الركن السادس من أركان الدين -الركن الدعوي – مقالات مجلة بلاغ العدد ٦٥ – ربيع الأول ١٤٤٦ هـ
جمع وترتيب الشيخ: رامز أبو المجد الشامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن من الشعائر العظيمة لهذا الدين شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي يَعُدُّه الكثير من أهل العلم ركنًا سادسًا من أركان الإسلام. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمرٌ من أوامر الله سبحانه وتعالى، يقول تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران:104]، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مُروا بالمعروف وانهوا عن المنكر» أخرجه ابن ماجه، قال الإمام ابن حزم رحمه الله: “اتفقت الأمة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف بين أحد منهم”.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة الرسل ووظيفة أتباعهم، وقد وصف الله به رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه، وجعلها أبرز صفاته بل أولها؛ فقال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} [الأعراف:157]، وهو أعظم صفة من صفات أهل الإيمان؛ إذ به يتميَّزون على غيرهم ويفتخرون على مَنْ سواهم؛ لأنهم لا يعيشون لأنفسهم فقط، وإنما يعيشون لأنفسهم ولغيرهم، ولأنهم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فَمَنْ أخذه أخذ بحظ وافر، يقول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 71].
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات أهل الجنة الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لله واشتروا الجنة فعاشوا سعداء وماتوا سعداء، ووجدوا لذة الدنيا قبل الآخرة؛ يقول تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 112].
وهو سفينة النجاة وصمام الأمان من العذاب؛ يقول تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117].
وهو أمان من اللعنة؛ يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:160-159]
وهو أمان من الهلاك؛ يقول تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف:165].
وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون التثبيت في الأرض والتمكين فيها؛ يقول تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41].
وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت الخيرية لهذه الأمَّة على غيرها من الأمم؛ يقول تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110].
لقد تخلَّى الكثير من المسلمين اليوم عن هذا الواجب؛ فَهَا هُمْ يرون المنكرات تعجُّ بها الطرقات والبقاع فلا يأمرون بمعروفٍ ولا ينهون عن منكر، ولا ينبِّهون غافلًا ولا يخوِّفون مجاهرًا، ولا يحذِّرون لاهيًا لاعبًا، ويوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده، نسأل الله السلامة والعافية.
قال الغزالي رحمه الله في بيانِ سوءِ عاقبةِ تركِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ: “ولو طُوِي بساطُه وأُهملَ علمُه وعملُه لتعطلت النبوةُ، واضمحلت الديانةُ، وعمَّت الفترةُ، وفشت الضلالةُ، وشاعت الجهالةُ، واستشرى الفسادُ، واتسع الخرقُ، وخربت البلادُ وهلك العبادُ”.
إن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة من صفات المنافقين؛ يقول تعالى عنهم: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة:67].
وتُرْكُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هلاك وعذاب، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:79-78].
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ أوَّلَ ما دخلَ النَّقصُ علَى بَني إسرائيلَ كانَ الرَّجلُ يَلقى الرَّجلَ فيقولُ يا هذا اتَّقِ اللَّهَ ودَع ما تصنَعُ فإنَّهُ لا يحلُّ لَكَ ثمَّ يَلقاهُ منَ الغَدِ فلا يمنعُهُ ذلِكَ أن يَكونَ أكيلَهُ وشريبَهُ وقعيدَهُ فلمَّا فعلوا ذلِكَ ضربَ اللَّهُ قلوبَ بعضِهِم ببعضٍ ثمَّ قالَ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إلى قولِهِ فَاسِقُونَ ثمَّ قالَ كلَّا واللَّهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهَوُنَّ عنِ المنكَرِ ولتأخُذُنَّ علَى يدَيِ الظَّالمِ ولتَأطرُنَّهُ علَى الحقِّ أطرًا ولتقصرُنَّهُ علَى الحقِّ قصرًا» أبو داود.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أنهلِكُ وفينا الصَّالِحونَ؟ «قالَ نعم إذا ظهرَ الخبثُ»” الترمذي.
وعن جرير رضي الله عنه مرفوعًا: “ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي هم أعز منهم وأمنع لا يغيرون إلا عمهم الله بعقاب” ابن حبان.
وبترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُحْرَم الإنسانُ من إجابة الدعاء؛ فيبقى محرومًا بعيدًا عن الله شقيًّا لا تُجاب له دعوة، ولا يُعطى سؤالًا، يقول صلى الله عليه وسلم: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقاب من عنده، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم» رواه الترمذي.
إن أولى الخلق بهذا الواجب هو النفس؛ لتكون لوَّامة لصاحبها على ترك الطاعة وعلى فعل المعصية، وليكون الإنسان قدوة للآخرين؛ فإن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:3-2]
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُجَاءُ بالرَّجُلِ يَومَ القِيَامَةِ فيُلْقَى في النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أقْتَابُهُ في النَّارِ، فَيَدُورُ كما يَدُورُ الحِمَارُ برَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أهْلُ النَّارِ عليه فيَقولونَ: أيْ فُلَانُ، ما شَأْنُكَ؟ أليسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بالمَعروفِ وتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟! قالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بالمَعروفِ ولَا آتِيهِ، وأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وآتِيهِ» صحيح البخاري.
ويلي النفسَ الأهلُ؛ لأن الله تعالى يقول: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، ويقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، ويقول صلى الله عليه وسلم: «الرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيَّته» متفق عليه، والعمل على إصلاح الأهل أَوْلَى من تغذيتهم بالطعام والشراب.
ويلي الأهلَ المجتمعُ كله، وهو في هذا الزمان أوجب؛ لانتشار الغفلة والاغترار بالدنيا، وتسلُّط الشيطان، وكثرة الانحراف والضلال، والتشبُّه بالأعداء، وفُشُوّ المنكرات؛ ولذا يقول تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110]، ومن أنواع النصيحة: النصيحة لعامة المسلمين.
وإنكار المنكر واجب على كل مسلم على الأمراء والقادة والعلماء والدعاة وعوام المسلمين، لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم خاطب الجميع كل حسب قدرته واستطاعته، ومراتب إنكار المنكر تكون بالقلب وهي أضعف المراتب وليس بعد تركها إيمان، وتكون باللسان وهذه أعلى من مرتبة الإنكار بالقلب، وتكون باليد وهذه أعلى المراتب، ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: «مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ» رواه مسلم وفي رواية «ليس بعد ذلك إيمان»، نسأل الله العفو والعافية.
وليعلم المسلم أن الغرض من هذه الشعيرة العظيمة هو القيام بأمر الله، والطمع في الثواب الجزيل، والإعذار إلى الله؛ قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف:164]، وحماية المجتمع من الشر والفساد ونشر الفضيلة ومحارَبَة الرذيلة والخوف من عقاب الله والسلامة من غضبه، قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:117].
إن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر هم سبب نجاة المجتمع من الهلاك الذي ربما أصابه بسبب ارتكاب المعاصي والإعراض عن الواجبات، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك مثلًا حين قال: «مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا» رواه البخاري.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طريق مستقيم، وهو طريق أهل الجنة، ويحتاج الإنسان في هذا الطريق إلى عددٍ من الصفات؛ منها:
_العلم بالمعروف حتى يأمر به، ومعرفة المنكر لينهى عنه، قال عمر بن عبد العزيز فِيمَنْ عَبَدَ اللهَ بغير علم: “كان إفساده أكثر من إصلاحه”.
_الإخلاص؛ فلا يجعل عمله لأجل الدنيا ولا لأجل المنصب ولا للرياء ولا للسمعة، وإنما يريد الثواب من الله تعالى.
_الرفق واللين؛ قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الرفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَعُ من شيءٍ إلا شانَه» رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ»، وقال سفيان: “لا يأمر ولا ينهى إلا مَنْ كان عالِمًا بما يأمر وبما ينهى، وعدلا فيما يأمر وفيما ينهى، ورفيق بمن يأمر وينهى”.
_الصبر؛ فإن الله أَمَرَ بالصبر، ويعطي على الصبر ما لا يعطي على غيره؛ قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:3-1].
ولا يجوز لمسلم يستطيع إنكار المنكر أن يقعد عن هذا الواجب العظيم، وكما منّ الله على أهل سوريا بالجهاد لحفظ المسلمين من عدوهم الخارجي، يجب عليهم إنكار المنكر والأمر بالمعروف لحفظ البلاد والعباد من فتن الداخل ومن المنافقين.
وإنّ مما يحزن القلب ويدميه وقوع المنكرات دون إنكار ومحاربة الآمرين بالمعروف في محررنا، والعمل على تهيئة المنكر دون إنكار، وليس آخر المنكرات ما وقع من منكرات في معرض الكتاب بإدلب وقبله ما وقع من المحرمات وتقليد الكافرين في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة في الملعب البلدي بإدلب.
*وإنّ من أمثلة المنكرات في المحرر لا على سبيل الحصر ما يلي:
_الاعتداء على الذات الإلهية بشتم المولى تبارك وتعالى أو شتم دينه والعياذ بالله.
_الحكم بغير ما أنزل الله في محاكمنا، إما الحكم بالهوى وحظوظ النفوس أو بالقانون الوضعي السوري.
_توقف المعارك منذ سنوات دون خوض معركة مع النظام النصيري وأسياده الملاحدة والروافض.
_تعطيل المنابر عن ذكر الجهاد وتحريض المؤمنين إلا لمصلحة من تصدر الأمر وعلى مراده لا على مراد الله سبحانه وتعالى.
_الركون للظالمين ومتابعتهم في ما يريدون وتنفيذ سياستهم.
_فتح معابر تهريب مع النظام حتى أصبحنا نسمع بفتح معابر بشكل رسمي مع ما فيه من الضرر بالجهاد والثورة وأهلها.
_انتشار الموسيقا في كثير من الليالي على مسمع من تصدر المشهد دون رقيب أو حسيب.
_سرقة المال العام تحت غطاء الشرع والزكاة وتارة تحت باب الضرائب والمكوس.
_سجن الناصحين والمصلحين والعاملين لدين الله لا لشيء إلا لمخالفتهم سياسة المتصدر للمشهد في إدلب وغيرها من المناطق.
_الترخيص للمنظمات التي تنشر النسوية والرذيلة وتسعى لنشر غيرها من الموبقات.
_تمكين المرأة!!!! كما يزعمون حتى خرجت من جلبابها وحيائها وعفتها ووقعت في شباك الذئاب البشرية.
وهذا قليل من كثير والمشتكى إلى الله، وفي النهاية نداء لكل عامل للإسلام: أنت مطالب بإنكار المنكر على قدر علمك واستطاعتك، ولتكن من الساعين لنجاة المسلمين من فتن الدنيا وعذاب الآخرة.
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.