نبذة عن كتاب “الطريق إلى القرآن” للشيخ إبراهيم السكران حفظه الله – مجلة بلاغ العدد ٦٦
من مشاركات القراء
إن القرآن الكريم هو كتاب الله الخاتم الذي تضمن كل خيرٍ، ففي اتباعه النجاة والسعادة والفلاح والسيادة وفي الإعراض عنه الهلاك والشقاء والتخبط في ظلمات الحيرة والضرب في فجاج التيه.
وقد حرص علماء الأمة على تسطير الكتب التي تقرب كتاب الله إلى الأمة وتحضُّها على الإقبال عليه واكتناه أسراره، والاهتداء به، وتدبر معانيه.
ومن هذه الكتب “الطريق إلى القرآن” للشيخ إبراهيم السكران
وهو كتاب لطيف الحجم غزير الفائدة تلتمس بين سطوره حُرقة المؤلف على أمته وسعيه في النصح لها، وترى فيه يقينه التام بأن المخرج من الفتن جميعًا هو كتاب الله، والتربية الصحيحة لشباب الأمة لمواجهة الشبهات والشهوات هي الربط المحكم الوثيق بكتاب الله، والسبيل الأوفق في التصدي للموجات الفكرية المنحرفة القرآن الكريم.
يمضي المؤلف بقارئه في رياض القرآن فيوقفه على عجائبه، ويحرك بمواعظه سواكن قلبه، ويقص عليه من أنباء من وقفوا خاشعين أمام سطوته، أو انبهروا به فأعلنوا إسلامهم لله، ويذكر أن القرآن هو أكثر سبب في اهتداء الكافرين في الغرب.
ويعقد عنوانًا لمنازل الأشعريين فيذكر فيه شدة تأثرهم بالقرآن ووقوفهم بين يدي ربهم في ظُلَمِ الليالي يناجونه ويتلذذون بالتغني به، كما يذكر فيه ثناء النبي على شريح الحضرمي بأنه “لا يتوسد القرآن” أي يقوم الليل به.
ومقابل هذه الرقيقة العامرة بالإيمان تجد القلوب القاسية الصخرية، ومقابل هؤلاء المهتدين تجد الشاردين وليس من علاج أنفع للقلوب الصخرية وليس من طريقٍ أفضل لرد الشاردين من تدبر القرآن وهذا ما لمسه من تجاربه.
يقول:
“وأنا إلى هذه الساعة على كثرة ما تعاملت مع هذه الحالات لا أعرف علاجاً أنفع من (تدبر القرآن) فإن القرآن يجمع نوعي العلاج (الإيماني والعلمي) وهذا لا يكاد يوجد في غير القرآن”.
وأي طريق سوى القرآن إنما هي تطويلٌ بغير فائدةٍ فليس كالقرآن أفضل صياغةً لشخصية المسلم.
يقول:
“أعطوني ختمةً واحدةً بتجردٍ، أعطيكم مسلماً حنيفاً سنياً سلفياً، ودعوا عنكم المغالاة في أهمية الكتب الفكرية الموسعة، ولنجعل القرآن “أصلاً” وغيره من الدراسات الفكرية مجرد (تبع)”.
وكمثالٍ على التدبر يعرض ما فتحه الله عليه في تدبر سورة الفاتحة وما فيها من المعاني العظيمة والهدايات الإلهية.
ثم يذكر بعض القضايا المركزية التي بينها القرآن وحض عليها ومن ذلك ربط القلوب والنفوس بالله في كل حالٍ حتى أنه شرع صلاة الخوف حال الحرب لتبقى القلوب متصلةً بخالقها ثم يتعجب من حال من يترك الجماعة حال الأمن.
يقول:
“أترى الله يأمر المقاتل الخائف المخاطر بصلاة الجماعة، ويشرح له صفتها في كتابه، ويعذر المضطجعين تحت الفضائيات، والمتربعين فوق مكاتب الشركات؟! هل تأتي شريعة الله الموافقة للعقول بمثل ذلك؟!”
ويختم كتابه بذكر بعض النصائح المعينة على تدبر القرآن وساق في آخرها قصة شيخ الإسلام عندما اعُتقل المرة الأخيرة في قلعة دمشق وسُحبت منه الكتب والأقلام أقبل على القرآن وقال: “قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثيرٌ من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن”.
وأخيرًا: فهذا الكتاب من الكتب التي أنصح بها شباب المسلمين بقراءته، كما أنصح الدعاة بالترويج له ونشره وحض الشباب على قراءته.
لتحميل نسخة من المجلة BDF اضغط هنا