عقائد النصيرية / 38 – حكم النصيرية وكيف يُتعامل معهم – الركن الدعوي – مجلة بلاغ العدد ٤٥ – رجب ١٤٤٤هـ
الشيخ: محمد سمير
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛
فبعد هذه الرحلة الطويلة في بيان عقائد النصيرية الباطنية الباطلة وذكر خيانتهم للأمة وعداوتهم لها، وبعد ذكر تاريخ الأسرة النجسة الملعونة اللقيطة “أسرة الوحش التي حُولت إلى الأسد”، يحسن بنا أن نذكر حكم هذه الطائفة وكيفية التعامل معهم.
أما حكمهم فهم كفار بإجماع الأمة قاطبة مرتدون، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى؛ بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم، فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم، ولا بملة من الملل السالفة، بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين، يتأولونه على أمور يفترونها؛ يدعون أنها علم الباطن”.
ويجب أن يعلم أنهم أصحاب تقية وتلون ونفاق، قال شيخ الإسلام: “وهم إذا كانوا في بلاد المسلمين التي يكثر فيها أهل الإيمان فقد يخفون على من لا يعرفهم، وأما إذا كثروا فإنه يعرفهم عامة الناس فضلا عن خاصتهم”.
وأما التعامل معهم فبما أنهم كفار مرتدون يترتب على ذلك أحكام منها:
1 – حرمة مناكحتهم وأكل ذبائحهم: قال شيخ الإسلام: “وقد اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء لا تجوز مناكحتهم، ولا يجوز أن ينكح الرجل مولاته منهم ولا يتزوج منهم امرأة ولا تباح ذبائحهم”.
2 – حرمة الصلاة على موتاهم وحرمة دفنهم في مقابر المسلمين: قال شيخ الإسلام: “ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين، ولا يصلى على من مات منهم؛ فإن الله سبحانه وتعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين كعبد الله ابن أبي ونحوه؛ وكانوا يتظاهرون بالصلاة والزكاة والصيام والجهاد مع المسلمين؛ ولا يظهرون مقالة تخالف دين الإسلام..؛ فكيف بهؤلاء الذين هم مع الزندقة والنفاق يظهرون الكفر والإلحاد”.
3 – من أعظم الكبائر إدخالهم في جيوش المسلمين واستخدامهم فيها: قال شيخ الإسلام: “وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر، وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم؛ فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم، وهم أحرص الناس على فساد المملكة والدولة وهم شر من المخامر [الخائن] الذي يكون في العسكر..، وهم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين وعلى إفساد الجند على ولي الأمر وإخراجهم عن طاعته”.
4 – اختلف العلماء فيهم إذا أظهروا التوبة بسبب تقيتهم، فإنهم إذا أخذوا أظهروا التوبة، ولذلك فالواجب الاحتياط كما قال شيخ الإسلام، ثم بين كيف الاحتياط، فقال: “لا يتركون مجتمعين، ولا يمكنون من حمل السلاح ولا أن يكونوا من المقاتلة، ويلزمون شرائع الإسلام: من الصلوات الخمس وقراءة القرآن، ويترك بينهم من يعلمهم دين الإسلام، ويحال بينهم وبين معلمهم..، ومن كان من أئمة ضلالهم وأظهر التوبة أخرج عنهم وسير إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم فيها ظهور؛ فإما أن يهديه الله تعالى وإما أن يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين”.
5 – جهاد هذه الطائفة الغالية من أعظم القرب إلى الله: قال شيخ الإسلام: “ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب؛ فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين“.
6 – وجوب فضح ضلالهم وكفرهم: قال شيخ الإسلام: “فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم؛ بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم”.
7 – من الكبائر معاونتهم على بقائهم في جيش المسلمين: قال شيخ الإسلام: “ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند”، ويلاحظ هنا أن شيخ الإسلام يتكلم عن بقاء جنودهم في جيش إسلامي، أما الدعوة إلى ضم الجماعات المقاتلة والمجاهدة إلى جيش النصيرية الذي يقاتل للحكم بالطاغوت ويحارب الله ورسوله فهو الكفر البواح والردة الصريحة والخيانة العظمى والانسلاخ من دين الله بالكلية.
وختاما: فإن الواجب على المسلمين في المحرر عامة والفصائل المجاهدة خاصة الإخلاص لله تعالى والعمل الجاد على إسقاط النظام النصيري وإزالته، وذلك يكون بأن يجعل إرضاء الله وحده نصب الأعين، والتوكل عليه وحده وعدم تعليق القلوب بشرق أو غرب أو دول داعمة، وأن يكون القرار مستقلا عن الدول مراعيا لشرع الله أولا ولمصلحة المسلمين في المحرر ثانيا، كما يجب العمل على: رص الصفوف، وتولية الأكفاء، والبعد عن أصحاب المصالح الشخصية أو الفصائلية والحزبية.
ومن أهم عوامل النصر: رد الحقوق إلى أهلها، والتبرؤ من الظلم، وتفعيل الشورى، والبعد عن العسف والاستبداد، وقد جمع الله أسباب النصر فقال: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، فاللهم انصرنا على القوم الكافرين.
والحمد لله رب العالمين.
لقراءة بقية مقالات مجلة بلاغ اضغط هنا
لتحميل نسخة من المجلة اضغط هنا