الإخلاص – الركن_الدعوي – مجلة بلاغ العدد السابع والثلاثون ⁨ذو القعدة ١٤٤٣ هـ

جمع وترتيب الشيخ: رامز أبو المجد الشامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة: ٥).

وقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) (الزمر: ٢).

وقال تعالى: (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (الأعراف: ٢٩).

والآيات في هذا الباب كثيرة معلومة.

* ثلاث سور في القرآن من أسمائها الإخلاص:

جاء عن أهل التفسير رحمهم الله: إن في القرآن الكريم ثلاث سور من أسمائها الإخلاص:

سورة الأنعام وتسمى بسورة الإخلاص الكبرى.

وسورة الزمر تسمى بسورة الإخلاص الوسطى.

وسورة الإخلاص تسمى بسورة الإخلاص الصغرى.

* شروط قبول العبادة:

لا يقبل الله من عبده صرفا ولا عدلا حتى يحقق شرطي العبادة، أولهما: الإخلاص، وثانيهما موافقة النبي صلى الله عليه وسلم.

وبدون ذلك لا يُقبل من العبد قليل ولا كثير.

– عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الأعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» (متفق عليه).

* من معاني الإخلاص:

الإخلاص هو: إفراد الحق بالقصد.

قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: الإخلاص هو صدق النية مع الله.

وقال سهل بن عبد الله رحمه الله: الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله.

وقال أبو عثمان رحمه الله: نسيان رؤية الخلق بدوام رؤية الخالق.

وقيل الإخلاص هو: استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن.

– والمخلص هو الذي يحب أن يعمل ولا يحب أن يحمده الناس.

قال يعقوب المكفوف رحمه الله: المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته.

وقيل: المخلص هو من يستوي عنده مادحه وذامه.

* من ثمرات الإخلاص:

١ – الإخلاص ينجي من إضلال الشيطان وإغوائه.

٢ – الإخلاص يورث نعيم الجنة.

٣ – الإخلاص يطهر القلب من الحقد والغل والخيانة.

٤ – الإخلاص طريق النصر.

٥ – الإخلاص يفرج الهموم ويزيل الكروب، وتوجد كثير من الثمرات غيرها.

* صور من إخلاص سلفنا الصالح رحمهم الله:

قال عمر بن ثابت رحمه الله: لما مات علي بن الحسين رحمه الله وغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره، فقالوا ما هذا؟ قالوا: كان يحمل جراب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء المدينة.

وقال محمد بن إسحاق رحمه الله: كان الناس من المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان يأتيهم معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين رحمه الله فقدوا ما كانوا يؤتون به من الليل.

قال شيبة بن نعامة رحمه الله: كان علي بن الحسين رحمه الله يُبَخل، فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت في المدينة.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب منه إليّ حرف منه.

قال هاشم الدستوائي رحمه الله: والله ما أستطيع أن أقول أني ذهبت يوماً قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل. قال الذهبي رحمه الله معلقا: والله ولا أنا، فقد كان السلف رحمهم الله يطلبون العلم لله فنبلوا وصاروا أئمة يقتدى بهم.

قال أبو داود رحمه الله: لا نجاة إلا للعاملين، ولا عاملين إلا عالمين، ولا عالمين إلا مخلصين، والمخلصون على خطر عظيم..

* اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن وفي الصحة والسقم والسفر والحضر، إنك جواد كريم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد السابع والثلاثون ⁨ذو القعدة ١٤٤٣ هـ اضغط هنا

لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد السابع والثلاثون ⁨ذو القعدة ١٤٤٣ هـ اضغط هنا