مقابلة مع طلحة المسير (أبو شعيب المصري). بقلم أيمن جواد التميمي • ٢٢ فبراير ٢٠٢٠

مقابلة مع طلحة المسير (أبو شعيب المصري).
بقلم أيمن جواد التميمي • ٢٢ فبراير ٢٠٢٠

1- لو تتكلم بشكل مختصر عن سيرتك في العمل الجهادي وهجرتك إلى الشام، وحاليا أنت شرعي مستقل في الساحة
الشامية، ما هو دورك في الميدان؟

1- قدمت إلى سوريا في أواخر عام 2012، وعملت في المجال الشرعي المتعلق بالجهاد مثل الدورات الشرعية والقضاء والأبحاث العلمية والتحريض على الجهاد، مع مشاركة المجاهدين مسيرتهم المباركة.

شاركت مع أحرار الشام ثم مع هيئة تحرير الشام، ثم مستقلا، ثم في الفترة الأخيرة أصبح تركيز النشاط الميداني على تشجيع الجهود الجادة التي تعمل على إصلاح الوضع العام للجهاد والثورة السورية لصد حملة العدو التي تداهم المناطق المحررة.

2- كيف تقيمون الوضع العام في الساحة الشامية اليوم؟ ولماذا خسرت الفصائل مناطق كثيرة؟

2- الساحة الشامية الآن في منعطف خطير؛ حيث استطاع العدو احتلال عدد من المناطق المهمة، وأصبح يهدد مناطق أخرى مهمة في إدلب وريفها، وأصبحت قضية خرائط الانتشار في إدلب قضية مساومات بين القوى الدولية المتعددة، وهذا وضع لا بد من علاج له.

أما لماذا خسرت الفصائل مناطق كثيرة فهو بما كسبت الأيدي وبالابتعاد عن أوامر الله جل وعلا، ومن ذلك:

  • أن جل الفصائل سايرت الاتفاق التركي الروسي في الأستانا وسوتشي وانخدعت به، وظنت أن هناك هدنة طويلة الأمد وأن الضامن التركي سيمنع اجتياح المنطقة.

  • يضاف إلى ذلك الإهمال لواجب إعداد ما نستطيع من قوة، فاقتصر الإعداد على بعض القوة المستطاعة فقط.

  • ومن أسباب التراجع استخدام أساليب عسكرية لم تعد مجدية، وكذلك عدم فتح معارك في محاور جديدة غير التي يركز العدو هجومه منها.

  • ومن الأسباب أيضا ضعف الإدارة للمناطق المحررة وما اعتراها من أخطاء وتقصير مما أفقد المجاهدين والثوار تفاعل وعطاء جزء مهم من الحاضنة الشعبية.

3- الآن رأينا أن بعض الشباب شكلوا مجموعات مستقلة من أجل الجهاد والقتال، بإمكاننا أن نقول إن هناك خيبة أمل بالنسبة للفصائل الكبرى في الشمال وهذا سبب تخلف الكثير من الشباب عن الجهاد؟

3- الجهاد فرض عين على القادر، وتقصير الفصائل الكبيرة ليس عذرا لترك الجهاد، فوجود مجموعات جديدة تضيف قوة جديدة في صد العدو وتحاول تفادي أخطاء الفصائل الكبيرة عمل جيد يمكن من خلاله سد بعض ثغور النقص الموجودة حاليا، فالساحة تحتاج كل الجهود الصادقة التي تتكامل للخروج بالثورة السورية من المحنة الحالية.

4- ما رأيك في التدخل التركي في المنطقة؟ ما هو هدف الأتراك حاليا؟ سيساعدون الفصائل في استعادة بعض المناطق؟ أو كل شيء متعلق بتفاهمات مع الروس؟

4- التدخل التركي في إدلب مرتبط باتفاقيات سوتشي وأضنة وملفات كشرق الفرات وليبيا ومنظومات الدفاع الجوي الروسية والأمريكية وغير ذلك..، فهو ليس تدخلا لإنقاذ الثورة السورية التي يذبحها بشار وحلفاؤه منذ تسع سنين على مرأى ومسمع الجميع..

والنظر لحجم هذا التدخل الحالي وطريقة انتشاره يوحي بأنه لا توجد معركة حقيقية للجيش التركي مع العدو النصيري وحلفائه؛ حيث تقع كثير من النقاط التركية تحت حصار قوات بشار ويمكن للعدو أسر جنودها بسهولة، وهو أمر لو حصل سيكون من أكبر الضربات التي تلقاها الجيش التركي في العصر الحديث، وكذلك الانتشار العشوائي للجيش التركي يجعله هدفا سهلا لطيران ومدفعية العدو لو أراد استهدافه، وهذه مؤشرات مهمة على أن الأمر عبارة عن تصعيد وضغط لم يبلغ أقصاه يهدف لتحقيق مصالح ومقايضات تركية، ولا يراد منه الحرب الحقيقية، ولا نصرة الثورة بشكل مؤثر.

5- كيف بإمكان الجهاد في الساحة الشامية أن يصلح مسيرته اليوم؟

5- التوبة إلى الله تبارك وتعالى مفتاح الفرج وباب النصر وسبيل سعادة الدنيا والآخرة.

ومن التوبة إلى الله جل وعلا:

  • عدم الركون للظالمين ولا مداهنتهم ولا الانخداع بالمؤامرات التآمرية الدولية المعتادة.

  • وتوسيد الأمر والمسؤوليات لأهلها من الأقوياء الأمناء.

  • والانتقال من مجرد الدفاع إلى الدفاع والهجوم المخطط له بعناية.

  • وأن يتقدم المسيرة الجهادية والثورية من يحبهم الناس لصلاحهم لا من يبغضونهم.

  • والرفق بالشعب المسلم المظلوم الذي ضحى بالغالي والنفيس في سبيل دينه وعزه وكرامته.

6- هل من رسالة لعموم المسلمين في العالم؟

6- المعركة التي تخوضها الأمة المسلمة في سوريا اليوم هي نفس المعركة التي تخوضها الأمة المسلمة منذ سنين طويلة في كل مكان ضد الإلحاد والعلمنة وحرب الإسلام واضطهاد المسلمين ونهب الخيرات وتغيير المناهج ونشر الخنا والفسوق..، فلا بد لكل مسلم أن يقف على ثغر يدافع منه عن الإسلام والمسلمين، كل على قدر طاقته واستطاعته، فإن كل انتصار لجزء من الأمة هو انتصار للأمة كلها في تلك المعركة العالمية..

ومن استطاع أن يقف مع مجاهدي الشام بسنانه أو لسانه أو ماله فليبادر لذلك فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.

والحمد لله رب العالمين.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى