رسالةٌ وصلتني من صاحبٍ حبيبٍ أعرفه من المجاهدين

🛑 رسالةٌ وصلتني من صاحبٍ حبيبٍ أعرفه من المجاهدين الذين اعْتُقِلُوا في سجون المجرم الجولانيِّ ظلماً و عدواناً و تمَّ تعذيبه تعذيباً ساديّاً من قبل شذَّاذ الآفاق و الأمنيِّين العملاء دونما ذنبٍ ارتكبه إلا أنَّه كان ثائراً ضدَّ الظُّلم و الطُّغيان يوماً ما مجاهداً في سبيل اللَّه، و ما أعظمها من تهمةٍ عند عصابة البرامكة الجدد،
ثمَّ خرج منذ فترةٍ من تلك السُّجون السَّوداء، و ما هي إلا أيامٌ معدوداتٌ حتى أمر المجرم الجولانيُّ باعتقاله فأضحى مطارداً مهجَّراً في سبيل اللَّه مهاجراً حاله حال الكثيرين من الثُّوَّار و المجاهدين في ادلب المظلومة،
و إنَّا للَّه و إنَّا إليه راجعون.

⚠️ و هنا أنقل رسالته لكم كما هي و أترك التَّعليق لكم…


#بوحٌ ..

⚡️أجلس بيني وبين نفسي فأنظر في حالي فأرى لما آلت إليه نفسي في يومي هذا من ذُلٍّ وإهانةٍ ومطاردةٍ وتهجيرٍ وظلمٍ فأقلِب وجهي يميناً وشمالاً فتعود بي الذَّاكرة للخلف قليلاً،

⚡️فأتذكّر قسوة السّجن وشدّة ما وجدت فيه من ظُلمِ المحقّق ونفاق السّجّان وغلظة الجلّاد وشدّته،
أتذكّر صراخ السّجناء وتوسّلهم وبكاءهم،
أتذكّر لحظاتي الأولى في ذلك السّجن اللّعين حين زُجّ بي مع عساكر النّظام النّصيريّ الذين أفنيت شبابي في قتلهم وقتالهم فصرنا سواسيةً في غرفةٍ واحدةٍ يعلوها كاميرا مراقبةٍ لكي لا أعتدي على أحدٍ منهم..،
نجتمع على وجبة الطّعام سويّاً..، ويأُمُّني في الصّلاة أحدهم فأجد قهراً لا يطاق وذلّاً لا يُحتمل وكسراً لنفسٍ نشأت على العزِّ والكفاح وتحلَّت بخصال أهل الجهاد فما خرجت من قبر الأحياء إلا وقد شربت من الذُلِّ كؤوساً ورأت من الإهانةِ وكسر النّفس ما لا تعبّر عنه السّطور والصّفحات…

⚡️أتذكّر أيّاماً سبقتها كنّا فيها من أهل الجهاد ممّن سطّروا التّاريخ وأرغموا أنوف أعدائهم بالثّرى، تلك اللّحظات لو انقضى عليها ألف عامٍ لم تنس ولن تغيب عن الذّاكرة،
تلك دقائق الانغماس وجهاً بوجه مع أعدائنا نفني جموعهم قتلاً وأسراً،
أتذكّر لحظات الاقتحام وصوت المدافع وأزيز الرّصاص وصوت ضحك إخواني فرحاً وسروراً بتلك المواقف،
أتذكّر لحظاتٍ نتجهّز فيها لمواجهة أعدائنا والسّرور يملأ قلوبنا،

⚡️وتأبى الذّكريات إلا أن تعود بي للخلف قليلاً فأتذكّر أيّام الإعداد والمعسكرات،
أسعد بتلك الذّكريات وتأنس النّفس بها وأتمنّى لو أنّها بقيت ليومي هذا،

⚡️أتلفّت يمنةً ويسرةً فأجد نفسي اليوم فرداً وحيداً مهجّراً مطارداً بغير ذنبٍ أذنبته مغلوباً على أمري لا حول لي ولا قوة..،
أكتم في نفسي وأجاهدها لتكبت شكواها ولا تبوح لنفسٍ مثلها إلا أنّها هي الأخرى خانتني وأبت إلا أن تبوح بشيءٍ ممّا تجده من قسوة الأيّام وظلمها وجورها وشدّتها..،
تراودني ذكرياتي وتأبى أن تنقضي وتنصرف عن مخيّلتي إلّا أن تفيض العيون وتجود بدموعها…

🤲اللّهم إليك المشتكى وأنت المستعان،
اللّهمّ نشكو إليك جلد الفجّار وعجز الثّقاة،
ولا حول ولا قوه إلا باللّه العليّ العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى