لإنقاذ أبنائهم، وبقي الأبناء بدون أهل، ومنهم من أصيب وفقد طرفا أو حاسَّة من حواسه،،

من الصفحات الأخرى من المجزرة أحد الذين تهدم منزلهم جلس على كرسي فوق ركام المنزل وراح يشرب الشاي، وآخر تهدم منزله عن آخره وراح يخرج من الركام بعض الحاجيات، ووجد أن كل شيء تدمر وتكسر إلا صحن البيض لم تكسر منه ولا بيضة…!!

حوادث الموتورات كثيرة ونهايتها كل يترك موتوره مرميا على الأرض ويتابع الركض دون أدنى عتاب للآخر..

شفت أخوي، شفت أختي، شفت أبوي، شفت أمي…، مات، ماتت، انقصت إجرها، انقطعت إيدو، هي الكلمات المتداولة في تلك الأثناء..

آخر لقطة بقيت في ذاكرتي تلك الأم التي كانت تنزف على نقالة الإسعاف وتطلب من المسعفين: (أنا إيمان؛ الله يخليكن ديروا بالكن على ولادي، هني تنين ولد وبنت، وائل وسارة، لا تنسوا…)” [المقال لفيصل العكلة].

8 – مجزرة باتبو:

في 16 / 11 / 2016 فقد استهدف الطيران الروسي البلدة بالصواريخ الفراغية، مما أدى إلى مقتل 22 شخصا، وحدوث دمار واسع في المنازل.

9 – مجزرة حي السكري:

في 21 / 11 / 2016 حيث قام النظام بقصفه بالطائرات موقعا عشرات القتلى والجرحى.

10 – مجزرة جب القبة في حلب القديمة:

في 30 / 11 / 2016 فقد أدى قصف النظام تجمعا للنازحين إلى مقتل خمسة وأربعين شخصا وجرح العشرات.

* وبعد؛ فهذه نبذة يسيرة جدا عن مجازر الطاغية بشار وحلفائه عام 2016، على أنه لن ينجو من القصاص، وعسى أن يكون ذلك قريبا.

والحمد لله رب العالمين.


لتحميل نسخة من مجلة بلاغ اضغط هنا 

لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد 18 اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى