ليلة رباط في تل صيبين | الواحة الأدبية | مجلة بلاغ العدد التاسع عشر جمادى الأولى 1442هجرية
الأستاذ: غياث الحلبي
كانت ليلة رباط لم يمر مثلها عليَّ في حياتي؛ فقد عانيت فيها أهوالا وفظائع، ومرت عليَّ ساعات رعب كادت أن تقطع نياط قلبي.
ولعلك تظن أن ما عانيته كان من قصف للعدو، أو محاولات تسلل، أو رصدا من قبل قناصته بمناظيرهم الليلية، أو تمكنه من معرفة إحداثية نقطتنا ثم إرسال طائراته لتلقي بحممها علينا.
لا، كل ذلك لم يكن ولا بعضه كان، بل الأمر مختلف عن ذلك تماما، ودعني أخبرك بالقصة من بدايتها.
أُعلمت في صباح يوم الأحد أن نوبة مجموعتنا في الرباط غدا، وهذا ليس بجديد عليَّ، إنما الجديد أن نوبتنا ستكون هذه المرة في قرية صغيرة تدعى “تل صيبين” وتقع قرب مدينة حريتان شمال حلب، ولم نكن رابطنا قبل في هذه القرية ولا رأيناها.
وفي صباح الاثنين كانت مجموعتنا بأكملها في المقر وقد لبس أفرادها الجعب والسلاح، وهم ينتظرون سيارة التبديل لنقلهم إلى النقطة وإعادة المجموعة المرابطة هناك إلى المقر.
كان ذلك في كانون الأول، والبرد شديد جدا، وأضرع السماء لا تتوقف عن الدر على الأرض التي كانت عطشى ولكنها الآن مترعة بالماء التي اختلطت بترابها فأحالتها أوحالا، وهذا ما فسر لنا لاحقا لماذا أعطونا في المقر أحذية طويلة الساقين (جزمة).
مضت لحظات ونحن نتجاذب أطراف الحديث، ثم سمعنا صوت سيارة التبديل وهي سيارة نوع بيكاب يتسع صدرها لاثنين سوى السائق، أما باقي المجموعة فتركب في الصندوق المكشوف الخلفي مع بعض المستلزمات من الأطعمة وقِرب الماء وبعض الذخائر.
كان في مجموعتنا شاب مصري وهو طالب علم يدعى أحمد ويكنى أبا محمد، وهو سبب مصيبتي طبعا، فطلبت منه أن يجلس في المقعد جانب السائق وجلست قربه، وجلس باقي الشباب في الخلف.
انطلقت بنا السيارة تقطع المسافات بسرعة كبيرة، مما أدى إلى أن تنال الإخوة في الخلف صفعات متتالية على وجوههم بأكف الريح الزمهريرية.
وبعد مضي ساعة ونصف تقريبا كانت السيارة تدخل إحدى الحوانيت التي تستعل مرآبا للسيارات في القرية، والقرية على خط التماس مع العدو، ولذلك فليس فيها سوى المرابطين.
وكان علينا السير على أقدامنا قرابة سبعمائة متر لنصل إلى المكان الذي يرتاح فيه المرابطون وينامون، فالطريق إلى هناك لا يمكن أن تمر فيه سيارة؛ لأنه مرصود بالصواريخ الحرارية التي ستحيل أي سيارة تمر إلى كتلة من الحديد المذاب، ولذلك تم رفع سواتر تحمي المشاة أثناء سيرهم إلى النقطة.
وخلال مسيري آلمني ما رأيت من بيوت مهدمة بقصف النظام، وأخرى مهجورة خاوية على عروشها تصفر فيها الرياح، فكم تعب أصحاب هذه البيوت وشقوا حتى بنوها أو اشتروها، ثم هم يضطرون لهجرها والفرار منها لأجل أحمق متشبث بالسلطة شعار شبيحته “الأسد أو نحرق البلد” أحرقه الله وإياهم في الدنيا والآخرة.
وصلنا بعد قرابة عشر دقائق من السير إلى خندق عمقه يزيد على متر وعشرين سم وقد رفع على جانبه الأيمن ساتر ترابي لاتقاء رصاص القناص، نزلنا إلى الخندق فغاصت أقدامنا في الوحل إلى أنصاف الساقين، وكانت معاناة شديدة وأنت تنتزع قدمك في كل خطوة تخطوها وكأنها كرة شوك منغمسة في الصوف.
وبعد مائتي متر تقريبا وصلنا إلى المكان الذي ينام فيه المرابطون، وكانت أمامنا عقبة كؤودا وهي نزع “الجزمات” من أقدامنا؛ لأنها كالمعتاد من النوع الرديء جدا إضافة إلى كونها ضيقة، وبعد محاولات عديدة لنزعها باءت جميعا بالإخفاق اقترح المصري أن ينزع كل واحد منا جزمة أخيه، فكان المرابط يجلس ويأتي آخر ويقبض على الجزمة بكلتا يديه ثم يجذبها بكل ما آتاه الله من قوة، فإما أن تخرج وإما أن يحاول مرارا حتى ينجح في ذلك أخيرا، والمصيبة أن هذا ما سنعاني منه بعد تبديل كل نوبة على “الطلاقيات”.
بعد انتهائنا من مصيبة خلع الجزمات قمنا بترتيب المكان ووضع المستلزمات التي أحضرناها في أماكنها، وتحديد أين سينام كل واحد منا، ثم ترتيب جدول للنوبات على الطلاقيات، وكان على المرابط أن يقف ساعتين على الطلاقية ثم يرتاح ستا في الجُبِّ، أقصد المكان الذي وضعنا فيه أغراضنا فهو لم يكن في الحقيقة سوى جب لجمع الماء في عهد سابق، وبين الجب والطلاقيات خمسمائة متر تقطعها جميعا في خندق محفور حتى تصل إلى الطلاقية وهي تقع في مقبرة، وبعض القبور قد فتح من جانبيه نتيجة حفر الخندق ولا أدري هل أخرجوا الأموات من القبور عندما حفروا الخندق أم وجدوا الجثث بالية لم يبق منها شيء ظاهر.
ولعلك قد ضقت ذرعا وأنت تنتظر أن أخبرك عن الأهوال التي جرت معي، فاسمح لي أن أخبرك أنه قبل نوبتنا هذه بأسبوعين تقريبا عم الآفاق خبر وفاة شخص مصري يدعى أحمد خالد توفيق، وكتب عنه عدد من الأشخاص كان من بينهم صاحبنا المصري، وكنت أول مرة أسمع باسم هذا الرجل، فسألته عنه حينذاك فأخبرني أنه طبيب وأديب مصري -وليته اكتفى بهذا- وله عدد كبير من روايات الرعب، وقد كان له أثر كبير من خلال رواياته وقصصه على بعض الأجيال قبل انتشار الجوال والإنترنت..، ولا زال يحدثني عنه وعن رواياته حتى حملت من النت إحدى رواياته وقرأتها، وكانت بعنوان: “حسناء المقبرة”، وأظنك قد بدأت بإدراك المصيبة.
نعم هذا ما حدث بالضبط، بعد انتهاء النوبات النهارية جاء دور النوبات الليلية، فخرجت في نوبتي مع أحد الشباب ويدعى أبا بكر، وكانت النوبة من العاشرة إلى الثانية عشرة ليلا.
لما وصلت معه إلى الطلاقيات كانت المقبرة موحشة جدا، وقد نثر الليل ظلامه فلا تبصر شيئا، وإضاءة المصباح فيها خطر عظيم؛ لأن ذلك سيعرضك إلى أن يُكشف مكانك ثم ترجم بقذائف المدفعية والهاون، إلا أنك قد تضطر لإضاءة المصباح لأمر ما، وهنا تضطر أن تدخل أحد القبور المفتوحة، وهناك تضيء المصباح وتصلح ما أردت إصلاحه ثم تخرج.
وقفت مع أبي بكر نتبادل الحديث همسا حتى تمضي الساعات، وقد ذكرتني هذه الأجواء “ببراكسا نجيب”، وإذا سألتني: من هي؟ فسأخبرك أنها هي نفسها حسناء المقبرة، تلك الرواية المشؤومة التي قرأتها بعد أن ورطني في ذلك صاحبنا المصري.
وما زلنا ننتقل من حديث إلى حديث حتى حطت الأفكار بأبي بكر في ذكرياته عندما كان عنصرا في جيش النظام قبل أن ينشق عنه في عام 2012 م، وقد ترك هذا المزعج الآخر كل شيء وأخذ يحدثني عن أشياء غريبة كانت تقع أثناء حراستهم الليلية، كأن تشتعل نار بنفسها ثم تنطفئ، وكسماعهم أصواتا غريبة لا يدرون مصدرها، وما شابه ذلك من المصائب السوداء الصلعاء.
ثم حدث فجأة ما لم يكن بالحسبان ولا خطر لي على بال، فقد أخبرني أبو بكر أنه يريد أن يذهب إلى الخلاء، وهذا يعني أني سأبقى وحيدا بين القبور، وقد تظهر “براكسا نجيب” في أي لحظة -آه من ذلك المصري هل يأتي منه غير المصائب- لئن عدت سالما من هذه النوبة لأجازينه على فعلته. وبينما أنا أفكر في ذلك، قال لي أبو بكر: خذ القبضة أنا ذاهب -والخلاء يبعد عنا مائتي متر-.
سرعان ما ابتلع الظلام أبا بكر، وأخذت أحدق فلا أرى أمامي سوى شواهد القبور القريبة مني، وكلما هبت الريح حركت الأشياء المبعثرة في المقبرة فأصدرت أصواتا غريبة خيل إليَّ أنها مقدمات لخروج حسناء المقبرة.
حاولت صرف ذهني عن تلك الرواية المنحوسة، وأخذت أفكر بكتاب آخر قرأته بعيدا عن الروايات، ولكن للأسف غابت عني مئات الكتب التي قرأتها ووقف شامخا في ذهني كتاب “آكام المرجان في أحكام الجان” للشبلي، فاستعذت بالله من شرهم وقرأت آية الكرسي والمعوذتين، وعدت أفكر في آخر كتاب قرأته قبل قدومي إلى الرباط، فكان كتاب “عجائب المخلوقات” للقزويني، ومع أنه كتاب كبير تصل عدد صفحاته إلى خمسمائة صفحة وقد تحدث فيه عن مختلف المخلوقات في الكون من الجمادات والنباتات والحيوانات، إلا أن ذلك تبخر من ذاكرتي ولم يبق فيها إلا ما ذكره عن الغول والسعلاة والنسناس المزعوم والذي هو شق إنسان وتصطاده العرب وتأكله، وهو يتكلم ويقول شعرا، وبما أنه شق إنسان فإنه يقفز فقزا على قدم واحدة.
فثنيت عنان فكري إلى آخر كتاب حمَّلته من النت وقرأته على الجوال، ولكنه لم يكن سوى كتاب “الغول بين الحديث النبوي والموروث الشعبي”.
لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هذه الكارثة التي تلاحقني، ثم لماذا تأخر أبو بكر ولم يأت إلى الآن؟ وبالطبع لم أكن قادرا على النظر إلى الساعة؛ لأن ذلك يتطلب الدخول في أحد القبور وإضاءة المصباح.
وأخيرا خطر في بالي أن ألزم ذاكرتي باستحضار بعض أشعار الجاهليين التي أحفظها، فإذا بها جميعا تفر من قبضة الذاكرة، ولا يتبقى منها سوى أبيات لتأبط شرا يصف فيها سعلاة بعد أن قتلها، وهي قوله:
إذا عينان في وجه قبيح *** كوجه الهر مشقوق اللسان
ورجلا مخدج ولسان كلب *** وجلد من فراء أو سنان
وتصور أمامي هذا المنظر البغيض الكريه المخيف الذي صوره “تأبط” في أبياته.
وهنا سمعت وقع أقدام تسير خارج الخندق، وهذا يعني أنه ليس أبا بكر، فمن تراه يكون؟ أهو حسناء المقبرة؟ أم السعلاة؟ أم الغول؟ أخذت أقرأ ما أحفظ من أذكار الوقاية وخاصة ذكر “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، ثم استجمعت قواي وصحت: من القادم؟ فقال: أبو بكر، فتجاذبني شعور بالغضب الشديد والرضى الشديد في آن واحد، الرضى لأنه لم يكن سعلاة ولا غولا ولا براكسا نجيب، والغضب لما سببه لي من الخوف والهلع، فقلت له: لماذا تسير خارج الخندق، فأجاب: الظلام دامس والبرد قارص والخندق مليء بالأوحال، ولا خوف من قناصة النظام في هذا الجو، فلا بد أنهم حول المدفئة الآن، وهم غير مستعدين لتحمل هذه المصاعب من البرد والتعب والنصب لقتل شخص مثلي!
ثم نزل وقال: أوشكت نوبتنا أن تنتهي، فأمسكت بالقبضة لأطلب إرسال النوبة التي بعدنا، ولكن يا لسوء الحظ لقد فرغت البطارية، والطريقة الوحيدة الآن هي الذهاب إلى الجب.
فقال أبو بكر: أتذهب أم أذهب؟
وتمنيت أن يكون معي أبو فراس الحمداني ليعطيني حلا ثالثا كما أعطى أصحابه حين قالوا له: الفرار أو الردى! ولكن هيهات لا بد أن أختار أحد أمرين أحلاهما مر، وعلى أي حال البقاء هنا خير من السير وحيدا خمسمائة متر في الخندق المظلم.
فذهب أبو بكر وبقيت وحيدا مجددا، على أن انتظاري لم يطل هذه المرة، فما هي إلا عشر دقات -حسبتها عشر ساعات طبعا- حتى جاءت النوبة التي بعدنا، وتذكرت أني سأعود وحيدا إلى الجب، فصرت بذلك جامعا للأمرين اللذين أحلاهما مر، ولكن هذه المرة أخذت دور أبي فراس فأوجدت حلا ثالثا، وهو أن أبقى مرابطا مع هذه النوبة الجديدة بذريعة أني لا أشعر بالنعاس والتعب، مع أني كنت منهك القوى، وهكذا وجدتني واقفا مع الأخوين في نوبتهما أندب حظي العاثر وأتميز غيظا من صاحبنا المصري.
