الشيخ أبو اليقظان : #يطلق ثم #يطلق ثم #يطلق 🔰ذكر الحافظ الحميدي في كتابه: “جذوة المقتبس في ذِكر ولاة الأندلس”

#يطلق ثم #يطلق ثم #يطلق

🔰ذكر الحافظ الحميدي في كتابه: “جذوة المقتبس في ذِكر ولاة الأندلس”

قال: إن الوزير أبا عمر أحمد بن سعيد بن حزم كان جالسًا يومًا في مجلس أميره المنصور بن أبي عامر محمد بن أبي عامر، وكان هذا الرجل يجعل يومًا للمظالم والشكاوى

🔰فدخلت عليه امرأة عجوز قد انحنى ظهرها، لترفع إليه رقعةً فيها مَظلمة، وهي تقول بعد ما دعت الله عز وجل للأمير، وقالت كلمات معروفة في مثل هذا المقام: أعز الله الأمير وأيَّد سلطانه … إلى آخره، قال: ما حاجتك يا أماه؟ قالت: ابني في السجن منذ كذا وكذا، وهو الذي يتولى أمري ويرعى شؤوني، قال: مَن ولدُك؟ قالت: فلان بن فلان، فاستشاط الأمير غضبًا وقال:
يُصلب، يُصلب، يُصلب، وظل يصرخ بهذه الكلمة ثم طلب مرسومًا إداريًّا؛ ليكتب فيه ما أراد، وكتب المرسوم ودفعه إلى وزيره، وانطلق ليُسلمه إلى قائد السجن، فلما قرأ قائد السجن مرسوم الأمير نفَّذ ما فيه، فأطلق سراح هذا الشاب، وأخرجه من سجنه.

🔰فلما علِم الأمير بخروجه من السجن، صرخ واستشاط غضبًا على وزيره، وقال: ألم أقل: يُصلب؟ ألم أقل: يُصلب؟

فارتجف الوزير وقائد السجن، فقال قائد السجن: أعز الله الأمير، هذا أمرك إليّ يا مولاي، ودفع إليه مرسومه الذي كتبه بيده، فقرأ الأمير، فوجد أنه كتب ” #يُطلق “، بدلاً من أن يكتب “يُصلب”، فقرأ الأمير: #يطلق! وكان وقافًا فاهمًا للمقادير، فقال: إذًا #يطلق، ثم #يطلق، ثم #يطلق، فمن أراد الله له أن #يُطلق لم تستطع الدنيا صلبه!

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى