هل يجوز ترك الجهاد والسفر لتركيا للعمل لو كان الرجل وحيد ابويه ومعيلهما الوحيد

السلام عليكم شيخنا هل يجوز ترك الجهاد والسفر لتركيا للعمل لو كان الرجل وحيد ابويه ومعيلهما الوحيد

الجواب :

لا يجوز ترك الجهاد لمن تعين في حقه إلا أن يصبح من أهل الأعذار ، كالمصاب بما يعيقه عن متابعة الجهاد من مَرَض ونحوه ، وعلى اعتبار أن حركة الجهاد في زماننا لا تقوم إلا من خلال منظومة أعمال متكاملة متشابكة بين الأعمال العسكرية المحضة والأعمال اللوجستية من إدارة اقتصادية وإغاثية وسياسية وإعلامية وخدمية وغيرها من الأعمال التي لاتنفك عن الأعمال العسكرية دعما لها وتوظيفها لثمارها ، فلا ضير حينها أن ينتقل المجاهد لظروفه الخاصة كحالة استثنائية إلى الأعمال الأخرى الداخلة في المنظومة الجهادية ، ومن ذلك حال الوحيد لأهله المعيل لهم ، ورغم أن أجره حينها يكون دون أجور المخاطرين بأنفسهم على الجبهات إلا أن المرتجى له أن يسقط بذلك عنه الواجب والتكليف وأن يحوز أجر الجهاد ، ورغم أن جمهور الفقهاء لا يشترطون إذن الوالدين في الجهاد إذا تعين إلا أنه نُقل عن ابن حزم الأندلسي استثناء الوحيد لأهله إذا خشي هلاكهما أو هلاك أحدهما إذا تركهما ونفر للجهاد ، فقال في المحلى :( ولا يجوز الجهاد إلا بإذن الأبوين إلا أن ينزل العدو بقوم من المسلمين ففرض على كل من يمكنه إعانتهم أن يقصدهم مغيثا لهم أذن الأبوان أم لم يأذنا – إلا أن يضيعا أو أحدهما بعده ، فلا يحل له ترك من يضيع منهما ) .
والله تعالى إعلم بالحق والصواب

الشيخ /أبو محمد الصادق

المصدر
Exit mobile version