وقفت قليلا ثم وجدتني غير قادر بحال على المتابعة، ووجدت أن الحل الثالث الذي اخترعته كان سقيما عقيما، فقررت أن أرجع إلى الجب وحدي وليكن ما يكون، فليست السعلاة والغول وبراكسا سوى خرافات لا وجود لها، هذا ما كنت أحدث به نفسي لأشجعها على المضي قدما، وأخيرا أكرهتها وأخبرت الأخوين أني ذاهب إلى الجب، وأخذت أحث الخطى مسرعا غير مبال بكثرة الأوحال.
ولم أقطع سوى مسافة يسيرة حتى سمعت صوتا يشبهه مواء القطط وليس به، فقفز إلى ذهني مسارعا حديث دار مرة لما كنت في زيتان -قرية في ريف حلب الجنوبي- عن حيوان يدعونه القرطة يأتي الرجل من خلفه ثم يقفز على عنقه فيقتله، ثم تبع ذلك تذكري لما قرأته في كتاب “تاريخ الخلفاء” للسيوطي عن خوف أهل بغداد من حيوان يدعى الزبزب يقتل الأطفال ويقطع أثداء النساء، والقرطة والزبزب حيوان واحد واسمه غرير العسل، أسرعت في سيري أكثر وسقطت مرتين في الوحل قبل أن أصل إلى واحة الأمان في الجب، وما إن دخلته حتى غمرتني فرحة عظيمة وكأني قد ملكت الدنيا.
نزعت جعبتي ووضعت سلاحي قريبا من فراشي، ثم تمددت عليه وبسطت يدي فقبضت على كتاب في حقيبتي كنت قد أحضرته معي لأملأ فراغي في أوقات الاستراحة، وللقراءة قبل النوم لذة عندي لا تعدلها أي لذة أخرى.
كان عنوان الكتاب “معادن الذهب في الأعيان الذين تشرفت بهم حلب” لأبي الوفا العرضي، وهو كتاب تراجم كما هو واضح من عنوانه، وأحب القراءة إليَّ القراءة في كتب التاريخ والتراجم، تناولت الكتاب وأنا أقول في نفسي: سأقرأ الآن سيرا بعيدا عن السعالي والجن والعفاريت وحسناء المقبرة، بدأت القراءة فوجدته يترجم للعلماء والأولياء وعددا من المجاذيب عدَّهم في الأولياء مع غرابة أفعالهم ومنافاتها للإسلام.
ولكن المصيبة أني لم أقطع شوطا طويلا في القراءة حتى وجدته يترجم لخباز ذهب مرة باكرا إلى مخبزه قبل الفجر، فخرج له نفر من الجن وأخبروه أن جنية تحبه وتريد الزواج منه، وبالفعل فقد تزوجها الرجل وذاق منها الأمرَّين، فاسترجعت عند قراءتي لهذه الترجمة!! ما الخطب؟ لماذا الجن والعفاريت في كل مكان؟
وهنا أغلقت الكتاب ونمت وأنا أخشى أن أرى شيئا مخيفا في منامي، ولكن ولله الحمد مضت الليلة على خير، وكذلك الليلة التي تليها، وعدنا إلى المقر، وبقيت عندي مجازاة صاحبنا المصري على المصيبة التي أوقعني بها، وكنت أعلم أن معظم المصريين يكرهون أكل “المجدرة”، بل إن بعضهم يسميها “المجنزرة”.
فقلت لأبي محمد المصري: أنت مدعو على الغداء عندي، فقال: وما الغداء؟ فقلت: لن أخبرك، ولكنه طعام ما ذقته قبل قط، فقال: مستحيل لقد أكلت جميع الأكلات الحلبية، فقلت له: أقسم أنك ما أكلته قبل قط.
وجاء أبو محمد على الغداء، وارتسمت علامات التعجب على وجهه وهو يرى طبق المجدرة الذي بين يديه، ثم قال: هذا هو الطعام الذي لم أذقه قط؟! فقلت: نعم، فقال: لقد أكلته مرارا وأنا لا أحبه أصلا، فقلت له: لقد أكلت مثله، أما هذا فلم تأكله قط وإلا لما كان موجودا أمامك الآن.
وأكل أبو محمد مكرها، وكنت أستشف من ملامحه أنه ود لو يرميني بطبق المجدرة ويهشمه على رأسي، ولكنه كظم غيظه احتراما لحرمة البيت، ولم أخبره طبعا بسبب هذه العقوبة القاسية.
انتهت.
لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد التاسع عشر جمادى الأولى 1442هجرية _ كانون الثاني 2021 للميلاد اضغط هنا
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد التاسع عشر اضغط هنا